بادر علماء الأمة بمبايعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وليا للعهد مؤكدين على السمع والطاعة لسموه في عسرهم ويسرهم ومنشطهم ومكرههم طاعة لولي أمرهم خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- الذي اختاره لهذا الأمر، مثمنين هذا الاختيار لما عرف عن "سلمان" من حرص على حفظ الثوابت الدينية، وما حفلت به سيرته من تاريخ حافل في خدمة الدين، إضافة إلى تميزه بالوسطية والاعتدال.. "الرسالة" استطلعت آراء مجموعة من العلماء والأكاديميين حول تلك البيعة، فإلى مضامين ما قالوه: قيادي منذ الصغر من جهته أكد أستاذ الدراسات العليا بكلية الشريعة جامعة الإمام محمد بن سعود الدكتور صالح بن غانم السدلان أن ولاية العهد آلت إلى شخصية وطنية يعول الشعب عليها كثيرا في تنمية الوطن والمواطن، مشيرًا إلى أن الأمر الملكي جاء ليؤكد التوافق العظيم بين الأسرة المالكة والشعب الأصيل، مضيفا أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز الذي تصدى للأدوار القيادية التي أنيطت به منذ صغره قادر بإذن الله تعالى على الاضطلاع بالمهام الجسام التي كُلف بها من خادم الحرمين الشريفين -يحفظه الله- عندما أسند إليه ولاية العهد، مبينا أن توشح الأمير سلمان بولاية العهد ووزارة الدفاع يحمل دلالات عميقة، من أهمها ثقة الملك عبدالله الكبيرة في قدرات الأمير سلمان المتعددة، وتوافق الإرادة الملكية والرغبة الشعبية في هذا الشأن، وهو ما يؤكد الانسجام العالي في الداخل السعودي بين الحاكم والمحكوم. ونوّه الدكتور صالح بالسجل الرفيع للأمير سلمان في الاهتمام بأطياف المجتمع المتنوعة، وعلاقاته الطيبة مع المواطنين على مختلف مشاربهم، مؤكدًا أن الأمير سلمان يعد أحد الرجالات الأفذاذ في الدولة السعودية الحديثة الذين أسهموا في نقل البلاد من صحراء قاحلة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة الكريمة لساكنيها إلى محاضن تنموية تستقطب العقول البشرية من جميع أنحاء العالم. واسترسل بقوله: "إن الأمير سلمان ما انفك يسجل النجاحات واحدا تلو آخر"، مشيرا إلى أن ذلك التألق يعد انعكاسا منطقيا للعمل الدؤوب المبني على أسس علمية رصينة وقواعد منطقية للتعامل مع الأمور التي يتصدى لها الأمير سلمان، وهو ما أدى إلى تطور الدور الريادي للمملكة بشكل متنامٍ فباتت مثار اهتمام حقيقي وإعجاب من القاصي قبل الداني. وأكد أن اختيار سمو الأمير أحمد لوزارة الداخلية جاء أمرا طبيعيا لما يحمله هذا الرجل النبيل من صفات قيادية وخبرات كبيرة في شؤون هذه الوزارة الحساسة، حيث كان الأمير أحمد السند والعضد لسمو الأمير نايف -يرحمه الله- خلال سنين طوال استطاع خلالها الأمير أحمد أن يبرز كقائد عظيم وقف في وجه تحديات ضخمة وأثبت حنكة سياسية وأمنية واسعة. وقال: "إن وزارة الداخلية ستستمر تحت قيادة الأمير أحمد في مسارها الصحيح الذي أثار إعجاب العالم". واختتم تصريحه بتجديد الولاء والبيعة لخادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين يحفظهما الله متضرعا إلى الله العلي القدير أن يحفظ على بلادنا أمنها واطمئنانها وان يزيدها رخاء ورغدا وان يوفق الجميع لخدمة هذا الوطن العظيم. اختيار وافق أهله من جهته قال عضو مجلس الشورى سليمان بن عواض الزايدي: "إننا أولا نهنئ الأمير سلمان بن عبدالعزيز ونهنئ الشعب السعودي قاطبة بهذا الاختيار الذي لا شك انه