كشف العضو المنتدب لشركة الخليج للتدريب والتعليم المهندس الوليد الدريعان، أن الشركة تتهيأ لمرحلة جديدة في تاريخها، تُدشن خلالها آفاق نمو واسعة، وتُشكل عبرها نقلة نوعية في مسيرتها المهنية الممتدة لأكثر من (22) اثنين وعشرين عامًا، استطاعت خلالها تدريب وتأهيل مئات الآلاف من الشباب الذين اندرجوا في سوق العمل، وأسهموا بشكل لافت في النهضة الاقتصادية ودوران عجلة التنمية. التدريب عصب التنمية البشرية والمدخل الحقيقي لأي إستراتيجية تهدف إلى بناء الإنسان وتهدف إلى التوطين والسعودة.. هل لديكم إحصاءات عن أعداد خريجي الشركة؟ دعني أؤكد في البداية أن التدريب والتعليم هما المدخل الأساسي لنهضة الشعوب وتقدمها، والعنصر البشري هو أهم عنصر من عناصر الإنتاج، وهو الدعامة الأساسية لتحقيق أهداف التنمية الشاملة، والتقدم، والرفاهية الاجتماعية، وتوفير الحياة الكريمة.. ونحن في شركة الخليج للتدريب لدينا قناعة بأهمية التعليم والتدريب، والدور الذي يضطلع به في زيادة مستوى الإنتاجية، وتحسين القدرة التنافسية، الأمر الذي ساهم بالقطع في زيادة الدخل القومي، وتحسين مستوى المعيشة؛ ولهذا تم تدريب أكثر من مليون شاب وفتاة في فروع شركة الخليج للتدريب والتعليم المنتشرة في شتى أنحاء المملكة منذ البدايات في عام 1413ه، الموافق 1993م. بإيجاز كيف تنظرون إلى مسيرتكم التي انطلقت قبل 22 عامًا؟ حققت شركة الخليج للتدريب والتعليم العديد من الإنجازات، من أهمها ترسيخ ثقافة التدريب، المساهمة الفاعلة في تطوير الكوادر البشرية والارتقاء بالأيدي العاملة، اكتساب ثقة الكثير من الجهات الحكومية والمؤسسات الخاصة؛ حتى أصبح هذا المتوقع منها في مجال التدريب والتعليم؛ بفضل الله ثم كوادر الشركة المؤهلة التي يتجاوز عددها ال 4500 موظف وموظفة على مستوى المملكة. هل تعتمد الشركة على استخدام الأساليب الجديدة وتكنولوجيا التدريب في مراكزها ؟ وما هو الجديد في هذا الإطار لديكم؟ نحن في شركة الخليج للتدريب والتعليم نفكر بطريقة علمية وعالمية، ونطبق بطريقة محلية، وننظر إلى أين وصل العالم اليوم، ونحاول أن ننقل ذلك إلى مجتمعنا لكي تتم الاستفادة من تجاربه، مع الاعتزاز بعاداته وتقاليده، وهذا ما يتسق تمامًا مع الشعار الذي ترفعه الشركة «خبرات دولية.. رؤية محلية» وهو ما يشكل فلسفتها في استقطاب أساليب وطرق وحلول بناء الموارد البشرية في السوق السعودي. ما هي إستراتيجية شركة الخليج للتدريب والتعليم في المرحلة المقبلة؟ إن المرحلة المقبلة للشركة سوف تشهد نمواً وتوسعا في أنشطة الشركة يهدف إلى المزيد من الأداء والفاعلية، إن الشركة مقبلة على فترة من التطوير الهادف من خلال خطط استراتيجية تعمل الشركة وفقاً لمضامينها. إن خططنا تتواكب مع التوجيهات السامية والإرشادات الإستراتيجية الواضحة من قيادتنا الرشيدة، وتتلمس خطاها ورؤاها التي تسعى من خلالها حكومتنا الرشيدة إلى إيجاد تنمية وطنية شاملة متوازنة ومستدامة تخدم الوطن والمواطن. كيف ترون مستقبل قطاع التعليم والتدريب في المملكة؟ ندرك العلاقة الوطيدة بين ارتفاع مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتوفر المهارات البشرية، وتدرك حكومتنا الرشيدة أن تطور قطاع التعليم والتدريب وتأهيل الموارد البشرية في المملكة يعد أساسيًا وضروريًا للنهوض بالاقتصاد الوطني، وأن التعليم والتدريب في المملكة هما قاطرة التنمية وعصبها الرئيسي، بهما يتمكن المجتمع من الحفاظ على مكتسباته، وتنمية مهارات شبابه وقواه العاملة، وحماية قواعده التنموية. ما هي الدوافع لضخ استثمارات بعيدة عن التعليم والتدريب؟ وما هو حجم استثماراتكم فيها؟ وما هي خططكم في هذا المجال؟ إن استراتيجية الاستثمار التي تعتمدها الشركة تنبثق من السعي إلى خدمة عملائنا. والاستثمارات الجديدة التي تقوم بها أو تخطط لها الشركة تتم بعناية وبعد دراسات متأنية وتسعى لتحقيق نمو رأسمالي في قيمتها السوقية، مثل امتلاك حقوق امتياز سلسلة المقاهي الأمريكية Greenberry's، وافتتاح سلسلة لها داخل مراكزنا وفروعنا، حيث تم افتتاح أول فرع لها داخل فرع السيدات في شارع العليا العام، ضمن خطة هدفها الأساسي خدمة عملائنا داخل مراكزنا. لدى شركة الخليج والتدريب إستراتيجية سبق أن أعلنت عنها في قطاع التعليم الدولي، ما الذي تحقق منها؟ السوق السعودي ما زال بحاجة إلى أيد عاملة مدربة وذات مهارات عالية قادرة على التعامل مع التقنيات المتطورة، وإستراتيجيتنا في الخليج للتدريب والتعليم تقوم على العمل على تطوير القدرات الإنتاجية الوطنية، والاستثمار في تدريب وتأهيل الموارد البشرية حتى تكون متطورة وعصرية، والحكومة السعودية تؤكد دائمًا في خططها على أولوية تنمية الموارد البشرية كأساس لإحداث التحولات اللازمة في الاقتصاد السعودي. يلقى التعليم الجامعي الأهلي رواجًا في هذه المرحلة الحالية.. رغم اهتمام الحكومة بإنشاء جامعات حكومية جديدة في معظم مناطق المملكة.. ما تفسيركم لهذه الظاهرة؟ ولماذا لم تقتحموا هذا المجال؟ ليست لدينا النية في الوقت الراهن للاستثمار في التعليم الجامعي، إن إستراتيجيتنا موجهة إلى الارتقاء بمستويات التدريب والتأهيل والتعليم العام دون الجامعي، إن التعليم والتدريب هما الطريق الصحيح لتطوير وبناء قدرات الإنسان، خصوصًا أن هناك اتجاها متزايدًا لدى المؤسسات والوزارات في القطاعين الحكومي والخاص للاستثمار في التدريب؛ وذلك باعتباره وسيلة للارتقاء بمهارات وقدرات وسلوكيات الأفراد مما يعود بالنفع على كفاءة المؤسسة أو الوزارة ومستوى إنجازها والرفع من قدرتها التنافسية. هل لدى الشركة خطط لإبرام شراكات إستراتيجية لشركات دولية مع شركة الخليج للتدريب والتعليم محليًا وإقليميًا ودوليًا؟ لا زلنا نحتفظ بعلاقات إستراتيجية مع العديد من الشركات العالمية، حيث تمتلك شركة الخليج 11 حق امتياز دوليا منها، بالاضافة إلى التحالفات مع كبريات الشركات في مجالات التدريب والتعليم المختلفة، كما نعكف على إبرام المزيد من اتفاقيات الشراكة الإستراتيجية مع كبريات الشركات العالمية؛ بهدف إتاحة المزيد من الفرص والخيارات أمام الشباب السعودي. هل لدى الشركة خطط لاقتناص فرص استثمارية في السنوات المقبلة؟ يعكس التنوع الاستثماري، ومؤشرت الأداء المختلفة لدى الشركة استعداداتها لاقتناص الفرص المتوافرة في الأسواق التي تعمل فيها إلى جانب التوسع في طرح وتقديم خدمات تدريبية وتعليمية جديدة، وأخرى مساندة، ومواكبة التغيرات في نوعية وحجم الطلب على خدماتها لتبقى قادرة على اكتساب الميزة التنافسية التي تمكنها من توسيع حصتها السوقية، والتي سيكون لها تأثير إيجابي على صافي ربح الشركة. تساهم شركة الخليج للتعليم والتدريب في دفع قاطرة قطاع التدريب والتعليم في المملكة.. ما تقييمكم لهذا القطاع؟ تُشكل الاستثمارات الحكومية قاطرة النمو الاقتصادي في المملكة التي خصصت للتدريب والتعليم في ميزانيتها الأخيرة، أضخم مخصصات مالية في تاريخ الدولة السعودية الحديث، بما يزيد على 25% من النفقات المعتمدة، مدعومة بالفائض المالي الحكومي الضخم الذي تحقق خلال السنوات العشر الماضية؛ وهذا إن دل فإنما يدل على تواصل اهتمام الحكومة السعودية بتدريب وتأهيل وتعليم الشباب السعودي والتركيز على العنصر البشري كوسيلة من وسائل التنمية في البلاد. ما مدى مساهمة الشركة في تطوير صناعة التدريب في المملكة؟ أدركنا في شركة الخليج للتدريب والتعليم منذ وقت مبكر يعود إلى أكثر من عقدين، أن الاستثمار الحقيقي في أي مجتمع يبدأ من خلال إعداد برامج تضمن تأهيلا عالي الجودة، وتنمية مهنية مستمرة، وإتاحة فرص التدريب والتطوير على المهارات التي تفي باحتياجات سوق العمل، ورفع مستوى الأداء التدريبي والخدمات الموجهة لهذا الغرض، وضمان ملاءمة البرامج لحاجة البيئة المحلية ومتطلبات العصر . ما هي التحديات التي تواجه سوق التدريب والتعليم في المملكة؟ تتميز شركة الخليج للتدريب والتعليم بتحقيق نجاح خلال السنوات الماضية؛ نتيجة الاستقرار الذي تعيشه وتتمتع به المملكة في كافة المجالات، وهو ما يشجع الشركة في أن تمضي بثقة وثبات في توسيع أعمالها وتنويعها بهدف توفير مصادر جديدة للدخل؛ حيث تمتلك الشركة محفظة من الأعمال والمشاريع الناجحة التي تقدم كافة الخدمات التي تنشط فيها الشركة، وردا على سؤالك، فإن التحدي الأهم أمامنا في شركة الخليج للتدريب والتعليم يكمن في الاستمرار في التقدّم والتفوّق وإعادة إنتاج أنفسنا كلما اقتضت الحاجة، والأهم، ألّا نصل يوماً إلى مرحلة الرضا التام عما أنجزناه، لأن مسألة استشراف المستقبل في قطاع حيوي ومتغيّر كالتدريب والتعليم، المرتبط ارتباطا وثيقا بثورة المعلومات والاتصالات، تحمل في طيّاتها -اليوم وغداً- مزيجاً من الفرص والتحدّيات.