ابنتي الكبرى عمرها خمس سنوات، وهي حسَّاسة جداً، وتتصرف كأنها في السنة الأولى من عمرها، وهي انعزالية وليس لديها ثقة بنفسها، علماً بأننا في غربة، فهذه الطباع أتعبتني، وسببت لي إرهاقاً نفسيًّا إلى جانب التعب النفسي الذي تسببه الغربة. أفيدونا بارك الله فيكم. ابنتك تستخدم حيلة نفسية تسمى النكوص، وهي ممارسة سلوك مناسب لمرحلة عمرية سابقة، والنكوص يحقق وظيفة نفسية لابنتك هي التخلص من القلق الناجم عن انصراف اهتمامك، رسالتك لم توضح المتغيرات التي سببت المشكلة التي تشكين منها، وحسب ما توفر لي من معلومات عن أن الأسرة مغتربة مما يعني افتقادها لجماعة اللعب، كما أن عدم تكيفك النفسي مع ظروف الاغتراب سينعكس في تعاملك اليومي معها، فقد تصل إليها رسالة رفض لا شعورية في ألفاظك أو تصرفاتك تظن ابنتك أنها المعنية، في حين أنه رفض لاغترابك. إن طريقة الأطفال في التعبير عن مشاعرهم تختلف عن الكبار، لذا ستلجأ ابنتك لهذه الطريقة لتتحرر من القلق، إلا أنها طريق معطلة لنموها النفسي، وحتى تتغلبي على هذه المشكلة يمكنك الاستفادة من الإرشادات التالية: * تجنبي مواجهة المشكلة بالقسوة، فهذا سيزيد من ممارسة هذه التصرفات. * عليك بضبط النفس، فغضبك بادرة اهتمام ستسعى ابنتك للحفاظ عليها بتكرار سلوكها المرفوض. * امنحيها الحب غير المشروط. * احرصي على إشراك ابنتك في أنشطة تجمعها مع جماعة لعب. * تجنبي الألفاظ والتصرفات التي تقلل من قيمة ابنتك، وتفقدها الثقة بذاتها. * أبرزي نجاحاتها الصغيرة. * عندما تسيء التصرف ركّزي على السلوك لا على الشخصية. * دربي ابنتك على التعبير عن مشاعرها بطريقة ملائمة لعمرها عن طريق لعب الأدوار، فكوني الابنة وهي الأم في مواقف لعب مختلفة، لتكوني نموذجاً تدريبياً يسهل عليها تقليده.