اعتبرت موسكو، أمس، أن الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو، وعبر طلبه نشر قوة حفظ سلام دولية في أوكرانيا، إنما يريد "نسف اتفاقات مينسك" التي تم التوصل إليها بين كييف والمتمردين، وطالب بوروشينكو بنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة لمراقبة وقف إطلاق النار في شرق البلاد، وسارع انفصاليون موالون لروسيا برفض الاقتراح قائلين إنه سيمثل انتهاكا لاتفاق سلام مبرم، من جهته، أبلغ وزير الخارجية الأميركي نظيره الروسي، أن اتفاق وقف إطلاق النار شرق أوكرانيا "لم يمت" لكنه حضه على احترامه بالكامل، وقال مصدر عسكري في كييف لرويترز، أمس: إن 14 جنديا أوكرانيا قتلوا وأصيب 173 آخرون خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة في قتال مع الانفصاليين الموالين لروسيا بشرق أوكرانيا، وندد قادة روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا، أمس، بانتهاك وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا إثر مكالمة هاتفية بينهم كما أعلنت الرئاسة الفرنسية، التي قالت في بيان: إن "القادة الأربعة دعوا إلى تطبيق كل الإجراءات المتفق عليها في مينسك " بما يشمل وقف إطلاق نار شامل وسحب الأسلحة الثقيلة والإفراج عن السجناء , وذهب محللون الى ان تطورات الازمة الاوكرانية مع رافقها من زيادة طلعات الطيران الروسي في اجواء الدول الغربية وبريطانية يوم أمس ، اضافة الى مخاوف دول البلطيق من نية موسكو للتوسع ، تؤشر الى مخاوف من نشوب ازمة قد تشعل حربا كونيتا جديدة. "نسف مينسك" ونقلت وكالة ريا نوفوستي عن السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين "حين يطرح طرف ما خطة جديدة بدلاً من الالتزام بما وافق عليه، فإن ذلك يثير الشكوك بأنه يرغب في نسف اتفاقات مينسك". وأضاف السفير الروسي، أن هذه الاتفاقات "أبرمت للتو، وإذا عرضنا مباشرة خططا أخرى، فإن السؤال يطرح لمعرفة ما إذا كانت ستحترم أم لا؟". وأمام تقدم المتمردين الموالين لروسيا الذين سيطروا، الأربعاء، على ديبالتسيفي الاستراتيجية لإحكام السيطرة على شرق البلاد، أعلن الرئيس الأوكراني، مساء الأربعاء، أن كييف ستطلب إرسال قوة شرطة تابعة للاتحاد الأوروبي بتفويض من الأممالمتحدة. وقال بوروشنكو لدى افتتاح اجتماع لمجلس الأمن الوطني والدفاع خصص لهذا الملف "نحن نعتبر وجود قوة شرطة للاتحاد الأوروبي أفضل خيار (..) لضمان الأمن في وضع لا تحترم فيه روسيا ولا من تدعمهم اتفاق وقف إطلاق النار". كيري ولافروف وأكد وزير الخارجية الأميركي جون كيري خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن اتفاق وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا "لم يمت" لكنه حضه على احترامه بالكامل. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية جنيفر بساكي للصحافيين: إنه خلال هذه المكالمة الجديدة بين الوزيرين اللذين تربطهما علاقة جيدة رغم التوتر الشديد بين بلديهما "حض وزير الخارجية كيري (..) وزير الخارجية لافروف على وضع حد للهجمات التي يشنها الانفصاليون والروس ضد مواقع أوكرانية في ديبالتسيفي ولخروقات أخرى، لوقف إطلاق النار". وأضافت بساكي، في بيان تلته أمام الصحافيين، أن كيري "حض أيضاً روسيا على ضمان وصول مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الممنوعين من ممارسة مهمتهم إلى ديبالتسيفي" لمراقبة مدى الالتزام بوقف إطلاق النار. ورداً على سؤال، عما إذا كان اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ، الأحد، لا يزال قائماً في نظر واشنطن رغم استمرار القتال في بعض مناطق شرق أوكرانيا، قالت بساكي: "نحن لا نعتبره ميتاً"، مشددة على أن "عدد الهجمات وقوتها انخفض" في الأيام الماضية و"هناك معلومات عن سحب بعض أنواع الأسلحة الثقيلة من أنحاء مختلفة في دونيتسك ولوغانسك"، المنطقتين الانفصاليتين في شرق أوكرانيا.