تؤكد مصادر "الميدان" قيام اللجنة الأولمبية السعودية بعمل غربلة شاملة للنظام الذي تعمل به الاتحادات الأهلية، وأدخلتها في معترك جديد يحدث لأول مرة في تاريخ الرياضة السعودية، يتم تطبيقه لأول مرة في تاريخ اللجنة الاولمبية التي احتفلت في نوفمبر 2014 بمرور خمسين عاماً على تأسيسها، حيث يرجع تاريخ التأسيس الى العام 1964 م. النظام الجديد للجنة الأولمبية السعودية سيمنح كل اتحاد المسئولية الكاملة في إدارة لعبته في المنافسات المحلية، والخارجية. كما انه سيكون له الحق في تحديد أماكن المعسكرات ومدتها دون الرجوع للرئاسة العامة لرعاية الشباب، أو حتى اللجنة الأولمبية السعودية، نفسها. كما سيحق للاتحاد تحديد مصروفات الاندية، وتذاكر الرحلات الخارجية والداخلية للفرق وأماكن السكن ونفقات المعيشة والتعاقد مع المدربين وكل ما يخص تسيير أمور اللعبة. وتؤكد مصادر «الميدان» أن لؤي ناظر النائب التنفيذي لرئيس اللجنة الأولمبية السعودية، قد وضع البرنامج الجديد للاتحادات وميزانياتها، وقد وافق عليها الرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة الأولمبية السعودية الأمير عبدالله بن مساعد. كما وافق على كل الخطوات التطويرية التي اتخذها لؤي ناظر بشأن الاتحادات الأهلية التي تعمل تحت مظلة اللجنة الأولمبية السعودية. كما تؤكد مصادر قريبة من صناع القرارات أن الميزانيات الجديدة التي تم تحديدها للاتحادات جاءت مبنية على معايير عالمية من أجل الوصول الى ذهب الأولمبياد والأسياد. وراعت اللجنة الأولمبية السعودية في خطواتها التطويرية، وضع ميزانيات كبيرة للاتحادات من أجل تحقيق تطلعاتها وأهدافها في المشاركات الأولمبية والدولية، وحصد ميداليات تسهم في رفع وإعلاء شأن الرياضة السعودية بعدما وقفت الميزانيات السابقة حجر عثرة أمام الابطال السعوديين في تحقيق ميداليات واعتلاء منصات التتويج. المصادر أكدت أن اتحاد العاب القوى كان له نصيب الاسد من القرارات التطويرية، حيث حددت اللجنة الاولمبية ميزانية قدرت ب «35» مليون ريال سنوياً وهو رقم يتناسب مع لعبة كأم الألعاب التي تتطلب توفير ميزانيات ضخمة لتجهيز الأبطال السعوديين للأولمبياد وأيضا الأسياد لاسيما وان الآمال دائماً تكون معقودة على أبطال العاب القوى لحصد ميداليات وهم مؤهلون لذلك، إلا أنهم دائما يقفون عند حاجز قلة الدعم المادي. ومن شأن رصد ميزانية كبيرة لاتحاد العاب القوى ان ترفع حجم المكافآت لتحفيز اللاعبين، وأيضا إقامة معسكرات خارجية طويلة المدى كما يحدث مع معظم لاعبي المنتخبات التي تحقق انجازات في العاب القوى. وحققت ألعاب القوى العديد من الانجازات على كافة المستويات الإقليمية والقارية والعالمية، وأثبتت أنها منجم ذهب ورقم صعب في خارطة الرياضة السعودية. ومن أبرز الإنجازات التي تحققت في الفترة الأخيرة في مضمار العاب القوى، فوز العداء يوسف مسرحي بذهبية ضمن الدوري الماسي العالمي لألعاب القوى كأول عداء سعودي يحقق هذا الانجاز. كما توج مسرحي أيضا بالميدالية الذهبية عندما حل أولا في سباق 400م بزمن قدره (45.08 ث) ضمن فعاليات بطولة آسيا العشرين لألعاب القوى التي أقيمت في مدينة بونيه الهندية. وكشفت المصادر أن اتحاد الفروسية هو الآخر جاء في صدارة الاتحادات التي خصصت لها ميزانية كبيرة، حيث قدرت ميزانيته الجديدة ب «17» مليون ريال ، من أجل الاستمرار على درب الانجازات التي يحققها الفرسان السعوديون في مختلف المحافل الدولية. وكان لأبطال الفروسية السعودية حضورهم على المستوى العالمي، عندما واصلت رحلة انتصاراتها الأولمبية الدولية، بإحراز منتخب قفز الحواجز الميدالية البرونزية في أولمبياد لندن. كما خصصت اللجنة الأولمبية السعودية ميزانية قدرت ب «13» مليون ريال سنوياً لتسيير أمور اتحاد اليد الذي يرأسه تركي الخليوي، وبدا جلياً قلة الامكانات التي تعاني منها كرة اليد من خلال مشاركة المنتخب السعودي في كأس العالم التي أقيمت بقطر وحقق خلالها المركز 22 بالبطولة من خلال فوز وحيد حققه على منتخب الجزائر بطل أفريقيا. وتتميز كرة اليد السعودية بفورة الخامات المؤهلة للتألق لكنها تعاني قلة الموارد المالية للصرف على الأندية واللاعبين وتأهيلهم بالشكل الأمثل الذي يمكنهم من منافسة المنتخبات الكبيرة في اللعبة. كما خصص لاتحاد السباحة 10 ملايين ريال سنويا، وخصص لاتحاد البولينج - الذي يرأسه الأمير عبد الحكيم بن مساعد - ميزانية قدرت ب «9» ملايين ريال وجاءت ميزانية اتحاد السلة أقل بمليون ريال، وقدرت ميزانيته ب «8» ملايين ريال سنوياً، حيث إن اتحاد السلة لديه رعاية تدر عليه دخلاً إضافياً غير ميزانية اللجنة الاولمبية، كما سيتم تخصيص مبلغ 7 ملايين ريال كميزانية سنوية لاتحاد السهام. فيما خصص لباقي الاتحادات ميزانية تتراوح بين 6 و7 و8 ملايين ريال حسب عدد الاندية التي تقع تحت مظلة الاتحاد وتمارس فيها اللعبة. يذكر أن معظم هذه الاتحادات كانت ميزانياتها في السنوات الاخيرة تقدر ب «2» مليون ريال إن لم تكن أقل، بالإضافة الى ارتباطها بالرئاسة العامة لرعاية الشباب في صرف التذاكر والمعيشة والسكن ما يعطل مسيرتها. جدير بالذكر أيضاً أن الخطوات التطويرية تعد مرحلة أولى تجريبية سيعقبها انطلاق المراحل الأخرى، والمأمول من الاتحاد الأهلية تطوير آلياتها بما يتوافق مع الميزانيات الجديدة وتحقيق أهدافها المرجوة. وتهدف اللجنة الأولمبية السعودية من وراء تلك الخطوات الى تطوير القدرات الإدارية للاتحادات وتغيير نظام العمل السابق بشكل جذري وعمل آلية جديدة لتلك الاتحادان. حيث أعادت اللجنة الاولمبية هيكلة الميزانيات بشكل يعطي للاتحادات ميزة سرعة انهاء اجراءاتها دون أن يكون لها ارتباط بأي جهات أخرى.