رغم إصابة ابنه ذي ال 22 ربيعا المبتعث في أمريكا برصاص من مجهولين ووفاته لاحقا، إلا أنه لم يستطع أن يكون بجانبه بعد حادثة إطلاق النار عليه، فقد حاول ضمعان اليامي إصدار فيزا للتوجّه إلى أمريكا، إلا أنه لم يتمكّن من استخراجها في الوقت المطلوب رغم مرور أسبوعين من إصابة ابنه منصور، كما رفض أهل المتوفى تشريح الجثة من قبل السلطات الأمريكية، وطالبوا بنقلها إلى الأحساء لدفنه في مقبرة الحزم بالهفوف، وتأجّل وقت نقلها إلى وقت غير معلوم. والمغدور منصور، درس في مدرسة سعد بن عبادة الثانوية حتى اتجه إلى برنامج الملك عبدالله للابتعاث الخارجي في جامعة أمريكية بولاية كاليفورنيا في قسم الهندسة. وقال والد القتيل صمعان اليامي في حديثه ل «اليوم»: «أوجه ندائي إلى وزير التعليم للتحقق مما أصاب ولدي، مبينا أن ابنه كان مصابا بطلق ناري ولم يُرسل لمستشفى (كريج هسبتل) المتقدم طبياً، بعد أن تم قبوله فيه، وطُلب منه20 ألف دولار من أجل نقله بالإخلاء الطبي ولكن لم يتم توفيرها. وتلقّى والد المبتعث صباح أمس الإثنين، اتصالين هاتفيين من سفير المملكة لدى أمريكا والملحق الثقافي، قدّما تعازيهما لأسرة وذوي الفقيد. وشدد مسؤولو السفارة لوالد المبتعث الراحل، على متابعتهم لمسار التحقيق في القضية، حتى يتم التوصّل للجناة والقبض عليهم، مؤكدين أن السفارة ستتولّى أمور إنهاء إجراءات نقل الجثمان إلى المملكة. ويؤكّد عم المتوفى علي اليامي، أنه بعد مهاجمة العصابة للطالب منصور اليامي في أمريكا قبل 12 يوما، وتهديده بالسلاح لسلبه وإصابته بطلق ناري، ولاذ الجناة بالفرار، استيقظ منصور الذي لم يكمل العام ونصف العام في أمريكا على السرير الأبيض في مستشفى جامعة UCI في أرفين، بعد أن عُولج من إصابته، حتى تحسّنت حاله. إلا أن المستشفى طالب بنقله إلى مركز تأهيلي متقدّم في ولاية كلورادو، لمتابعة خطواته العلاجية، واستعادة عافيته على أكمل وجه، ووافق المركز على استقباله وعلاجه، إلا أن كلفة الإخلاء الطبي وقفت عائقاً يحول دون نقله، حتى وافته المنيّة. وروى أخوه عويضة- الذي وقف بجانبه طيلة الفترة الماضية- أن المال كان الدافع وراء الجريمة، إذ كان منصور في طريقه لزيارة أصدقائه في إحدى المدن القريبة، وأن الحادثة وقعت 19 من يناير الماضي، وتم إيقافه تحت تهديد السلاح من جانب شخصين يقودان سيارة، وطالباه بتسليم أمواله، وما لديه من أغراض ثمينة. وذكرت مجموعة من زملاء القتيل في حساباتهم الشخصيّة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، أن «المستشفى اضطرّ إلى تحويل اليامي إلى أحد المراكز التأهيلية في مدينة سان ديماس، ليستكمل العلاج، إلا أن عدم توافر مبلغ 20 ألف دولار حال دون نقله، فيما ساءت حالته من جديد، ووافته المنيّة صباح السبت الماضي. وأضافوا أن اليامي «أخبر اللصين أنه لا يملك مالاً، وأعطاهما عوضاً عن المال هاتفه الموبايل وبعض ممتلكاته، ولكنهما لم يقتنعا، وأصرا علي الحصول على المال. فحاول منصور المغادرة بسيارته، إلا أن أحدهما أطلق عليه النار، فاخترقت الرصاصة أحشاءه، قبل أن تستقر شظاياها في عموده الفقري. فيما تقوم الأجهزة الأمنية بالبحث عن المتسببين في الواقعة، مرجحين أنهما من أصول مكسيكية، وسيتم التوصّل إليهما.»