وافق أهله فسلمان بن عبدالعزيز رجل دولة من الطراز الأول خبرته السياسة وخبرها فكان فارسها المحنك، وعندما نستدعي التاريخ فإننا نجد الكثير من الملامح والمواقف التي تعطينا شواهد الحكمة والحنكة والفطنة والفكر السياسي عند سموه فهو رجل الحكمة، والأمير سلمان من ابرز رجالات الفكر السياسي في المملكة العربية السعودية في الوقت الحاضر والأمير سلمان بخبرته العريضة في الإمارة رجل إداري وقيادي من الطراز المتميز". وأشار إلى أن اختياره أثلج قلوب المواطنين لما عرفوه عن سلمان من مكانة ومزايا، وقال: "نحن نثق اشد الثقة في الأمير سلمان بن عبدالعزيز فهو خير خلف لسلفه الأمير نايف بن عبدالعزيز يرحمه الله"، مؤكدا انه سيكون بإذن الله العضد القوي لأخيه خادم الحرمين الشريفين يشد من أزره ويقف إلى جواره ويعينه على قيادة البلاد. وأضاف: "وإذا أردنا إيجاز مضمون أخير في ثنايا هذا الترشيح فهو ومن منظور شخصي مبني على سيرة عطرة بان الأمير سلمان سيكون رجل المرحلة القادمة". حكمة في الرأي أما الدكتور عبدالله بن عمر نصيف فقد بين أن الأمر الملكي الكريم جسد ما يحمله سلمان بن عبدالعزيز من قامة شامخة وشخصية ذات حصافة سياسية وحكمة في الرأي وخبرة عملية متعددة المجالات لها قصب السبق في ميادين شتى، ليكون خير معين وسند متين لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله. وأكد أن الوطن والمواطن تكتنفه أحزان بفقد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز رحمه الله؛ إلا أن عزاءهم في هذا يعدّ استبشارا بمن خلفه، وأن انتقال المسؤولية والمهام الجسام بسلاسة هي مبعث اطمئنان تجسد لحمة وطنية، ووشائج متناغمة بين القيادة وشعبها، يجليها توافد أفراد الشعب السعودي إلى مبايعته في أرجاء الوطن، لينعكس بانسجام على استقرار ونماء ورخاء يعم مناطق المملكة. وأشار نصيف إلى أن سيرة سموه حافلة بالعمل الاجتماعي والإنساني والثقافي عبر رئاسته عددا من الجمعيات والهيئات واللجان الرئيسية للعمل الخيري في الداخل والخارج، ورعايته ودعمه جملة من المشروعات الثقافية، وكذلك رئاسته مجلس إدارة عدد من الجمعيات، سجلت إنجازات وطنية متميزة جنى ثمارها الوطن والمواطن في مختلف المواطن. وسطر اعتزازه وفخره بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز مهنئا الوطن به، سائلا الله له العون والتوفيق لتواصل الدولة المباركة مسيرتها على تحكيم شرع الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، واستكمال نموها وتطورها ونهضتها التي تشهدها يوما تلو يوم تحت قيادة الملك المفدى حفظه الله. سمات فريدة من جهته عبر الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ تهنئته لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله بمناسبة اختياره وليًا للعهد وتعيينه نائبًا لرئيس مجلس الوزراء وزيرًا للدفاع. ونوه بالسمات الفريدة التي عرفها كل من اتصل بصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز التي كونت وشائج متينة من العلاقات الحميمة بين سموه وشرائح المجتمع كافة ما أشاع في القلوب محبته وأفاض عليها شعورا بأبوته وقربه. وأكد آل الشيخ أن جهاز الهيئة من القطاعات التي تطورت بمساندة ودعم سموه واستلهم كل من ترأس هذا الجهاز من صائب فكر سموه المشورة والتوجيه الحكيم، مشيرًا إلى أنه وجميع منسوبي الهيئة سيكونون سندًا لسموه في كل ما يوجه