الطموحات التي تبنى في الشراكة بين التعليم والرياضة تلبي طموحات الشارع الرياضي نظريا, لأنها تحرك مشاعر الرياضيين في الوصول إلى الحلم بالتواجد في الأولمبياد الدولية بأي نوع من الحديد أو الذهب أو الفضة أو البرونز . ذلك الواقع ( النظري ) تكرر غير مرة على الطاولات المستديرة, وبعناوين مختلفة عبر وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة, وفي مناسبات متفاوتة بصناع قرار متناوبين خصوصا في العقد الأخير. لم تنجح تلك المحاولات في نقل تجربة التعليم والرياضة من الحيز النظري إلى الواقع الملموس ( الانتاجية ) , أو على الأقل العودة إلى حقبة الثمانينات من القرن الماضي, عندما كانت بطولات المدارس والمراكز الشبابية الرياضية المشتركة بين الجهتين الرسميتين تنتج أبطالا ومواهب حتى دون تنسيق أو اجتماعات على الطاولة المستديرة أو قرارات تتطاير في الهواء دون أن تهبط على الأرض. في ( لقاء الرياضة في التعليم ) الذي احتضنه وزير التعليم الدكتور عزام الدخيل, وحضره الأمير عبدالله بن مساعد, وعدد من صناع القرار تعليميا ورياضيا, تختلط فيه مشاعر الإحباط والتفاؤل, لأن السواد الأعظم يتساءل: هل سيكون نسخة كربونية للقاءات واجتماعات سابقة؟ أم سيكون عهدا جديدا لانطلاقة وشراكة حقيقية بين أكبر مؤسستين تهتمان بشؤون الشباب والنشء في المجتمع ؟! الإجابة عن هذا السؤال تتطلب سنوات لرصد الإنتاج والمنجز , ولكن في المدى المنظور علينا أن نتلمس المبادرات والبدايات, لأنها مؤشر لقراءة المستقبل, بل مؤشر نستطيع من خلاله وضع الاجتماع التعليمي الرياضي الأخير في خانة النجاح أو الفشل. أما السؤال الذي يطل برأسه بفرجة حادة فهو : كيف نبني ونرسم مستقبلا لبطل أولمبي في الألعاب الفردية من المدرسة باكتشاف المواهب , و99% من مدارسنا دون مضمار لألعاب القوى, ودون مسابح , ودون أدوات أو إمكانات ؟! والسؤال الآخر في الاتجاه المعاكس : كيف نبني ونرسم لأبطال أولمبيين , والمواهب المدرسية لا تجد منشآت الرئاسة العامة مفتوحة لها, ولا تجد جهازا فنيا متفرغا, ولا اهتماما إداريا ؟! كم من المواهب تضيع بسبب الإهمال, وكم منها تضيع بسبب عدم الاكتشاف, وكم... وكم من القرارات التي تضع الحلول، لكن دون تنفيذ ومتابعة ؟! البطل الأولمبي لا يكتشف إلا في مرحلة مبكرة, وللأسف هذه الميزة ضائعة لأسباب عديدة, لكن السؤال الثالث الذي لا يقل أهمية عن سابقيه : أين دور الجامعات في هذا المضمار , إذا علمنا بأن معظم الأبطال العالميين في الألعاب الفردية تكون البداية لهم لصقل موهبتهم (الجامعات ) ؟! من هنا فإن الشراكة بين الرياضة والتعليم تحتاج لاستراتجيات دقيقة, وميزانيات كبرى, ومتابعة فعلية لتحقيق بنك الأهداف المرجوة للتواجد السعودي في المحافل الدولية.