بعد الانتكاسة العسكرية التي ألحقها الانفصاليون الموالون لروسيا بطردهم القوات الأوكرانية من مدينة ديبالتسيفي، طلبت السلطات الأوكرانية إرسال قوة حفظ سلام بتفويض من الأممالمتحدة في الشرق وهو ما رفضه المتمردون. وفي المقابل، ندد قادة روسياوأوكرانيا وفرنسا وألمانيا أمس بانتهاك وقف إطلاق النار في الشرق الانفصالي، إثر محادثات هاتفية بينهم كما أعلنت الرئاسة الفرنسية. وقالت الرئاسة في بيان إن «القادة الأربعة دعوا إلى تطبيق كل الإجراءات المتفق عليها في مينسك في 12 فبراير» وضمنها وقف إطلاق نار شامل وسحب الأسلحة الثقيلة والإفراج عن المعتقلين. ويأتي الاتصال بين رؤساء روسيا فلاديمير بوتين وأوكرانيا بترو بوروشنكو وفرنسا فرنسوا هولاند والمستشارة الأمانية أنجيلا ميركل بعد سيطرة المتمردين الموالين لروسيا الأربعاء على ديبالتسيفي الاستراتيجية في شرق أوكرانيا بعد عشرة أيام من المعارك الطاحنة. يذكر أن ديبالتسيفي تشكل نقطة مواصلات استراتيجية في السكك الحديدية. وباتت المنطقة الخاضعة لسيطرة الانفصاليين الموالين لروسيا تتواصل دون انقطاع بين معاقلهم في لوغانسك ودونيتسك، بعد أيام من دخول هدنة جديدة حيز التطبيق في شرق أوكرانيا. وقال بوروشنكو لدى افتتاح اجتماع لمجلس الأمن الوطني والدفاع خصص لمسألة الانسحاب من هذه المدينة «نعتبر وجود قوة شرطية للاتحاد الأوروبي أفضل خيار، لضمان الأمن في وضع لا تحترم فيه روسيا ولا من تدعمهم اتفاق وقف إطلاق النار». وأضاف بوروشنكو «بعد القرار الذي آمل أن يتم اعتماده، سنجري مشاورات رسمية مع شركائنا الأجانب» بهذا الصدد. وقال إنه تطرق إلى الأمر أثناء مفاوضات السلام التي جرت في مينسك مع قادة ألمانيا وفرنسا وروسيا قبل أسبوع التي أثمرت الهدنة الحالية. وأوضح «بحثت هذا الأمر بشكل أولي، أثناء مفاوضات مينسك متوقعا أن لا يتم احترام اتفاقات مينسك». لكن دنيس بوشيلين المسؤول الانفصالي الرفيع في دونيتسك رفض الخميس طلب كييف. ونقلت وكالة انترفاكس عنه قوله في هذا الصدد إن هذا الطلب «يشكل انتهاكا لاتفاقات مينسك، ودعا قادة روسياوألمانيا وفرنسا إلى «إعادة وضع أوكرانيا على سكة السلام». واعتبر أن السيطرة على الحدود بين أوكرانياوروسيا التي يقول الغرب إنها معبر لتمرير السلاح لانفصاليين يجب أن تكون محل وساطة بعد تنظيم انتخابات محلية في الشرق وإجراء إصلاحات دستورية في كييف. وانضمت موسكو إلى موقف الانفصاليين متهمة بوروشنكو ب»تدمير اتفاقات مينسك» عبر المطالبة بقوة حفظ سلام، بحسب مندوب موسكو لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين. كما اعتبرت باريس أن اتفاق مينسك الذي تضمن وقفا لإطلاق النار «لم ينته» مؤكدة أنه سيتم بذل كل الجهود لإحيائه. وأشار متحدث باسم الحكومة الفرنسية إلى «تقدم» في مناطق أخرى للنزاع. ودانت الحكومة الألمانية الأربعاء سيطرة المتمردين على ديبالتسيفي معتبرة أن هذا الأمر «يسيء جدا لآمال السلام. من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي سيرغي لافروف الأربعاء إن اتفاق وقف إطلاق النار في شرق أوكرانيا «لم يمت». وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي «حض وزير الخارجية كيري، وزير الخارجية لافروف على وضع حد للهجمات التي يشنها الانفصاليون والروس ضد مواقع أوكرانية في ديبالتسيفي ولخروقات أخرى لوقف إطلاق النار». وأضافت بساكي «كما حض أيضا روسيا على ضمان وصول مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا الممنوعين من ممارسة مهمتهم إلى ديبالتسيفي» لمراقبة مدى الالتزام بوقف إطلاق النار. وقالت إن «عدد الهجمات وقوتها انخفض في الأيام الماضية وهناك معلومات عن سحب بعض أنواع الأسلحة الثقيلة من أنحاء مختلفة في دونيتسك ولوغانسك».