حينما أتحدث عن الماضي عامة، ينتابني ذاك الشجون الذي يصحب معه الذكريات الجميلة، بحلوها ومرها . وإن ذهبت بذاك الماضي في ذكريات الخليج والأهلي في الشرقية أو هناك في الغربية، فإني لا أحتاج لاسترجاع ذاكرتي، فكل شيء ما زال عالقا في مخيلتي، وكلما مر (الطاري) على ذكريات تلك المستديرة الصغيرة، جلبت معها آلاف الآهات. في الماضي كان لمباراة الأهلي والخليج واقع جميل وملموس، في سيهات خصوصاً، تكون شوارعها خاوية، ويحل الهدوء منذ الساعات الأولى في يوم المباراة، الأمهات والآباء، أدلة كثيرة تدلو بدلوها بوجود مباراة الخليج والأهلي. كنت أعيش تلك السويعات لحظة بلحظة مع جماهير وعشاق كرة اليد في المنطقة الشرقية وفي بلدي (سيهات) بشكل خاص. شخصياً ابدأ الاستعداد والتحضير بعد نهاية المباراة التي تسبق لقاءنا مع الأهلي وبمختلف أنواعه (نفسياً وذهنياً وفنياً). الآن وأنا أكتب هذا المقال، وكأنني أعيش تلك اللحظات عندما كان الجمهور يملأ مدرجات صالة الدمام، ويتواجد قبل ان نحضر للصالة ب 5 ساعات، والمحزن ان هناك من يقطع المسافات ويبقى خارج الصالة حتى نهاية اللقاء، وكل تلك المعطيات تدفعنا كلاعبين للحماس وبذل المزيد من العطاء لتعويض الاوفياء الذين لم تحالفهم الفرصة للدخول للصالة. أما جماهير الخليج داخل الصالة فهي حكاية أخرى، فمنذ قصيدة (جئنا زحفاً يا خليج) ووصولاً للمقطع الذي أتألم عند سماعه ويعطيني شخصياً جرعة من الحماس (حنيت الك سيهات ما نساش أبد هيهات). هدفنا الوحيد كان رفع اسم نادي الخليج ومدينة سيهات عندما كانت القلوب متصافية، وكان حضور المشاهدين يعادل حضور المتابعين لبعض المباريات في الدوري الحالي. لا أستطيع أن أذكر الماضي الجميل في سطور، وختامي هو (حبنا لك كل يوم يكبر، كبر ذاك البحر وأكبر). * لاعب سابق ومدرب وطني