منذ أن تم اكتشاف البترول في المملكة عام 1938م وبعدها تم إنشاء شركة ارامكو السعودية قامت وعلى مر السنين ليس فقط بتوظيف وتدريب الآلاف من المواطنين، بل إنها طورت حتى من أساليب حياتهم. فقد كان موظف ارامكو له نمط معين فيما يخص أسلوب تصرفاته وطريقة لبسه وكذلك الامتيازات التي كان يتمتع بها. وكان موظف ارامكو يفخر بكونه أحد منسوبيها. وما زلت أذكر منذ أيام طفولتي كيف أن موظف ارامكو يتحدث عن شركته ووظيفته بشغف، تعرف من حديثه أن كبار وصغار موظفي الشركة هم جزء من منظومة واحدة والكل يعمل لمصلحة الشركة. كان موظف ارامكو قدوة في الكثير من الأمور لكل مواطن. رأيناه يضع حزام السلامة ويتقيد بأنطمة المرور. وموظف ارمكو كان أول من ينام. وكان تعامل موظف ارامكو مع من تتقاطع أعماله مع أعمال شركة ارامكو باحترافية واحترام. بمعنى آخر فقد كان موظف ارامكو يتمتع بأكبر قسط من المعنويات المرتفعة رغم ساعات العمل الطويلة التي كان يقضيها لأداء عمله ولكنك لن تسمعه يشتكي. وفي الماضي وقبل تطور التعاملات التجارية كانت الشركات التجارية تقبل الكفالات فقط ممن لديه سجل تجاري أو موظف في ارامكو. ومع الوقت أصبحت ارامكو ليست شركة نفط وغاز فقط، بل أصبحت تشكل جزءا مهما في حياة المجتمع. فعن طريق ارامكو بدأ مفهوم النظام الصحي في المملكة وطائرات ارامكو هي من بدأت تشكيل خطوطنا الجوية. بل حتى في مجال الرياضة فارامكو هي دائما حاضرة. ولكن الأهم من ذلك هو أن ارامكو منذ تأسيسها جعلت المواطن السعودي ممن يحمل الشهادة الابتدائية موظفا يصنف على أنه من الأفضل على مستوى العالم. لا يشتكي عندما يتعب ولا يتذمر عندما تتأخر ترقيته. فهو عضو فعال في منظومة ولكل موظف دور يؤديه مهما كان موقعه في هذه المنظومة الكبيرة. ولهذا فمن هو خارج شبك ارامكو يهمه ما يحدث داخل ارامكو. فهل موظف ارامكو اليوم هو نفسه موظف أرامكو الأمس؟. في الحقيقة سمعت من الكثير ممن لا يعمل في ارامكو وليس له علاقة بارامكو، بأن أول إشارة على أن موظف ارامكو اليوم هو ليس موظف ارامكو الأمس كان في أسلوب قيادته للسيارة. ولكن الأهم من ذلك وهو أن أول إشارة رآها المواطن السعودي وله علاقة بارامكو عن طريق الشركات المتعاقدة والمساندة لها، هي أن موظف ارامكو يتحدث معهم بأسلوب يختلف وفيه نوع من الحدة وعدم الرضا عن شيء ما. وأصبح موظف ارامكو اليوم عندما يتعب يشتكي وعندما تتأخر ترقيته يتذمر. وعلى سبيل المثال ففي الوقت الحاضر كثيرا ما نسمع بأن المهندس الأرامكاوي يتحدث بأسلوب جاف مع مهندسي الشركات الأخرى المساندة لارامكو بأسلوب من السهولة معرفة أن هذا المهندس الارامكاوي، إما أنه ليس مرتاحا لعمله أو أنه يشتكي بطريقة مختلفة ولكنها تنعكس على أسلوب تصرفه مع الآخرين. فيا موظف ارامكو نرجوك لا تغير من طباعك.