السؤال: ابنتي الكبرى عمرها خمس سنوات، وهي حسَّاسة جداً، وتتصرف كأنها في السنة الأولى من عمرها، وهي انعزالية وليست لديها ثقة بنفسها، علماً بأننا في غربة، وهذه الطباع أتعبتني، وسببت لي إرهاقاً نفسيًّا إلى جانب التعب النفسي الذي تسببه الغربة. أفيدونا بارك الله فيكم. الجواب: ابنتك تستخدم حيلة نفسية تسمى النكوص، وهي ممارسة سلوك مناسب لمرحلة عمرية سابقة، والنكوص يحقق وظيفة نفسية لابنتك هي التخلص من القلق الناجم عن انصراف اهتمامك، رسالتك لم توضح المتغيرات التي سببت المشكلة التي تشكين منها، وحسب ما توفر لي من معلومات أن الأسرة مغتربة مما يعني افتقادها لجماعة اللعب، كما أن عدم تكيّفك النفسي مع ظروف الاغتراب سينعكس في تعاملك اليومي معها، فقد تصل إليها رسالة رفض لاشعورية في ألفاظك أو تصرفاتك تظن ابنتك أنها المعنية، في حين أنه رفض لاغترابك. إن طريقة الأطفال في التعبير عن مشاعرهم تختلف عن الكبار، لذا ستلجأ ابنتك لهذه الطريقة لتتحرر من القلق، إلا أنها طريق معطلة لنموها النفسي، وحتى تتغلبي على هذه المشكلة يمكنك الاستفادة من الإرشادات التالية: * تجنبي مواجهة المشكلة بالقسوة، فهذا سيزيد من ممارسة هذه التصرفات. * عليك ضبط النفس، فغضبك بادرة اهتمام ستسعى ابنتك للحفاظ عليها بتكرار سلوكها المرفوض. * امنحيها الحب غير المشروط. * احرصي على إشراك ابنتك في أنشطة تجمعها مع جماعة لعب. * تجنبي الألفاظ والتصرفات التي تقلل من قيمة ابنتك، وتفقدها الثقة بذاتها. * ابرزي نجاحاتها الصغيرة. * عندما تسيء التصرف ركزي على السلوك لا على الشخصية. * دربي ابنتك على التعبير عن مشاعرها بطريقة ملائمة لعمرها عن طريق لعب الأدوار، فكوني الابنة وهي الأم في مواقف لعب مختلفة، لتكوني نموذجاً تدريبياً يسهل عليها تقليده. نصائح تربوية لتقويم سلوك الأطفال السؤال: لدي طفلة عمرها خمس سنوات، أخبرتني أمها بتصرفات غريبة تصدر عنها، فبينما أمها كانت عند الطبيب للكشف على الطفلة فقد شاهدتها تأخذ آلة تخص الطبيب وتخبئها؛ فأخشى أن يستمر هذا الأمر معها. فماذا نفعل معها حتى نقوِّم هذا السلوك؟ الجواب: إن سلوك طفلتك هذا سلوك طبيعي وعادي، فأخذ الأشياء أو تخبئتها عن صاحبها لا يُعد عند الطفل سرقة، بل له دوافع كثيرة غير ذلك، منها لفت الأنظار إليها، أو حب التملك، أو محاولة اقتناء شيء بعينه، أو مجرد اللعب واستثارة الكبار، وهو سلوك منتشر عند أطفال كثيرين في هذه السن. ولا يصح أن تضرب ابنتك على السلوك، ولكن عليك أن تنبهها إذا كان الأمر متعلقاً بأغراض الآخرين، ومن الممكن أن تلعبا معاً هذه اللعبة، بأن تخبرها بأنك ستخبئ عنها شيئا ما، وعليها أن تبحث عنه في الغرفة، وكلما اقتربت هي منه يصدر عنك صوت محدد، وهكذا تشبع حاجاتها، وتلعب هي وتستنتج وتخمن وهكذا، فلا تخف أخي من استمرار هذا السلوك؛ فالطفل يتعرض لتغيرات كثيرة في فترات طفولته.