أعلن الأردن أمس استعداده التام لإطلاق سراح الانتحارية العراقية المحكومة بالإعدام ساجدة الريشاوي مقابل إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى تنظيم «داعش» منذ نهاية ديسمبر الماضي سالما. ونقل التليفزيون الرسمي الأردني عن وزير الدولة لشؤون الإعلام محمد المومني قوله إن «الأردن مستعد بشكل تام لإطلاق سراح السجينة ساجدة الريشاوي إذا تم إطلاق سراح الطيار الأردني معاذ الكساسبة وعدم المساس بحياته مطلقا». وأكد المومني، وهو أيضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة الأردنية، أن «موقف الأردن كان منذ البداية ضمان حياة ابننا الطيار معاذ الكساسبة». ولم يتطرق المومني في تصريحاته بأي إشارة إلى الرهينة الياباني كينجي غوتو الذي يحتجزه أيضا التنظيم الجهادي وهدد بقتله مع الكساسبة خلال 24 ساعة ما لم يتم الإفراج عن الريشاوي، في تسجيل نشر الثلاثاء. ويعتقد أن الصحفي المستقل كنجي غوتو أسر في أواخر اكتوبر أو مطلع نوفمبر. وقال نائب وزير الخارجية الياباني ياسو هيدي ناكاياما في تصريحات للصحفيين في عمان «نحن لن نتخلى عنه أبدا، وأنا أحاول ضمان عودة الرهينة الياباني السيد غوتو، إلى بلده آمنا. نحن لن نتخلى عنه أبدا». وكان مسؤول حكومي أردني أكد أمس أن عمان ما زالت تفاوض لتأمين سلامة الطيار الأردني المحتجز لدى تنظيم «داعش»، نافيا الإفراج عن جهادية عراقية. وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه إن «المفاوضات ما زالت جارية، الأردن ما زال يفاوض» لتأمين سلامة الطيار معاذ الكساسبة. وأضاف «نحن نعطي الأولوية لأي أمر في مصلحة الطيار الأردني وسلامته»، نافيا تقارير تحدثت عن نقل ساجدة الريشاوي العراقية المحكومة بالإعدام في الأردن من سجنها استعدادا لإطلاق سراحها ضمن صفقة مع التنظيم. وتحدثت وسائل إعلامية يابانية أمس عن تسليم الأردن الريشاوي لأحد شيوخ عشائر الدليم «غرب العراق» تمهيدا لتسليمها لتنظيم «داعش» ضمن صفقة للإفراج عن الرهينة الياباني. وساجدة مبارك عطروس الريشاوي «44 عاما» انتحارية عراقية شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 نوفمبر 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط «30 كلم غرب عمان» حيث قبضت عليها السلطات بعد ثلاثة أيام. وكان تنظيم «داعش» أعلن الأسبوع الماضي قطع رأس الرهينة الياباني هارونا يوكاوا، وطالب بالإفراج عن الريشاوي للإفراج عن الرهينة الثاني، بعدما كان طالب في السابق بمبلغ 200 مليون دولار لإطلاق سراح الرهينتين اليابانيين. وقبض التنظيم الجهادي على الكساسبة في سوريا في 24 ديسمبر بعد تحطم طائرته «أثناء قيام عدد من طائرات سلاح الجو الملكي الأردني بمهمة عسكرية ضد أوكار تنظيم داعش «إحدى تسميات التنظيم الجهادي الإرهابي في منطقة الرقة السورية»، بحسب عمان. من جهة أخرى صرح مسؤول محلي عراقي أمس بأن القوات العراقية مدعمة من رجال العشائر تمكنت من قتل 15 من عناصر تنظيم «داعش» بينهم أحد قادة التنظيم في اشتباكات مسلحة بين الطرفين في إحدى المناطق شرقي الرمادي مركز محافظة الأنبار شمالي بغداد. وقال جميد الهاشم عضو مجلس محافظة الأنبار «إن القطاعات العسكرية العراقية بمساندة أبناء العشائر تواصل عملياتها العسكرية لليوم الثاني على التوالي في ناحية السجارية شرقي الرمادي لتحريرها من قبضة «داعش» وتمكنت من قتل أحد أمراء التنظيم في المنطقة وقتل 14 آخرين». ودعا «الحكومة العراقية إلى إرسال تعزيزات عسكرية إضافية فضلا عن إمداد المقاتلين بالسلاح والذخيرة من أجل استعادة السيطرة على أهم معاقل تنظيم داعش وأن القوات العسكرية تحاول قطع الطرق وتطويق المدن على العناصر المسلحة من أجل إيقاف إمدادات داعش المتنوعة التي تصلهم من عدة جهات».