إن استقبال خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، للدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي، والذي اُختطف من قبل تنظيم القاعدة الإرهابي، ومنحه وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة، ليؤكد أن القيادة السعودية وعلى أعلى المستويات كانت تتابع- وعن كثب- تفصيلات اختطاف الدبلوماسي السعودي في اليمن، وأن ثمة دعما استثنائيا حصلت عليه الاستخبارات السعودية من الملك سلمان وولي العهد الأمير مقرن والأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لإنجاز المهمة على الوجهة المطلوبة. ولهذا، بذلت الاستخبارات جهودا حثيثة ومضنية طوال السنوات الماضية لتحرير المواطن والدبلوماسي الخالدي، الذي سلم إلى عناصر الفئة الضالة في صفقة مشبوهة، إذ كانت تعتقد أنها كفيلة أن تؤدي إلى تراجع الدور السعودي في مكافحة الإرهاب، وفي مساعدة الدولة اليمنية لاستعادة مكانتها ودورها السيادي. الدبلوماسي الخالدي تعرّض لصنوف من التعذيب والابتزاز، كما يتعرّض بعض من شبابنا ممن يُغرر بهم للالتحاق بالفئات الضالة والتي يُجبرون فيها على تكفير الدولة والمجتمع والبراءة منهما، وهذه الأساليب الرخيصة، يتبعها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش الإرهابيان، خاصة بعدما يكتشف شبابنا زيف هذه التنظيمات وخديعتها لهم، وأجنداتها المخالفة لأبسط القواعد الشرعية، والأخلاقيات الإسلامية والعربية. إن الجهود الكبيرة التي بذلتها الاستخبارات السعودية، تجعلنا نفخر بهذا الجهاز الأمني، وبقية الأجهزة التي تعمل بصمت لصيانة الأمن الداخلي والخارجي، السبّاقة دوما في خدمة الوطن والمواطن وخدمة الدين، بصدور مؤمنة وهمة عالية وعزيمة لا تلين. السنوات الثلاثة التي أمضاها الخالدي، أثبتت حصانة المواطن السعودي وثباته في مواجهة التحديات الصعبة التي تُعرض له من قبل الفئة الضالة التي لا تمت للمدنية والحضارة الإنسانية بصلة، فقد قاوم الخالدي بامتياز هذا التنظيم وتعامل معه بوعي كبير، وهو مدرك تمام الإدراك أن المملكة قيادة وشعبا لا تنسى أبدا أبناءها في الداخل والخارج، وأنهم محط اهتمامها واهتمام كل الأجهزة المعنية بأمنهم وسلامتهم واستقرارهم، وإنه– الخالدي- كان دائما يرى نفسه أنه من رسل الدبلوماسية التي تحترمها كل المنظمات والدول والمجتمعات والأديان، وأن مهمته تستدعي التقدير والاحترام، غير أنه كان على وعي بأن هذه التنظيمات لا تحترم لا عقيدة ولا مبدأ وأنها من الفئات الضالة وخوارج هذا العصر التي لا تفهم معاني الإسلام ولا مفاهيم السلام. يحق لنا الفخر والاعتزاز بكل من ساهم في استعادة الدبلوماسي السعودي عبدالله الخالدي، ونقول لهم: «بيّض الله وجوهكم» وعزز سواعدكم لحفظ أمن هذا البلد ورفعته واستقراره، وشاهت وجوه الحاقدين وجعلكم الله نارا تصب جام غضبها على الضالين والتكفيريين؛ ممن اعتقدوا، أن اختطاف الدبلوماسي الآمن والذي كانت مهمته الرئيسة خدمة مواطنيه، وخدمة المواطنين اليمنيين، ممن يقصدون بلدهم الثاني، للعمل والعمرة والحج والزيارة، من الممكن أن تفت من عضد الدولة ومواطنيها، لكن آمالهم بائت بالفشل الذريع. إن تسلم ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية للملف السياسي والأمني، كان واحدا من الأسباب الرئيسة في تفعيل العمل الدبلوماسي والاستخباراتي، بما يضاعف الحرص والعمل الدؤوب والنشط لخدمة مصالح الدولة والمجتمع في ظل ظروف إقليمية قلقلة، ومنزلقات خطرة، طالما أهابت الدولة بمواطنيها توخّي الحذر وعدم الذهاب لمناطق الصراع والنزاع. إن الجهد المتميز في إطلاق المواطن والدبلوماسي الخالدي، كان عنوانا رئيسا في سفر الدولة السعودية وحرصها وعنايتها وحفاوتها بمواطنيها في كل بقاع الأرض، وإن المواطن أينما كان، هو محل اهتمام واعتزاز الدولة والقيادة، وهو موضع حماية الأجهزة الأمنية السعودية. فجنود هذه الأجهزة– حماهم الله- هم الرد الصائب والمفحم، في تخييب ظنون الحاقدين ورد شرورهم إلى نحورهم.