به منفذين لنهج قيادتنا في إعزاز شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق نهج النبي صلى الله عليه وسلم الوسطي. وأشار الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى المآثر العظيمة والأعمال الإنسانية التي قام بها الأمير سلمان في كثير من المجالات والخبرات المتراكمة لسموه ومعاضدته الدائمة للقيادة الرشيدة، إلى جانب حرصه على حفظ الثوابت ونهج البلاد مع دفع عجلة التنمية وتعزيزه شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، مبينًا أن سموه حفظه الله قد حصل على العديد من الأوسمة العربية والدولية لقاء ما قام به. عمق وتلاحم وفى تعليقه على أيلولة ولاية العهد للأمير سلمان، قال الدكتور محمد بن سعيد العلم بجامعة الإمام محمد بن سعود: "لقد أبهج مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله الوطن من أقصاه إلى أقصاه بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز يحفظه الله وليًّا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع"، مشيرا إلى ان ولاية سموه للعهد عكست ملمحا وطنيا فريدا برهن على مدى عمق وتلاحم قيادة هذا الوطن مع الشعب الأبي. وأضاف: "إن أميرنا المحبوب سلمان الوفاء نقش للتاريخ والأجيال درسًا بليغًا في الوفاء والأخوة والصدق عندما وقف إلى جانب فقيدنا الراحل الكبير سلطان بن عبدالعزيز يرحمه الله إلى أن وافاه الأجل دون أن يكلّ أو يملّ.. إلى جانب وقوفه العملي الفعلي مع بقية أشقائه ملوك هذا الوطن الأبي يرحمهم الله وصولًا إلى عهد مليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله أقول إنما يجسد أمير الوفاء سلمان يحفظه الله معنى المحبة الصادقة والوفاء النابع من صفاء ونقاء العروبة الأصيلة في سجاياه النبيلة". وأشار إلى أن منجزات أمير الوفاء سلمان أجل وأكبر من أن تلم بها هذه المقالة، وقال: "ولعل مدينة الرياض التي جعل منها ( (درّة العواصم) على مختلف المستويات تنظيمًا ورقيًا وحضارة وبناءً ومستقبلًا لخير دليل على بعض منجزاته الشاهقة.. هنيئًا لوطني الغالي بأمير الوفاء سلمان، فهو المثقف والمؤرخ والسياسي المحنك ذو النظرة الثاقبة الحكيمة وأنموذج العطاء للفقراء والأيتام والمحتاجين، مثلما هو أيضًا مهندس التنمية والحضارة والتقدم والمستقبل". رجل المهام الصعبة والى ذلك بين وكيل جامعة سلمان بن عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن الخضيري أن الشعب السعودي تلقى ببالغ السرور خبر تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع، مشيرا إلى أن هذا الاختيار لسموه الكريم تقديرًا لتاريخه الحافل بالعطاء والإنجازات في خدمة الدين الحنيف والوطن والأمتَيْن العربية والإسلامية، وذلك على الأصعدة كافة، إضافة إلى قدرته على إدارة العديد من المهام. وأكد وكيل جامعة سلمان بالخرج للدراسات العليا والبحث العلمي الدكتور عوض الاسمري أن الوطن ابتهج وجميع أفراد الشعب السعودي من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه بمناسبة تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -يحفظه الله- وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرا للدفاع، ويعد هذا التعيين تتويجًا لمسيرة طويلة قضاها سموه في خدمة هذا الوطن، سائلًا الله أن يعينه ويوفقه في خدمة دينه ووطنه وشعبه من خلال ولايته للعهد. عادل وبعيد النظر أما