برغم الوعود التي يطلقها مسؤولو مؤسسة جسر الملك فهد لحل مشكلة الزحام والتكدس، إلا أن عطلة نهاية الاسبوع الماضي شهدت زحاما شديدا وتكدسا للمركبات، حيث بلغ عدد العابرين عبر الجسر في الجهتين 213،587 شخصا خلال عطلة الاسبوع، والتي بدأت مع نهاية دوام يوم الأربعاء وحتى مساء يوم امس الأول الجمعة مشكلة بذلك أعلى نسبة للمسافرين خلال عام. وكشفت إحصائية جوازات الجسر أن يوم الأربعاء الماضي سجل 30384 قادما و30368 مغادرا، فيما سجل يوم الخميس 30778 قادما و37922 مغادرا، أما يوم الجمعة فقد شهد 38084 قادما و46051 مغادرا. هذا، وشهدت منطقة تخليص إجراءات المسافرين على الجسر ازدحاما واضحا وتكدسا للمركبات بالجانبين السعودي والبحريني، حيث اصطفت بأعداد كبيرة أمام الكبائن والمسارات المفتوحة، وذلك خلال عطلة نهاية الاسبوع التي جاءت امتدادا لازدحامات إجازة منتصف العام الدراسي، والتي كان عدد المسافرين والعابرين فيها أكثر من العام الماضي. وأكد مسافرون أن التوسعة الجديدة التي أجرتها مؤسسة الجسر -والتي تم خلالها إنشاء عدد من الكبائن الإضافية، وواكبتها وعود من المسؤولين بتخفيف الازدحام- لم تفلح في علاج مشكلة التكدس، حيث لا يزال عدد منها مغلقا، وهو الأمر الذي نفاه ل"اليوم" الناطق الإعلامي لجوازات المنطقة الشرقية العقيد معلا العتيبي، مشيرا الى أنه لم يتم إغلاق بعض المسارات بأوقات الذروة، واصفا مشكلة الازدحام بالأمر الطبيعي الذي يحدث بالواجهات البحرية والحدائق والمواقع العامة خلال الإجازات والعطل الاسبوعية، مبينا أن الجوازات تعد خططا لمواجهة أوقات الذروة وكثافة العابرين، ويتم خلالها الحد من إجازات الموظفين بالمنافذ، ودعم المناوبات لضمان فتح كافة المسارات والكاونترات والحرص الدائم على إنجاز إجراءات المسافرين بسرعة ودقة دون الإخلال بالجوانب الأمنية. ورصدت "اليوم" انطباعات بعض المسافرين عبر جسر الملك فهد خلال الأيام الماضية، فقالت لمى القصيبي: إن مسلسل ازدحام المسافرين على جسر الملك فهد لا يزال مستمرا بلا توقف، حيث نشاهد المركبات تصطف في مسارات طويلة وبأعداد كبيرة، وفي المقابل يتم تشغيل عدد غير كاف من كبائن إنهاء الإجراءات وإغلاق الأخرى دون أسباب مقنعة، مبينة قيام موظف واحد بالعمل داخل الكابينة لتخليص إجراءات المسافرين على المسارين. وقال علي العتيبي: "أعبر جسر الملك فهد إلى مملكة البحرين بشكل شبه يومي، حيث يشهد خلال أوقات الذروة ازدحاما واضحا بمنطقة المغادرة، وتتكدس خلاله المركبات بأعداد كبيرة أمام المسارات، وهو الأمر الطبيعي في مثل هذه المنافذ الدولية، ولكن من غير الطبيعي أن نرى بعض كبائن تخليص الإجراءات بلا موظفين، بينما الكبائن الأخرى تعمل بموظف واحد يخلص إجراءات المسافرين بالمسارين الأيمن والأيسر، وهو ما يعطل السير لأوقات طويلة"، مبينا أن هناك أوقات صباحية وأخرى ميتة لا تشهد زحاما، وهي الفترة التي لا تستوجب فتح كافة الكبائن للعمل، في الوقت الذي يجب مواجهة الازدحام في الأوقات الأخرى التي تمثل الذروة بفتح كافة الكبائن وتشغيل الموظفين في كل مسار. وأشار محمد شعبان إلى أن أوضاع منطقة تخليص إجراءات المسافرين بجسر الملك فهد لم تتغير منذ سنوات مضت، رغم التوسعة الكبيرة التي شهدتها بفتح كبائن جديدة لتخفيف الازدحام، حيث تتمثل الإشكالية في عدد الموظفين العاملين، وأن أعدادهم ليست كافية لتغطية هذه المواقع، وهو أحد احتمالات هذه الأزمة، مبينا أن الكبائن تعمل في أوقات الذروة بشكل مختلف مع كل يوم، حيث تعمل جميعها أحيانا، وأحيانا أخرى يعمل نصفها فقط، وهو ما يشكل تكدسا كبيرا للمركبات. واستغرب سعد الدوسري من الوعود التي تطلق دائما من مسؤولي مؤسسة جسر الملك فهد بالعمل على حل مشكلة التكدس، وهي الوعود التي لم يلمسها المسافرون على أرض الواقع خلال الفترة الماضية، الأمر الذي يزيد من معاناة الزحام والتكدس. «تطبيق الانتظار» يسجل الحد الأقصى سجل التطبيق الذي وضعته إدارة الجسر لتوضيح حالة الزحام والانتظار لأكثر من ساعتين وهو الحد الأقصى للانتظار ، الأمر الذي أصاب العابرين بالضيق، بسبب شدة الزحام والتكدس. وكان التطبيق الذي يصل الى المسافرين عبر الجوال تم استخدامه مؤخرا؛ لتوضيح حالة الزحام والتكدس، والمدة التي يستغرقها المسافر للعبور. زحام شديد خلال العطلة ساعات طويلة انتظارا للمرور