فجعت الأمة العربية والإسلامية والشعب السعودي كافة بوفاة الأب الحنون والقائد الشجاع، الملك عبدالله بن عبدالعزيز - غفر الله له وأسكنه فسيح جناته -، الملك عبدالله الذي لم يكن ملكا فقط، بل كان قائدا ووالدا لوطنه وشعبه عبر مسيرة حكمه التي امتدت قرابة عشر سنوات، وقبل ذلك من توليه مهام عديدة، نجح فيها نجاحا باهرا ولافتا وأوصل المملكة الى أرقى المستويات بين الأمم على صعيد مستويات عدة، وإذا أردنا ان نستعرض ما انجزه الملك الفقيد فان هذه السطور لن تكفي أبدا، وسأكتفي بأنها كانت نوعية وغير تقليدية استطاع من خلالها ان يحقق التنمية والاستقرار والأمن للبلاد، وان يجعل المملكة وشعبها في مصاف الأمم. وفي الوقت الذي نحزن فيه برحيل فقيدنا الغالي، استبشر المواطن السعودي بمبايعة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، ملكا للبلاد وكذلك سمو الامير مقرن ولياً للعهد وسمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولياً لولي العهد - حفظهم الله ورعاهم وأمدهم بالصحة والعافية -، وفي استبشار المواطنين بمليكنا - حفظه الله - سلمان بن عبدالعزيز والذي نسأل الله له التوفيق، كان عنوانا آخر لاستقرار وطننا الغالي وثقة المواطن في هذا البلد، بأن يواصل مسيرة العطاء والتنمية والارتقاء بالمواطن والدولة على حد سواء وهذا ما يتوقعه ويصبو اليه كل مواطن ومواطنة في هذا البلد. بلا شك أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز يواجه عدة ملفات وقضايا هامة، وخاصة على المستوى السياسي وعلاقات المملكة الخارجية في ظل الأوضاع العالمية والإقليمية، وخاصة فيما يحدث عند حدود المملكة الشمالية وجنوبها وكذلك الأوضاع الاقتصادية في ظل انخفاض أسعار النفط، وغيرها العديد من الملفات والقضايا الكبيرة والهامة، ولكن وفي ظل الأوضاع الراهنة عرف عن مليكنا الانضباط والقوة والصرامة في اتخاذ القرار والخبرة الكبيرة في ادارة شؤون الدولة، وهذا ما عبر به شعب المملكة في مبايعته مليكه والثقة العالية بين الشعب والمليك، والتي بدأت من اللحظات الاولى لاستلام خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مقاليد الحكم. كذلك من المهم أيضا أن أشير الى أهمية المواطن ووعيه والمسؤولية الملقاة على عاتقة في استمرار التنمية في بلدنا الغالي، والحرص على استمرار رفاهية المواطنين كافة، لذا من الأهمية بمكان وفي ظل التحديات الكبيرة الداخلية والخارجية، ان يستشعر المواطن كافة هذه التحديات، وان يعمل جنبا الى جنب مع قائده وحكومته في سبيل تحقيق أهداف الوطن والمواطن دون اي تقاعس، وهذا ما عودنا عليه المواطن السعودي في الأيام السابقة من حبه لوطنه ومليكه، وبالتالي علينا جميعا كمواطنين أن نعي هذه المسؤولية من اجل مستقبل مشرق لهذا البلد الآمن بإذن الله.. حفظ الله الوطن والملك من كل مكروه.