الدكتور عبدالله بن حمد الخلف فقدم خالص التهاني والتبريكات لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة صدور الأمر السامي الكريم بتعيين سموه وليًا للعهد ونائبًا لرئيس مجلس الوزراء ووزيرًا للدفاع، وقال إن هذا الاختيار المبارك يؤكد النظرة الثاقبة لخادم الحرمين الشريفين -سلمه الله ورعاه-، وأن قرارات الملك المفدى دائمًا تأتي في مصلحة الوطن والمواطن. وأكد الخلف أن صاحب السمو الملكي الأمير سلمان شخصية قيادية فذة متعددة الجوانب، حيث أمضى سنوات طويلة وما زال يخدم الوطن والمواطن من أيام والده المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه-؛ وأن سموه اشتهر بمهاراته الفذة في إدارة الأمور وكذلك اطلاعه الواسع على التاريخ وشغفه الشديد في هذا المجال، وعرف عنه العدل وبعد النظر كما عرف عنه دعمه لمشروعات الخير ويرأس عددا من الجمعيات الخيرية، ويتمتع بشخصية قوية ونفوذ على المستويين الداخلي والخارجي، ويحظى سموه بحب واحترام الجميع على مستوى العائلة الكريمة فهو أمين سر العائلة العظيمة، وعلى مستوى الشعب السعودي، والعالم العربي والإسلامي، والعالم أجمع. وأضاف بقوله: "يعلم الجميع عن الأمير سلمان الحضور الفاعل والمؤثر في الشأن الإسلامي والوطني وهو ما عكس حجم مشاعره الوجدانية نحو أمته ووطنه برؤية وسطية تترجم نهجه المعتدل، وإننا لنعتز ونتشرف دائما في التعليم العالي بعامة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بخاصة باهتمامه الكبير بها والمتابعة الدقيقة لمناشطها واحتفالاتها ومنشآتها العمرانية الحديثة التي هي خير شاهد على اهتمام سموه -حفظه الله- بالعلم وطلابه، ولسمو الأمير سلمان اهتمام بالتعليم العالي من خلال دعمه للعديد من الكراسي والمراكز العلمية التي تشرفت بحمل اسمه الكريم سواء مراكز علمية بحثية، أو كراسي وجمعيات علمية. واختتم الخلف كلمته بالدعاء بأن يسدد الله خطى سمو ولي العهد، وأن يمده بعونه وتوفيقه في خدمة الدين والمليك والوطن، وأن يحفظ لهذه البلاد قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين، ويديم على بلادنا الغالية الأمن والاستقرار. مفهوم البيعة في الفكر الإسلامي تعبر البيعة في الفكر السياسي الإسلامي تعبيرًا دقيقًا عن نظرة الإسلام للحكم، ولطبيعة العلاقة بين الحاكم والمحكوم، ونشأت البيعة لأول مرة في التاريخ الإسلامي في بيعة العقبة الأولى، وذلك قبل الهجرة، عندما التقى اثنا عشر رجلًا من المدينة برسول الله صلى الله عليه وسلّم في العقبة على مقربة من مكة، وبايعوه على الإسلام، وتعهدوا أن يتجنبوا الشرك والزنا والسرقة والقتل، ولما جاء العام التالي حضر ثلاثة وسبعون شخصًا من المدينة، واجتمعوا بالنبي صلى الله عليه وسلّم، ودعوه إلى الهجرة إلى المدينة، وبايعوه على النصرة والحماية. ثم جرت بيعة الشجرة في الحديبية، وذلك عندما أرسل النبي صلى الله عليه وسلم، جواس بن أمية الخزاعي إلى أهل مكة ليفاوضهم في أمر المسلمين الذين يريدون الحج، وهموا به، وكادوا يقتلونه، لولا أن منعه الأحابيش، ثم أرسل النبي صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان إليهم، وتأخر في العودة، وظن المسلمون أن أهل مكة قد قتلوه، عندئذٍ دعا الرسول صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى مبايعته على قتال المشركين، وسُميت هذه البيعة ببيعة الشجرة أو بيعة الرضوان.