قبل يومين أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله ورعاه-، حزمة من الأوامر الملكية، والتي شملت عددا من التغييرات الوزارية والتنفيذية في العديد من مناصب الدولة، وفق رؤية جلالته لإدارة المرحلة القادمة، بالشكل الذي يتناسب مع التحديات التي تواجه الوطن داخليا وخارجيا، إضافة إلى تلبية تطلعات المواطن السعودي، وثقته في قيادته باستمرار مسيرة التنمية والرخاء التي يعيشها البلد منذ سنين طويلة، وكذلك من أجل مستقبل أفضل للوطن وللأجيال القادمة. تأتي هذه التغييرات وسط حالة اقتصادية ليست بالمستقرة؛ نتيجة انخفاض سعر البترول، وكذلك العجز بموازنة الدولة لهذا العام، ولهذا يعتقد الجميع أن هذه التغييرات ستتعاطى مع هذا الملف بشكل كبير، خاصة وبعد إنشاء مجلس الاقتصاد والتنمية، والذي سيكون له أثر كبير في استقرار ونمو البلد اقتصاديا، والأهم من ذلك السرعة في اتخاذ القرار، والتنسيق فيما بين الوزارات؛ من أجل تنفيذ القرارات والمبادرات بشكل يتسم بالسلاسة والسرعة. لا شك في أن الملك سلمان -حفظه الله ورعاه-، يعي جيدا حجم التحديات التي يواجهها البلد، وبالتالي سيعمل على مواجهة هذه التحديات وتجاوزها بكل اقتدار، ولكن الأهم من ذلك أن الجميع يتطلع إلى تغيير كبير في الرؤية الاقتصادية، تمكن المملكة من تقليل اعتمادها على النفط، وتزيد من مساهمة المنتجات غير النفطية في الناتج القومي، واستمرار تنمية وتأهيل المواطن السعودي بشكل كبير؛ للاعتماد عليه في شتى الأعمال ومختلف المستويات الفنية والإدارية، وهذا ما نتمناه من خلال تجديد الثقة الملكية الممنوحة لمعالي الوزراء، وكذلك أصحاب المعالي الذين شملتهم التعيينات بصدور الأوامر الملكية الأخيرة، وبالتالي أنا وغيري الكثيرون يتطلعون إلى المرحلة القادمة بمزيد من الأمل والعطاء ومزيد من النجاح. دول كثيرة تراقب وتتأمل، ماذا سيحدث في المملكة العربية السعودية بعد تولي عاهلها الجديد مقاليد الحكم، ولكن داخليا الجميع يثق في قدرات مليكنا، الذي وهب حياته كلها في خدمة الدولة واستقرارها، ومن رجل متمرس بإدارة الدولة وأنظمة الحكم منذ نعومة أظافره، وبالتالي الجميع متفائل أن تكون المرحلة القادمة مرحلة خير ونماء، ومرحلة إبداع في الأسلوب وتجديد في التفكير، واتخاذ القرار، وقوة في التنفيذ والمتابعة والإحساس بالمسؤولية، ومساءلة المسؤولين، وهذا استشراف وتأكيد لأصالة وقوة هذه الدولة وحكامها عبر كل العصور. ندعو الله -العلي القدير-، أن يوفق مليكنا ووزراءه وأن يعينهم ويثبتهم على طاعة الله وخدمة البلاد والعباد في هذا الوطن الغالي، بلد الحرمين الشريفين، حفظه الله من كل سوء وشر.