اقتحم مستوطنون متطرفون صباح الأحد باحات المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة، وسط حراسة مشددة من شرطة الاحتلال الخاصة. وقال المنسق الإعلامي في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدسالمحتلة فراس الدبس إن 19 مستوطنًا اقتحموا المسجد الأقصى على مجموعات، ونظموا جولة في أنحاء متفرقة من باحاته. وأوضح أن المرابطين والمرابطات تصدوا بالتكبير والتهليل لاقتحام المستوطنين، فيما تواجدت المرابطات على صحن قبة الصخرة المشرفة، لمنع المستوطنين من اعتلائه. وأشار إلى أن شرطة الاحتلال المتمركزة على البوابات احتجزت هويات النساء. ويشهد المسجد الأقصى بشكل شبه يومي سلسلة اقتحامات من قبل المستوطنين والجماعات اليهودية المتطرفة في محاولة لتنفيذ مخطط التقسيم الزماني بين المسلمين واليهود. فيما قال رئيس لجنة أهالي الأسرى والمعتقلين المقدسيين أمجد أبو عصب إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت 77 فلسطينيًا في القدسالمحتلة خلال فبراير الماضي. وأوضح أبو عصب الأحد أن من بين هؤلاء المعتقلين 33 طفلًا، بينهم طفلة وستة أطفال دون سن ال (12عامًا)، و26 ما بين 12-13عامًا، لافتًا إلى اعتقال 20 مقدسية، جرى إبعاد 19 منهن عن المسجد الأقصى المبارك. وأشار إلى أن هؤلاء المقدسيين اعتقلوا خلال تنفيذ قوات الاحتلال 37 عملية اقتحام ومداهمة لمنازلهم، و40 اعتقالا تم ميدانيًا. وذكر أن غالبية الاعتقالات تركزت في بلدة الطور، وبلغت 22 حالة اعتقال، تليها البلدة القديمة 21 حالة اعتقال. وبين أبو عصب أن الشهر الماضي شهد زيادة في استهداف النساء المرابطات بالمسجد الأقصى من خلال اعتقالهن والتنكيل بهن، وتحويلهن إلى السجون والمحاكم الإسرائيلية. من جانبها حذرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات من مواصلة الحفريات الاسرائيلية المتواصلة أسفل البلدة القديمة من القدسالمحتلة. وذكرت الهيئة في بيان وصلتنا نسخة منه الأحد عن نتائج هذه الحفريات الخطيرة على المقدسيين ومنازلهم، والتي تمثلت مؤخراً بتشققات وانهيارات جديدة في جدران وأرضيات بناية سكنية ومكتب «للمحاسبة» في حي وادي حلوة ببلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك. وقال الأمين العام للهيئة حنا عيسى «هذا الانهيار وغيره الكثير إنذار خطير للمقدسيين والفلسطينيين أولاً، وكل المسلمين والأحرار في العالم ثانياً». وأضاف: «إن البلدة القديمة من المدينةالمحتلة والتي تحوي تراثا وتاريخا وحضارة كاملة باتت مهددة بالانهيار نتيجة الحفريات الاسرائيلية أسفلها، وسياسة الإهمال وعدم السماح بالترميم والاصلاح». وطالب المجتمع الدولي بإجبار «اسرائيل» على وقف الحفريات والانفاق، وضرورة ترميم البلدة القديمة، محذراً من انهيار المنازل فوق أصحابها. وأشارت الهيئة إلى أن هذا الانهيار ليس الأول من نوعه فقد سبقه انهيارات عدة، إضافة لسقوط العديد من الاشجار المعمرة داخل باحات المسجد الأقصى وكذلك التصدعات والشقوق الكبيرة التي بدأت تظهر في جدران عشرات البيوت والمباني المقدسية. واعتبرت أن كل هذا يوضح الصورة ويبرز حجم الخطر الذي يهدد مساحات واسعة من الأقصى والبلدة القديمة. ونددت الهيئة في بيانها بسياسات الاحتلال والتي تتفاقم خطورتها يومياً، حيث تتعمد سلطات الاحتلال المساس بالمقدسيين في مختلف نواحي حياتهم اليومية، من خلال الاعتقال والتنكيل وهدم البيوت ومصادرة الأراضي، اضافة لسحب الهويات، ومواصلة الحفريات والانفاق وما يرافقها من تصدعات وتشققات وانهيارات. وأكدت أن هذه سياسة الهدف منها إفراغ القدس من سكانها المقدسيين الفلسطينيين، وإحلال اليهود والمتطرفين مكانهم للسيطرة الكاملة على القدس وتهويدها. على صعيد اخر، غادر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو تل أبيب متوجها إلى واشنطن حيث يلقي الثلاثاء خطابه أمام مجلسي الكونغرس حول قضية المشروع النووي الايراني. وصرح نتانياهو للصحفيين قبيل مغادرته انه يتوجه الى الولاياتالمتحدة للقيام بمهمة مصيرية وربما تاريخية مبعوثا عن جميع الاسرائيليين حتى اولئك الذين يختلفون عليه وممثلا لابناء الشعب اليهودي. وقال إن خطابه في الكونغرس الذي سيركز فيه على إيران إنه «مهمة مصيرية وتاريخية». مضيفاً إنه «قبل أربعة أيام من صوم إستير (شخصية أسطورية توراتية)، أغادر متوجها إلى واشنطن في مهمة مصيرية، بل وتاريخية» وأضاف ان القلق العميق يساوره بخصوص امن مواطني اسرائيل ومصير الدولة وانه سيعمل كل ما في وسعه لضمان مستقبلها. وفي غضون ذلك اكد وزير شؤون الاستخبارات يوفال شتاينيتس ان اسرائيل تعرف جميع التفاصيل التي تحتاج اليها فيما يتعلق بالاتفاق الاخذ بالتبلور بين الدول الكبرى وايران. ورأى شتاينيتس ان المعارضة لالقاء خطاب نتانياهو في الكونغرس تنبع من اعتبارات حزبية وتوقع ان يستمر التوتر في العلاقات مع الادارة الامريكية لعدة اسابيع اخرى الا انها ستعود الى سابق عهدها بعد الانتخابات في اسرائيل. وقالت مصادر إسرائيلية إن نتنياهو سيسعى خلال وجوده في واشنطن إلى إقناع قرابة 15 سيناتورا، معظمهم من الحزب الديمقراطي، وذلك إضافة إلى أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري الداعمين له، من أجل سن قوانين بفرض المزيد من العقوبات على إيران.