شن رئيس هيئة المهندسين السعوديين حمد الشقاوي حملة من الانتقادات تجاه أرامكو الشركة الأكبر في البلاد -وربما في العالم- لكونها ترفض التعاون مع شركات المقاولات والمكاتب الهندسية المحلية وتفضل تنفيذ مشاريعها عبر شركات أجنبية، وحين تفوز الشركات الأجنبية بعقود أرامكو تقوم بتحويل هذه المشاريع بالباطن للشركات المحلية! وأشار الشقاوي إلى أن أرامكو (زمان) حين كانت تحت إدارة أجنبية كانت تشجع وتدعم المقاولين المحليين والشركات السعودية واستمرت على نهجها هذا بعد أن أصبحت إدارتها سعودية، ولكن أرامكو اليوم غير أرامكو الأمس، وهو محق في ذلك فكم من رجل أعمال بارز في قطاع المقاولات صنع ثروته أساسا من المشاريع التي أوكلتها له أرامكو قبل عقود من الزمان. وأظن أن المشكلة لا تنحصر في عقود الشركات المحلية فقط، فقد تغيرت أرامكو حتى مع موظفيها، فبعد أن كانت أرامكو أيقونة للأمان الوظيفي ها هي اليوم تشغل الشباب السعوديين عبر شركات وسيطة ليقوموا بذات الأعمال التي يقوم بها موظفو أرامكو دون أن تكون ملتزمة تجاههم بأية حقوق بل تتعامل دائما مع من (يشغلهم)!، وهكذا بعد أن كان أصغر موظف في أرامكو يفاخر بانتمائه إلى هذه الشركة الوطنية العملاقة أصبح موظفوها يبثون الشكاوى عبر شبكة الإنترنت سعيا لتحقيق مطالبهم الوظيفية. وكل هذه الإشارات تفيد أن أرامكو تغيرت وتخلت عن دورها كشركة رائدة في المجتمع اشتهرت برفع راية التحديث والتطوير والتدريب والتأهيل، وهذا الأمر لا يقبل من شركة كبرى في القطاع الخاص فكيف هو الحال بالشركة الوطنية العملاقة التي تدير أكبر ثروة نفطية على وجه الأرض؟! ** في إحدى الصحف أمس اشتكى سكان أحياء شرق جدة من غياب الإنارة عن أحيائهم وعدم اكتراث الأمانة ببلاغاتهم حول الأعطال التي جعلتهم يعيشون في ظلام دامس، وفي صحيفة عكاظ نشر تقرير عن بسطات خضار وفواكه خلف أسواق المنارة في حي العزيزية تديرها مجموعات من العمال الآسيويين المخالفين لنظام الإقامة وقد حولوا إحدى السيارات لمحطة توليد كهرباء حيث مدوا أسلاكا من بطاريتها بطريقة عشوائية ومددوها فوق أغصان الأشجار وعلقوا المصابيح فوق كل شجرة بحيث تحظى كل بسطة بالإنارة الكافية، ويبدو من سطور التقرير أن الجميع مستمتع بهذا النشاط الاقتصادي المخالف رغم ما تمثله هذه التمديدات الكهربائية من خطورة على المارة والسيارات. وبما أن الأمانة لم تداهم هؤلاء ولم تصلح إنارة أحياء شرق جدة فإنني أقترح على سكان الأحياء المظلمة أن يقنعوا العمالة المخالفة للاستثمار العشوائي في أحيائهم فهذه هي الفرصة الوحيدة لإنارة الشوارع! ** حتى الآن قرأت أكثر من 5 تحقيقات صحفية مع مسؤولين في مختلف (الجهات المختصة) على خلفية جريمة (أبو ملعقة) في حي السويدي في الرياض حيث ركز كل هؤلاء المسؤولين على التحذير من وجود الآلاف ممن يعانون أمراضا نفسية أو من مدمني المخدرات السابقين الذين يتجول أغلبهم في الشوارع على غير هدى، ورغم إدراك هؤلاء جميعا لخطورة الأمر إلا أنهم جميعا اتفقوا على أنهم لا يملكون أي حل لهذه المشكلة الخطيرة!!