تبقى قضية ترشيد الطاقة الكهربائية من القضايا القومية التي تواجه مملكتنا الحبيبة.. ولا شك أن كل يوم يمر دون وقف نزيف تلك الطاقة المهدرة بكافة صورها، مثل: إضاءة الشوارع المبهرة ليلاً، والإسراف غير المبرر في إضاءة المنشآت، وعدم تقنين درجات حرارة أجهزة التكييف، والسماح باستيراد أجهزة تستهلك الطاقة الكهربائية بصورة شرهة.. هي جميعاً صور من ممارسات تضر بالوطن، نتجت من قلة الوعي وضعف التوعية بها. وانطلاقاً من هذا الطرح، بات العديد من المؤسسات يبحث سبل توفير الكهرباء، وترشيد الاستهلاك من خلال تقنية الإضاءة الموفرة للطاقة إل إي دي- LED، والتي تعطي إنارة بنفس مستوى المصابيح العادية، كما أنها تستهلك 30-40% فقط من الطاقة الكهربائية، الأمر الذ أدى إلى توجه المملكة نحو تخفيض معدلات النمو السنوية للطاقة الكهربائية وخفض الأحمال، وتوفير ميزانيات طائلة عبر استخدام تلك التقنية. وتدعيماً لهذا التوجه، فقد حرصت أمانة المنطقة الشرقية على طرح مشروع تحويل أنظمة إنارة الشوارع نحو التقنيات المرشدة لاستهلاك الكهرباء، والذي يعد أحد أبرز المشاريع التي تقدم عليها الأمانة، حيث إنها تعتزم التحول إلى التقنيات المرشدة لاستهلاك الكهرباء، وتستهدف نسبة توفير سنوية تُقدَّر ب 64%، بما يعادل مليار ريال مع بدء استخدامها أنظمة إضاءة شوارع موفرة للطاقة. كما حرصت الأمانة على استخدام الحاسب الآلي والتحكم عن بُعد؛ للمساعدة في التحكم في إدارة شبكة الإنارة، وكذلك التحكم في التوقيت الفعلي للإضاءة والإطفاء أوتوماتيكيا في أوقات الشروق والغروب، والتوفير في استهلاك الطاقة الكهربائية عن طريق تخفيف الإضاءة ليلاً، ورصد الأعطال مسبقاً وتحديد نوعها ومكانها آلياً، وكذلك مراقبة أداء مقاول الصيانة وانجازاته في هذا الصدد. وتأتي الخلايا الشمسية أيضا كإحدى المحاولات الجادة والناجحة من أمانة الشرقية.. حيث تقوم هذه الطريقة على إنارة الشوارع بالطاقة الشمسية من خلال الألواح الضوئية، ولهذه الطريقة عدة ميزات منها: أنها لا تحتاج الى تكاليف باهظة لأنابيب الكبلات والمحولات، وتعالج نقص الامدادات للمناطق النائية، وتقلل من التلوث البيئي، وكذلك لا تتأثر بانقطاع التيار الكهربائي وتحد من مخاطر الصعق الكهربائي، إضافة إلى تخفيض تكاليف التشغيل اليومي والصيانة. ختاماً.. يجب علينا أن نعي جيداً أن موضوع استهلاك الطاقة لا بد أن يصبح موضوعاً شعبياً عاماً، يخص جميع فئات المجتمع ولا يقتصر على هذا الجيل بل يمتد لأجيال قادمة.. وذلك عن طريق إثارة الاهتمام بالترشيد بشكل عام على المستوى الجماعي وعلى كافة المستويات، بالإضافة إلى تناول بعض مشكلات استهلاك الطاقة في المجتمع.. وكيفية تخفيض الاستهلاك من خلال رسائل متنوعة تتناول الكثير من القضايا والأجهزة. مدير إدارة الإشراف على مشاريع الإنارة بأمانة الشرقية