لا شك أن للمرأة دوراً كبيراً في تربية الأبناء ودورها هنا أساسي حيث إن المرأة اليقظة والفطنة وذات الملاحظة القوية والتي تمتاز بحسن التصرف في حل المشاكل الأسرية تستطيع بفضل من المولى سبحانه وتعالى أن تكون عضواً فعالاً في المجتمع ويسند إليها المسؤولية الأولى في مجال التربية حيث يتمثل دورها هنا في التنشئة الاجتماعية للفرد وغرس القيم والعادات والتقاليد القويمة والسديدة والسليمة في الفرد ومن ثم ملاحظة السلوك لدى الفرد داخل المنزل مع مراعاة مرحلة النمو لديه وخاصة مرحلة المراهقة وفي هذه المرحلة يكون دور الأم هنا مضاعفاً حيث يجب عليها معرفة كل صغيرة وكبيرة عن ابنها وفلذة كبدها أو ابنتها كما يقول المثل السائد : (إن كبر ابنك خاويه) ..ومن هنا يتلخص دور الأسرة في إعطاء القدوة الحسنة وزرع القيم والمبادىء والأخلاق ثم بعدها الرقابة المباشرة داخل البيت وخارجه سواء في المجتمع أو في المدرسة ، أما دور جماعة الرفاق فأقول ان لجماعة الرفاق دوراً يؤثرون فيه ويتأثرون به ويمكن في نوعية التأثير عن طريق التنشئة السليمة داخل المنزل والرقابة غير المباشرة خاصة إذا لوحظ أي أفكار غريبة أو خلل في تركبية القيم والأخلاق المكتسبة ، كما أن للمجتمعات المحلية أثراً مباشراً في حياة الصغار والتي تشمل الأسرة والمدرسة وجماعة الرفاق والمساجد ودور الاعلام والهيئات الصحية والاجتماعية وكلها مؤسسات لها أولوياتها في التأثير على الفرد. والملاحظ ان تفكك الأسرة يؤدي إلى اضطرابات الفرد نفسياً وإلى تأخره الدراسي ومن العوامل الهامة التي تؤدي إلى تفكك الأسرة إدمان رب الأسرة ، كما أن مرحلة المراهقة تبدأ فيها تغيرات بدنية فسيولوجية وانفعالية وذهنية واجتماعية هامة وينعكس أثرها على سلوكه وإحساسه بقيمته كإنسان ويبدأ التفكير بذاته وشخصيته ويرغب في التحرر من الاعتماد على أسرته لإظهار ما لديه من قدرات في الابداع والتعبير عن الذات وأن يكون ذا قيمة أمام الآخرين ، فدور المرأة هنا وأقصد هنا الأم تهدئة مشاعر القلق التي تتأجج في نفس المراهق نتيجة التغيرات البدنية السريعة. وإعطاء فرصة الحوار مع الأم والتحدث عن مشكلاته اما على نحو منفرد أو في حلقات مناقشة جماعية أو على الأكل مثلاً ومحاولة الانفعالات التي يحس بها في نفسه وتوجيهه فيما يعرض من مشكلات دون نقد ، صارم لأن هذه الطاقة إذا تركت بدون توجيه قد تدفع بالمراهق إلى شتى ضروب الانحراف فإن دقائق قليلة من الإنصات المستنير من قبل الأم أو الأب تجنب المراهق أي أزمة نفسية حادة تأخذ من وقته وجهده ، كما أن المراهق قد يعتمد على الرفاق الذين يختارهم فقد يكونون من المدخنين أو متعاطي المخدرات وشرب الخمر أو محترفي الاجرام، ولذا فإن ترك الحبل على الغارب ، بإنشغال الوالدين يؤدي إلى الشعور بالحيرة وإلى القلق والضياع لأن الطبيعة البشرية لابد لها من ضابط خصوصاً في هذه المرحلة الحرجة التي يحتاج دائما إلى مرشد وموجه يميز بها الصالح الطيب من الخبيث والمناسب من غير المناسب وقد وجهنا رسول الهدى صلى الله عليه وسلم إلى تأديب أولادنا وغرس الأخلاق الكريمة في نفوسهم وتعويدهم حسن السمع، والتحلي بالصدق والأمانة وتقوية صلته بالله جل وعلا عن طريق حفظ كتاب الله الكريم ويجب أن يخوف الفرد مما يغضب الله من الأقوال والأفعال لأن الفرد بجوهره خلق قابلاً للخير والشر إنما أبواه يميلان به إلى أحد الجانبين فإن عوداه إلى فعل الخير فاز وسعد في الدنيا والآخرة وإن عكس ذلك نال الخسران المبين وكان الوزر في رقبة أبويه ..والله من وراء القصد وعليه الاعتماد. همسة: قال الشاعر: الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الاعراق