أعلن وزير الخزانة الأميركي جاك ليو في كييف، أن الولاياتالمتحدة ستتعاون مع الاتحاد الأوروبي من أجل تشديد العقوبات الاقتصادية على روسيا بسبب دورها في عودة العنف إلى شرق أوكرانيا الانفصالي الموالي لموسكو. وقال للصحافيين: إن "خيارنا الأول هو الحل الدبلوماسي الذي سيسمح لنا بتخفيف العقوبات. لكننا مستعدون لبذل المزيد إذا تطلب الأمر. ولهذه الغاية سوف نواصل العمل مع حلفائنا لتشديد الضغط على روسيا". ووقعت الولاياتالمتحدة، أمس، اتفاقاً لتقديم ضمانات قروض بقيمة ملياري دولار لأوكرانيا التي مزقتها الحرب لمساعدتها في "الإنفاق الاجتماعي في المدى القريب" في عام 2015 وقالت: إنها مستعدة لتشديد العقوبات على روسيا إذا لزم الأمر. وأعلن الاتحاد الأوروبي، الثلاثاء، أنه يدرس عقوبات جديدة ضد موسكو الخاضعة أساسا لعقوبات قوية والتي خفضت الوكالة الأميركية ستاندارد اند بورز تصنيف دينها السيادي إلى الفئة "غير الاستثمارية" أو "العاطلة" باللغة الاقتصادية. وتتهم كييف والغرب موسكو بتقديم مساعدة عسكرية للانفصاليين وبنشر قوات عسكرية في شرق البلاد، فيما تنفي روسيا أي تدخل مباشر لها في النزاع الذي أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل خلال تسعة أشهر. وأعلن ليو أن أوكرانيا التي تعاني أزمة اقتصادية خطيرة ستتلقى هذه السنة قروضا أميركية بملياري دولار لتمويل نفقاتها الاجتماعية بشرط أن تطبق كييف الإصلاحات التي وعدت بها، ولا سيما في مجال مكافحة الفساد. وقال الوزير الذي سبق أن منحت بلاده كييف قرضا بقيمة مليار دولار العام الماضي: إن "الحكومة الأوكرانية تواصل المضي قدما في تنفيذ برنامجها الإصلاحي الطموح وهي بحاجة إلى دعم الأسرة الدولية لتحقيق تقدم". وأعلنت وزيرة المالية الأوكرانية ناتالي يارسكو أن أوكرانيا التي انهار اقتصادها بنسبة 8.5 % عام 2014، شهدت تدهور إجمالي ناتجها الداخلي بنسبة 20 % بسبب النزاع في الشرق وهي تنفق 5 إلى 7 ملايين دولار في اليوم على هذه الحرب. من جهته، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف: إنه يجب على أوكرانيا أن تحافظ على حيادها للحيلولة دون مزيد من الانقسامات في البلاد. ونقلت عنه وكالات الأنباء الروسية مقالاً كتبه، قال فيه: "حتى لا يحدث مزيد من الانشقاق في أوكرانيا من المهم .. أن تحافظ على وضعها المحايد." ومنذ الإطاحة بالرئيس الأوكراني المدعوم من موسكو فيكتور يانوكوفيتش العام الماضي، تسعى القيادة الجديدة في كييف للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي وأيد البرلمان الأوكراني نبذ وضع "عدم الانحياز" للبلاد والعمل تجاه الانضمام للحلف. وطلب الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو أمس، من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضبط المقاتلين الانفصاليين في الشرق الأوكراني الموالي لروسيا. وقال بوروشنكو: إنه وجه رسالة إلى بوتين يطلب فيها أيضا أن تفرج روسيا عن الطيارة الأوكرانية ناديا سافشنكو التي تقول، انها خطفت على ايدي مقاتلين موالين لروسيا قبل ان تدخل السجن في موسكو وتبدأ إضرابا عن الطعام. وأعلن المتحدث العسكري الأوكراني فلاديسلاف سيليزنيوف، أمس، أن ثلاثة جنود قتلوا وجرح 15 جنديا في معارك مع الانفصاليين الذين تدعمهم روسيا في شرق أوكرانيا خلال الأربع والعشرين ساعة المنصرمة. وقال سيليزنيوف في إفادة صحفية: إن 55 بلدة وقرية أوكرانية تعرضت لقصف الانفصاليين خلال نفس الفترة. وقال مكتب الرئيس نقلا عن بوروشنكو: "الإثنين وجهت رسالة إلى الرئيس بوتين تتضمن ليس فقط طلب وقف إطلاق النار وإنما تطبيق اتفاقات مينسك والإفراج عن ناديا سافشنكو وكل الرهائن". وقد وقع أطراف النزاع على هدنة في أيلول/سبتمبر في مينسك لكنها انهارت سريعاً وتجددت أعمال العنف لتصل إلى مستوياتها السابقة.