الديمومة صفة اختصها الله لنفسه سبحانه، ودوام الحال من المحال وتلك سنة الحياة، الأندية والمنتخبات المحلية والعالمية معرضة لتفاوت مستمر ما بين اعتلاء القمم والنزول منها، وربيعنا العربي هنا مختلف تمامًا عن ذلك السياسي المقيت. هو عنوان استخدمته مجازيًا لأنه يُحدث الفرق في مدة قصيرة نسبيًا. بدأ العمل على صناعة منتخب وطني منذ عام 1970 وهي أول دورة خليج عربية، واستمر العمل والبناء فيه إلى أن بدأ يقطف بطولات محلية وقارية في عام 1984 أربعة عشر عامًا هي الفترة التي استغرقها للوصول. واستمر في مكانته وبدأ الهبوط التدريجي منذ العام 1999 خمسة عشر عامًا هي فترة قوته وسطوته على البطولات والمراكز المتقدمة، ومضى الآن 15 عامًا وهو لا يزال في فترة الهبوط الفني والمعنوي. وكأن الدورة أصبحت تُقاس بخمسة عشر عامًا، وتلك ليست بنظرية وإنما معلومة حسابية. أنديتنا الرياضية مرت بتلك التجربة بتفاوت التواريخ بطبيعة الحال، سيطر بعضها لفترة من الزمن ثم خبا ثم عاد ليبرز من جديد، وتلك هي سنة الحياة، لا تستطيع أن تكون قويًا بشكل دائم ولا ضعيفا بشكل دائم أيضًا. القبول بالهزيمة والعمل للعودة للانتصار أهم من البحث عن شماعات لتلك الهزيمة وإثارة الزوابع الصوتية، والأهم أن تصنع فريقًا كرويًا يكون له دافع الانتصار أهم من دافع المال، يكون له دافع العمل الجماعي أهم من دافع صناعة المجد الشخصي. كلما تذكرت الطين على ملابس المنتخب في نهائي آسيا الأول كلما أيقنت أنها كتيبة قتال هدفها المجد للوطن أولًا وآخرًا. أخشى أن تكون تلك الهمم قد انقرضت. ما يحدث في نادي الهلال حاليًا حدث في نادي النصر وقبله الأهلي والاتحاد، وعملت تلك الأندية طويلًا للعودة مرة أخرى، وعادت بدافع الرغبة للوصول. المال الرياضي سلاح ذو حدّين قد يشتري كل شيء ولا يحقق أي شيء، الأهم زراعة عقيدة الولاء والرغبة في النجاح في عقول اللاعبين. الولاء للمال يسهل بيعه وشراؤه والولاء للنادي يصعب على المال شراؤه. من المهم رياضيًا أن تكون لدينا أندية قوية ولاعبون يطبقون معنى الاحتراف بكافة معانيه؛ لأن المحصلة النهائية لكل هذا منتخب الوطن وهو الأهم. والله المستعان.