جاء تحرك أرامكو لخفض سعر نفطها للعملاء الآسيويين هذا الأسبوع لأدنى مستوى له في أكثر من عقد من الزمن كأحدث إجراء من جانب دول الخليج للدفاع عن حصتها بالسوق في أكبر منطقة مستهلكة للنفط في العالم. واستعرت حرب أسعار بين المنتجين منذ أعانت منظمة أوبك في نوفمبر عدم خفض الانتاج في إطار جهود للحفاظ على حصتها بالسوق ، ومنذ ذلك الحين زاد المنتجون الخليجيون صادراتهم باطراد إلى آسيا مدعومين بانخفاض تكلفة الانتاج الذي يسمح لهم بتخفيضات كبيرة في السعر على حساب إمدادات غرب افريقيا وأمريكا اللاتينية. وأظهرت تقديرات تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس أن صادرات الشرق الأوسط إلى الصين - أكبر المستوردين في المنطقة -زادت 2.5 بالمئة إلى حوالي 3.8 مليون برميل يوميا بين ديسمبر ويناير ليرتفع نصيب الشرق الأوسط من السوق إلى 53.9 بالمئة من 52.2 بالمئة في ديسمبر . وقال ريتشارد جوري العضو المنتدب لدى جيه.بي.سي ايشا لاستشارات الطاقة "يبدو أن دول الخليج ستظل على هذا لفترة طويلة ، أعتقد أنها ستواصل جعل نفطها تنافسيا بغض النظر عما يحدث في السوق " وأظهرت بيانات لرويترز أن صادرات السعودية للصين زادت 13 بالمئة في يناير مقارنة مع الشهر السابق مع استفادة الصين من انخفاض الأسعار للتخزين. وجاءت الزيادة في الصادرات في أغلبها على حساب منتجين مثل نيجيريا وأنجولا وفنزويلا وبدرجة اقل كولومبيا والبرازيل وهي الدولى التي عززت في السنوات الأخيرة صادراتها إلى آسيا بعدما تراجعت احتياجات الاستيراد الأمريكية بسبب طفرة النفط الصخري بالولايات المتحدة. وأظهرت البيانات أن الصادرات من غرب افريقيا إلى الصين انخفضت حوالي ستة بالمئة في يناير في حين تراجعت الصادرات من أمريكا اللاتينية تسعة بالمئة. وآسيا هي المنطقة الكبرى الوحيدة المستهلكة للنفط التي تهيمن فيها دول الخليج على الامدادات ، وفي أوروبا تأتي روسيا على رأس المصدرين في حين قلص النفط الصخري بالولايات المتحدة احتياجات الاستيراد الأمريكية بشدة.