قال الجيش الإسرائيلي: إن طائراته ضربت مواقع مدفعية للجيش السوري قريبة من مرتفعات الجولان في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء، رداً على صواريخ أطلقت على المنطقة المحتلة الثلاثاء. في وقت أجرى معارضون سوريون وموفدون من نظام الأسد، الأربعاء، في موسكو محادثات هي الأولى منذ فشل مفاوضات جنيف. وجاءت الغارة الجوية الإسرائيلية وسط تنامي التوترات في المنطقة بعد عشرة أيام من غارة إسرائيلية على سوريا قتلت جنرالاً إيرانياً وعدداً من مقاتلي حزب الله اللبناني. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي موشى يعلون في بيان: إن الغارات الجوية التي استهدفت مناطق تسيطر عليها قوات نظام بشار الأسد تبعث برسالة واضحة. وأضاف: "لن نتهاون مع أي إطلاق نار صوب الأراضي الإسرائيلية أو أي انتهاك لسيادتنا وسنرد بقوة وحسم." وفي وقت سابق، قال بيتر ليرنر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي: "قوات الدفاع الإسرائيلية تحمل الحكومة السورية مسؤولية كل الهجمات التي تشن من أراضيها وستعمل على الدفاع عن المدنيين الإسرائيليين بأي وسيلة لازمة." والثلاثاء، سقط صاروخان على الأقل أطلقا من سوريا على مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل، وقال الجيش الإسرائيلي: إنه رد بإطلاق نيران المدفعية. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم كما لم ترد تقارير بسقوط قتلى أو جرحى. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: "قصفت الطائرات الإسرائيلية مواقع لقوات النظام في اللواء 90 ومناطق تابعة له في ريف القنيطرة بعد منتصف ليل الثلاثاء - الأربعاء، ولم ترد أنباء عن خسائر بشرية." وتقع محافظة القنيطرة على حدود لبنان والأردن وإسرائيل. وكانت ضربة جوية إسرائيلية استهدفت قافلة لحزب الله قرب مرتفعات الجولان في 18 يناير مما أدى إلى مقتل قائد عسكري كبير في حزب الله ونجل القائد العسكري الراحل عماد مغنية، وأيضاً الجنرال محمد علي الله دادي بالحرس الثوري الإيراني. وتوعد كل من حزب الله والحرس الثوري الإيراني بالثأر. والقوات الإسرائيلية والمدنيون في شمال إسرائيل وفي مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل في حالة تأهب منذ الضربة الجوية، كما نشرت إسرائيل وحدة من نظام القبة الصاروخية قرب الحدود السورية. واحتلت إسرائيل مرتفعات الجولان من سوريا في حرب 1967. وسقطت قذائف مورتر وصواريخ مراراً على مرتفعات الجولان منذ بدء الصراع السوري منذ أربعة أعوام. وفي واشنطن، قالت جين ساكي المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية للصحفيين: إن المسؤولين الأمريكيين "لا يريدون أن يروا تصعيدا للوضع.. ويتعين على جميع الأطراف أن تتجنب أي عمل من شأنه تهديد وقف إطلاق النار القائم منذ فترة طويلة بين إسرائيل وسوريا." وأضافت: "نؤيد حق إسرائيل الشرعي في الدفاع عن نفسها، وكنا واضحين في إبداء مخاوفنا بشأن حالة عدم الاستقرار الإقليمي التي سببتها الأزمة في سوريا." وفي الأسبوع الماضي، نسبت وكالة الأنباء الإيرانية إلى مسؤول رفيع قوله: إن إيران أبلغت الولاياتالمتحدة أن الضربة الجوية الإسرائيلية التي أسفرت عن مقتل الجنرال الإيراني في سوريا تجاوزت "الخطوط الحمراء" وإن إيران سترد. محادثات موسكو سياسياً، بدأ معارضون سوريون وموفدون من نظام الأسد، الأربعاء، في موسكو محادثات هي الأولى منذ فشل مفاوضات جنيف في محاولة لاستئناف الحوار بعد أربع سنوات تقريبا من حرب أوقعت 200 ألف قتيل. وهذه المحادثات تعتبر طموحاتها متواضعة نظراً لغياب الائتلاف الوطني للمعارضة السورية، الذي يتخذ مقراً له في اسطنبول وتعتبره المجموعة الدولية أبرز قوة معارضة سورية. وقد أدى تقدم تنظيم داعش إلى تغيير المعطيات في سوريا ودفع الغربيين وفي مقدمهم الأميركيين إلى تغيير استراتيجيتهم حيال بشار الأسد. وقال أحد المشاركين لوكالة فرانس برس: إن الأعضاء ال32 من مختلف مجموعات المعارضة التي يتسامح معها النظام والأعضاء الستة من الوفد الرسمي برئاسة سفير سوريا