شن العراق عملية عسكرية لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت، مسقط رأس صدام حسين، من مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية، بحسب ما ذكره التليفزيون العراقي. وأفادت وسائل إعلام محلية بأن القوات العراقية بدأت مهاجمة المدينة مدعومة بغارات جوية شنتها الطائرات العراقية. وتقول الحكومة إن نحو 30000 جندي - من بينهم نحو ألفي متطوع سني ومليشيات شيعية وكردية - يتقدمون نحو وسط تكريت. ولكن تفاصيل القوات المشاركة في الهجوم لم تتأكد من مصادر أخرى محايدة. وأكد مصدر أمني في قيادة عمليات سامراء في محافظة صلاح الدين "بدء هجوم القوات الأمنية والحشد الشعبي و2000 من مقاتلي العشائر من مدن بيجي وسامراء والدجيل، لاستعادة السيطرة على مدينة تكريت مركز المحافظة التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية، فضلا عن مدن وبلدات أخرى فيها. وقد الهجوم انطلق - بحسب المصدر - من ثلاثة محاور في الجنوب من مدن الدور، والعلم، وسامراء، والشرق من مدينة العظيم في محافظة ديالى المجاورة، والشمال الغربي من منطقة الديوم باتجاه جامعة تكريت، حيث سيطرت القوات على حي الطين القريب من جامعة تكريت التي تتمركز فيها قوات حكومية وعلى حي العبيد في الغرب". وأضاف المصدر أن "معارك شرسة تدور الآن عند المحاور الثلاث بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من جهة والقوات الأمنية من جيش وشرطة والحشد الشعبي ومقاتلي العشائر مدعومين بغطاء جوي من قبل الطيران العسكري العراقي وقصف مدفعي، دون معرفة حجم الخسائر بين الطرفين بسبب حدة المعارك". عفو عام ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن قائد عسكري محلي قوله إن القوات تتقدم شمالا من سامراء تجاه بلدة الدور، التي يصفها مسؤولون بأنها معقل تنظيم "الدولة الإسلامية"، تجاه تكريت التي تبعد نحو 40 كيلومترا شمال سامراء. وأخذت القوات الجوية في شن غارات على مناطق المسلحين دعما لتقدم القوات، التي تساندها مليشيات الحشد الشعبي من محافظة ديالى المجاورة. وفي الوقت نفسه، تقدمت قوات البيشمركة الكردية نحو مدينة الموصل. وتقع تكريت على بعد 150 كيلومترا شمال العاصمة بغداد، وكانت قد سقطت في أيدي مسلحي التنظيم في يونيو/حزيران 2014. وكان رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي قد التقى في وقت سابق بالقادة العسكريين في محافظة صلاح الدين، قبل شن الهجوم. وعرض العبادي عفوا عاما عن كل مقاتلي العشائر السنية الذين تركوا تنظيم "الدولة الإسلامية"، واصفا ذلك بأنه "آخر فرصة". وقال تليفزيون العراقية إن مسلحي التنظيم طردوا من بعض المناطق خارج تكريت، لكن تلك الأنباء لم تؤكد. ومازال المسلحون يسيطرون على عدة مناطق من صلاح الدين، التي تقطنها غالبية سنية. وكانت تكريت - وهي موطن الرئيس العراقي السابق صدام حسين - هي ثاني أكبر مدينة يسيطر عليها المسلحون عقب سيطرتهم على الموصل في يونيو/حزيران الماضي. وكان يعيش في الموصل أكثر من مليون شخص عندما سقطت في أيدي المسلحين بعد شنهم هجوما على شمال العراق استولوا بعده على مساحات كبيرة من البلاد.