هذا هو الهاشتاق الذي اشتعل مؤخراً في تويتر، وهي تلك الطفلة الجميلة التي كتب الله عليها أن تحمل في جسمها الصغير المرض العملاق (السرطان)، ولكن تفاؤلها عبر نشرها لصورها وعباراتها التي تبثّ على الأمل، فتحت باباً مُلهماً للكثير من المرضى. اختصر ابن القيم معنى الصبر بقوله: (هو خلقٌ فاضلٌ من أخلاقِ النفس، يمتنع به من فعل ما لا يحسن ولا يجمل، وهو قوة من قوى النفس التي بها صلاح شأنها وقوام أمرها)، إن المريض المبتلى بأي نوع من المرض عاديا أو مزمنا، هو في حقيقة الأمر يمر باختبار التحدي مع نفسه، فإما أن ينتصر على المرض أو ينتصر هو عليه، وقد سمعنا عن تحديات كبرى مع الزمن والنفس والسلبيات الإيحائية؛ قد امتدت لفترات طويلة ولكن عاقبتها كانت حميدة، وسطرت نجاحاً مذهلاً يتفاخر به الأصدقاء والمجتمع كله. أخي المريض ألا تشعر بطمأنينة الأمل، وبارقة التفاؤل رغم جروح الألم تنبثق من قوله تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ)، فالله الرحيم وعدك وهو الصادق في وعده، ألا تطمئن حينما يأخذ قلبك بهذه اللمسة في موضعها المناسب، ويعالج ما يشق على تلك القلوب الضعيفة العلاج الشافي، ويرسل عليها في موقف الشدة نسمةَ القرب والرحمة؛ فيفتح لها أبواب العِوض عن الصحة والابتلاء عطاءً من عنده بغير حساب، ألا تشعر بما يشعر به أولئك المؤمنون الصابرون، الذين حصلوا على البشارة في الدنيا بالشفاء وفي الآخرة بالأجر المغدق. أخي وقدوتي في الصبر؛ إن المسلم يعلم أنّ الجزع من البلاء يذهب بأجره وثوابه عند الله من دون أن يحل له أية مشكلة، وهو يحطم أعصابه وينهك قواه النفسية، ويسلب منه سلامته الروحية، ويؤخر شفاءه البدني، والأسوأ من ذلك أنه يوصد أمامه أبواب حلّ المرض العارض عليه؛ لأن المسلم العاقل إذا احتفظ بهدوء أعصابه عند وقوعه في ابتلاء وروّض نفسه؛ فإنّ ذلك من شأنه أن يفتح أمام عقله وروحه طرق تحصيل الأجر وعلاج مرضه في أسرع وقت، ولكن أحياناً وبسبب حالة الجزع والاضطراب وعدم السيطرة على الأعصاب، وترك الاستعانة بالله ثم بالدافع الروحي الذي بداخلك؛ فإن المتشائم هذا لا يجد أمامه نافذة مفتوحة للأمل والشفاء، ولو فتحت له فإنه لا يراها وهي بين يديه. أخيراً (سارة) هي مزيج من جمال الروح، وشعور الطمأنينة، وبارقة التفاؤل. ابتسامتكِ.. هي التحدي، اللهم اكتب لها الشفاء عاجلاً. حاول أن تزورها ولو في بيتها الصغير «تويتر»: sara_Ibrahim44@