سلطان.. الطائف.. الخيل.. جميعها كلمات تعني الخير فكيف لو اجتمعت في وقت واحد، الأسبوع الماضي انطلقت إلى عروس المصائف لأتابع استعدادات مركز المسرة للفروسية لاستقبال الحدث الأهم، وهو بطولة سلطان الخير، بطولة ولي العهد الدولية للقدرة والتحمل والتي ستقام لأول مرة بالمنطقة الغربيةوبالطائف تحديدا، ووجدت استنفارا كبيرا وجهودا ضخمة لاستقبال الحدث الأهم والتحضير لحفل كبير يليق باسم الخير «سلطان»، ولحسن حظي تزامن تواجدي هناك مع بطولة درع الاتحاد السعودي الدولية وتواجد أكثر من 100 فارس.الخميس الماضي، بدأت علاقتي بالفروسية. في السابق كانت تجذبني ولكن لم أتابع، وقررت أن أتواصل مع هذه الرياضة الأصيلة التي حثنا عليها ديننا ولم يحدد جنس الممارس لها، يكفي أنها الرياضة الوحيدة التي تحترم تواجد المرأة فيها، فما وجدته من حفاوة وتقدير يجعلني ألتفت للرياضة الوحيدة التي تجد العائلة مجتمعة لتشجع أحد أبنائها الفرسان، ويكفي أن يكون ممارسها يلقب ب«الفارس». التقيت بأصغر فارس يبلغ من العمر عشر سنوات، ويحكي بفخر وقوة عن تجربة الفروسية وعن حبه لها وعن شعوره عندما يمتطي فرسه. تحدث بقوة الفارس، وقال: «أشعر أنني مميز وأنني أختلف عن أقراني». مدربه أكد أن الفروسية تكسب الطفل الشخصية القوية وتجعله أكثر تركيزا في المدرسة، ذلك الطفل بشخصيته الرائعة هو أكثر من جعلني أحب هذه الرياضة. المراكز التي أنشئت الفترة الأخيرة ألغت مقولة إن رياضة الفروسية هي رياضة «الأثرياء»، فأعتقد أن هذه المراكز هدفها خدمة رياضة الفروسية. فمركز المسرة بكل هذه التكاليف والخسائر لم يهدف من خلاله الدكتور تركي السديري إلى أن يكون مركزا تجاريا أكثر من كونه مركزا يخدم الفروسية، وأهل الطائف يكفيهم فخرا أن يكون أكبر مركز في الشرق الأوسط في الطائف. المسرة اسم على مسمى، سرني ما رأيته فيه من تنظيم واستعدادات لاستقبال البطولات المحلية، ويكفيهم فخرا أن ينظموا أول بطولة بعد عودة «سلطان الخير». واكتشفت أن الفرسان لديهم سعة بال وصبر كبير جدا، وهذا ما تحلى به رئيس مجلس إدارة المركز محمد بن تركي السديري، الذي منحني ساعات من وقته وتقبل أسئلتي واستفساراتي، وتمنى أن يكون هناك إعلام مهتم برياضة حثنا عليها ديننا (وهو أيضا ووالده الدكتور تركي جعلاني أكثر فضولا لمعرفة أسرار الفروسية). فالخيل هي الحيوان الذي أقسم به الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم بقوله (والعاديات ضبحا فالموريات قدحا فالمغيرات صبحا) وقال صلى الله عليه وسلم (الخيل معقود في نواصيها الخير إلى يوم القيامة)، فالخيل والخير مرتبطان إلى يوم القيامة، فعلا اكتشفت أن مربي الخيل والمهتمين بها يمتازون بالجود والكرم وحسن التعامل والترحيب لأنها أخلاق الفرسان. في ذلك اليوم وأمام مضمار قفز الحواجز، تذكرت الفارسة الصحافية سمية الثقفي رحمها الله تذكرت عباراتها عن الخيل وعشقها لها وحلمها بامتلاك خيل والمشاركة بها في بطولات دولية. سمية هي من ربطتني بالخيل، تذكرت عندما تسأل طبيبها متى تستطيع أن تمارس رياضتها وعشقها.. رحمك الله يا سمية. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبد أ بالرمز255 مسافة ثم الرسالة