لدى الأممالمتحدة اجتمعوا في مقر الخارجية الروسية. وهي أول محادثات بين أعضاء من المعارضة لا سيما ممثلين عن هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي والأكراد ومسؤولين عن النظام منذ فشل محادثات جنيف-2 في فبراير 2014. لكن أحد المعارضين المشاركين في المحادثات أقر بأن الطموحات متواضعة نظرا لغياب الائتلاف الوطني. ورفض الائتلاف أية مشاركة معتبرا أن المحادثات يجب أن تجري برعاية الأممالمتحدة وفي دولة "محايدة" وليس روسيا التي تدعم نظام دمشق. وأضاف هذا المعارض: "لقد حضرنا مع لائحة من عشر نقاط. ولتجنب ارتكاب الخطأ نفسه الذي ارتكب في جنيف-2، لن نطرح في بادئ الأمر مسألة تشكيل حكومة انتقالية". وتابع: "بين أولويات المعارضة التي ستطرح في موسكو: وقف القصف والإفراج عن السجناء السياسيين لا سيما النساء والأطفال، ووضع آليات لنقل المساعدة الإنسانية". وأكد المعارض الذي رفض الكشف عن اسمه، أن "هذه المحادثات الأولى ليست سوى بداية عملية طويلة" للسلام. ومن المرتقب إجراء محادثات بين معارضين وموفدي النظام أيضا، اليوم الخميس. وقد عقدت المعارضة اجتماعا، الإثنين والثلاثاء، في موسكو في محاولة للتوصل إلى موقف مشترك. ورفض وزير الخارجية الروسي الحديث عن "مفاوضات" مشيراً فقط إلى أن "محادثات قبل المفاوضات" تهدف إلى إجراء "اتصالات شخصية". وفي مقابلة مع مجلة "فورين افيرز" نشرت الإثنين، قدم الأسد دعمه للقاءات مع التشكيك في الوقت نفسه بشرعية بعض المشاركين. وقال الأسد: "ما يجري في موسكو ليس مفاوضات حول الحل، إنها مجرد تحضيرات لعقد مؤتمر (...) أي كيفية التحضير للمحادثات". من جهتها، أعلنت واشنطن في الآونة الأخيرة أنها تدعم "أي جهد" يمكن أن يتيح "التوصل إلى حل دائم للنزاع". وكرر وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس من جهته في مطلع الأسبوع القول: إن سوريا الغد يجب أن تكون بدون بشار الأسد. وقال: "لا يمكن لأي شخص منطقي أن يفكر بأن رجلا مسؤولا عن سقوط 200 ألف قتيل سيكون مستقبل شعبه، هذا لا معنى له". ويرى المحللون أنه عبر استقبالها معارضين وموفدين من دمشق، تتابع موسكو سياسة تحقيق هدفين في آن: الظهور وكأنها وسيط موثوق قادر على جمع الأطراف المتنازعة على نفس الطاولة، وبشكل خاص تكريس شرعية نظام الأسد. وعلى صعيد آخر، أفاد مراسل وكالة فرانس برس أن الحدود بين تركياوسوريا لا تزال مغلقة بالكامل، الأربعاء، قبالة مدينة كوباني بعد يومين على انتصار المقاتلين الأكراد على جهاديي تنظيم داعش. وقال مسؤول في الهيئة الحكومية التركية المكلفة الأوضاع الطارئة، رافضاً الكشف عن اسمه: "لن نسمح بدخول أي لاجئ حتى إشعار آخر". ونشرت السلطات التركية عناصر من الدرك والجنود في محيط مركز مرشد بينار الحدودي على بعد كيلومترات من مدينة سوروتش (جنوب) بهدف منع أي دخول للاجئين. والثلاثاء استخدمت قوات الأمن التركية الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لصد مجموعات من الأشخاص كانت تقترب من الحدود، فيما احتشد آلاف المتظاهرين قرب مركز مرشد بينار الحدودي للاحتفال باستعادة المدينة التي كان تنظيم داعش يسيطر على أجزاء منها. وعمدت السلطات التركية الأربعاء، إلى نقل مئات اللاجئين السوريين من أماكن إقامتهم الحالية نحو مخيم جديد فتح قبل أيام قرب سوروتش بقدرة استيعاب تصل إلى 35 ألف شخص. وهذا المخيم هو الأكبر الذي تقيمه تركيا على أراضيها لاستقبال اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في بلادهم. ويقيم أكثر من 1,7 مليون سوري على الأراضي التركية بحسب آخر حصيلة رسمية. ومنذ بدئها في منتصف سبتمبر، تسببت المعارك في كوباني وضواحيها بحركة نزوح كثيفة إلى تركيا لا سيما من قبل الأكراد. وعاد هدوء نسبي إلى شوارع كوباني بعد أن تمكن الأكراد من طرد داعش منها. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن القوات الكردية خاضت معارك ضد تنظيم داعش خارج المدينة، الثلاثاء، بعد يوم من إعلان الأكراد أنهم استعادوا السيطرة الكاملة على المدينة بعد قتال استمر أربعة أشهر.