قال مؤلف كتاب (مكانة الخيل عند العرب) الأستاذ علي أحمد الزاكي التاريخ حافل بالكلام عن الفروسية وعن الخيل، :وأهم من ذلك وأكرم ورود ذكرها في القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أقسم الله سبحانه وتعالى بها فقال: «والعاديات ضبحاً فالموريات قدحاً فالمغيرات صبحاً» وتذكر الخيل في حياة الأنبياء عليهم السلام، داود، وإسماعيل الذي قيل إنه أول من ركبها واتخذها في حيازته كذلك كان نبي الله سليمان أنه جلس ذات عشي يستعرض خيله وكان يملك منها الكثير وأطال الاستعراض مستمتعاً بمشاهدتها. لاشك أن الخيل معقود بنواصيها الخير ومن هذا المنطلق أتناول قضية وجود الخيل بإصطبلاتها الكثيرة بجوار جبل الأربع من الشمال وجنوب بلدة الطرف بالأحساء ورغم ما في هذا الوجود من السلبية والتعدي على سكان الطرف إلا ان الأهالي ما شكوا يوماً من وجود هذه المخلوقات بنفاياتها وأوساخها وأعلافها و و و – أجلكم الله – ولكن الحكمة الأزلية الأبدية تقول: من أمن العقوبة أساء الأدب وأساء التصرف وأساء استعمال المرافق العامة.. أليس كذلك؟! فهناك بجوار الاصطبلات وبحذاء جبل الأربع الأثري والعريق وكونه علماً من معالم الأحساء نعم يوجد هناك ثلاثة أشياء تزعج الاصطبلات وأصحابها وتزعج الأهالي الذين يذهبون لذلك المكان للتنفس وشم هواء نظيف وصرف وقت من الراحة والاستجمام في الإجازة الأسبوعية بعد عناء العمل المتواصل خمسة أيام وأنا في هذه السطور البسيطة أخاطب سعادة رئيس هذه الإصطبلات والمسؤول الأول في منح أصحاب الخيل هذه المساحات الواسعة لإصطبلات الخيل ولمضمار السباق و... أخاطب سعادة الرئيس وأقول: يا سعادة الرئيس.. هذه النفايات التي تتكاثر يوماً بعد يوم من جِيَفْ الخيول النافقة وهذه الروائح الخانقة والتي تحتضن أكثر من مائة مرض إن لم يكن وباء، أخف ما يجده الإنسان منها إحداث حساسية في الأنف والقصبة الهوائية وربما العيون والمعدة.. من جراء هذه الغازات المتطايرة من هذه الجيف في منطقة هي للنزهة وشم الهواء أكثر منها لرمي النفايات فيها. والجيف واحدة من ثلاث. الثانية هي هذه الأكوام المتراكمة من مخلفات الخيول وسمادها – أجلكم الله – والتي تبعث بسحابات من الغازات السامة والخانقة حول الجبل وإذا هبت الريح الجنوبية ساقتها إلى أنوف أهل الطرف فصار كل بيت وكأنه يحتضن اصطبلاً. وقد تسألني عن الثالثة فأجيبك إنها تلك البقايا التي ترمى بل تهمل بعد رحيل المتنزهين.. من أطباق بلاستيكية وأكواب ومحارم ووو. أليس لهذه المنطقة من نظافة أين الحاويات للنفايات البشرية؟ وسيارات النظافة التي تمر على هذه المنطقة أكثر من مرة في اليوم وهي تحمل نفايات «الطرف». أين ياسعادة المدير أو الرئيس وأنت تداوم في مكتبك بالأربع ألا تزكمك هذه الروائح؟ ألا تُحس بضيق في التنفس من جراء هذه الجيف المنتنة؟ ألا تُقزِزكَ هذه المناظر التي حاصرت إصطبلات الخيل من أسمدة وأقذار وجيف؟! وأعود فأقول: الخيل معقود بنواصيها.. المفروض أن يكون الخير فيها ولأصحابها ولمن حولها.. وحتى لمن تَفَرَّجَ عليها ورآها وهي تختال في مشيتها اختيال المدلل من المخلوقات فهي لطيفة لطف النسيم وحسنة في عين ناظرها وكأنها الكاعب الحسناء وهي أيضاً شديدة صلبة صلابة الحديد الذي فيه بأس شديد ومنافع للناس. ولكن هذه البيئة النتنة القذرة تذهب بكل ذلك أدراج الرياح فيا أيها السادة يامن أنتم مسؤولون عن الإصطبلات في جهة جبل الأربع بالأحساء (بجناح واحد لا يطير الصقر). وما دمتم وهبتم هؤلاء مساحات شاسعة وسمحتم لهم باقتناء هذه الخيول فلا بد من تهيئة الجناح الثاني ليكتمل التحليق في أجواء الفروسية الحقة ألا وهو الصيانة العامة وتهيئة الحاويات والمراقبة الشديدة ومعاقبة من يخالف معاقبة تدعوه إلى الالتزام بالنظافة.. فأهل «الطرف» تأذوا من هذه الرائحة التي حلت محل الخزامى والأقحوان (الجحويان) والرمث في سالف العصر والأوان وأفوض أمري إلى الله والله بصير بالعباد وهو المستعان. * باحث لغوي