استمرت أمس المواجهات بين قوات النظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة بالتوازي مع الضربات التي شنها التحالف الدولي - العربي بقيادة الولاياتالمتحدة على أهداف تنظيم «الدولة الإسلامية» وجماعات متشددة أخرى في سورية. وكان اللافت إسقاط الدفاعات الجوية الإسرائيلية طائرة حربية سورية كانت تحلّق فوق مواقع المعارضة في الجولان، في أول حادث من نوعه في نحو ثلاثين عاماً. وأعلن الجيش الإسرائيلي إنه أسقط طائرة حربية سورية فوق مرتفعات الجولان أمس. وقال المتحدث باسم القوات الاسرائيلية بيتر ليرنر «اخترقت طائرة سورية المجال الجوي الاسرائيلي صباح اليوم (أمس). اعترضت قوات الدفاع الاسرائيلي وقواتنا الجوية وبطاريات الدفاع الجوي باتريوت في مرتفعات الجولان الطائرة القادمة ونبحث حالياً في ظروف تلك الرحلة. لن نسمح باختراق مجالنا الجوي. سنعزز خطوطنا الدفاعية على الحدود مع سورية من أجل الدفاع عن مواطني اسرائيل». وقالت مصادر عسكرية سورية إنه يبدو أن الطائرة دخلت بطريق الخطأ المجال الجوي الذي تسيطر عليه إسرائيل فوق الجولان ولم تكن في مهمة لمهاجمة أهداف اسرائيلية. وافيد ان الطيار توفي خلال سقوط طائرته. وفي دمشق نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» عن مصدر عسكري قوله: «في إطار دعمه لتنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» الإرهابيين وفي مخالفة صريحة وعلنية للقرار 2170 قام الاحتلال الإسرائيلي بالاعتداء على طائرة حربية سورية وأسقطها». وأظهرت مشاهد لمنطقة الحدود السورية أمس حيث وقع الحادث استمرار القتال بين قوات المعارضة السورية والجيش السوري والدخان يتصاعد من أماكن عدة. وقال الجيش الاسرائيلي انه أسقط طائرة سورية من دون طيار فوق الجولان يوم 31 آب (أغسطس) الماضي. وكانت آخر مرة تسقط فيها إسرائيل طائرة حربية سورية يقودها طيار عام 1985 عندما أسقطت طائرتين من طراز ميغ-23 بعد أن اقتربتا من مقاتلات إسرائيلية كانت في مهمة استطلاعية فوق لبنان. ميدانياً، أعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، في تقرير من ريف دمشق، أن «مقاتلين اثنين من الكتائب الإسلامية» قتلا «في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها على أطراف بلدة الطيبة بريف دمشق الغربي، كما نفذ الطيران الحربي ما لا يقل عن 9 غارات على مناطق في جرود القلمون، وسط فتح الطيران الحربي لنيران رشاشاته الثقيلة على المناطق ذاتها ... فيما قصفت قوات النظام مناطق في مدينة الزبداني، في حين استشهد مقاتل من الكتائب الإسلامية في اشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها على أطراف منطقة عدرا، كذلك تدور اشتباكات بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، والكتائب الإسلامية والكتائب المقاتلة من طرف آخر في منطقة المسروب بحرستا في الغوطة الشرقية ما أدى لاستشهاد مقاتلين اثنين من الكتائب الإسلامية». أما وكالة «سانا» فأوردت، من جهتها، أن «وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدفت أوكار التنظيمات الإرهابية المسلحة على طول الحدود السورية - اللبنانية في جرود القلمون بريف دمشق وقضت على العشرات منهم». وعلى صعيد هجوم «الدولة الإسلامية» على مدينة عين العرب (كوباني) الكردية في ريف حلب الشمالي، قالت جماعة وحدات حماية الشعب الكردي أمس إن عناصر «الدولة» أعادوا الانتشار من المناطق التي شملتها الضربات الجوية بقيادة الولاياتالمتحدة وذلك باتجاه المناطق التي يسيطر عليها الأكراد في سورية. ودعت جماعة وحدات حماية الشعب الكردي إلى توجيه ضربات جوية لعناصر «الدولة الإسلامية» الذين يهاجمون بلدة كوباني. وقال الناطق باسم الجماعة ريدور خليل ل «رويترز» عبر الإنترنت إن إعادة انتشار مقاتلي الدولة الإسلامية من شأنها زيادة الضغط على المقاتلين الأكراد الذين يدافعون عن كوباني. وكان تقدم مقاتلي الدولة في تلك المنطقة أدى إلى نزوح أكثر من 130 ألف كردي سوري إلى تركيا. وأضاف خليل: «توجد إعادة انتشار (لمقاتلي الدولة الإسلامية) من المناطق التي قصفت في الهجوم الجوي الذي شنته دول التحالف باتجاه مناطقنا.. هذا من شأنه أن يزيد الضغط على قواتنا إذا لم يقصفوا مواقع (الدولة الإسلامية) على جبهة كوباني». وفي إطار متصل، انضم الزعيم الكردي المتمرد في تركيا عبدالله اوجلان الثلثاء الى دعوة الأكراد التي أطلقها حزبه، حزب العمال الكردستاني، من أجل «مقاومة شاملة» في سورية ضد الجهاديين، كما اوردت وكالة الأنباء الكردية فرات. وقال اوجلان لمحاميه الذين يزورونه بشكل منتظم في سجنه بجزيرة ايمرالي في شمال غربي تركيا حيث يمضي عقوبة السجن مدى الحياة منذ 1999 بتهمة «الإرهاب»: «أدعو كل الشعب الكردي لبدء مقاومة شاملة في اطار هذه الحرب الواسعة النطاق». وطلب الزعيم التاريخي لحزب العمال الكردستاني ايضاً من الأكراد «تعديل حياتهم تبعاً للحرب الجارية حالياً في كردستان». وقد هرب حوالى 140 الف كردي منذ الجمعة الى تركيا وفق آخر إحصاء اعلنه مصدر رسمي تركي الثلثاء امام تقدم تنظيم «الدولة الإسلامية» في شمال شرقي سورية، حيث يصطدم بالمقاومة الكردية حول مدينة عين العرب (كوباني بالكردية) الاستراتيجية. وكان حزب العمال الكردستاني دعا الاثنين الأكراد في تركيا وأيضاً الشعوب الكردية في البلدان المجاورة لحمل السلاح من أجل قتال المتطرفين. وهاجمت الولاياتالمتحدة بمساعدة حلفائها العرب للمرة الأولى الثلثاء الجهاديين في سورية لتفتح جبهة جديدة في الحرب ضد هذا التنظيم المتطرف الذي يستهدف ايضاً بضربات في العراق. وتجري تركيا منذ 2012 مفاوضات مع حزب العمال الكردستاني من اجل التوصل الى حل سلمي لنزاع مسلح خلف اكثر من 40 الف قتيل منذ 1984، لكن من دون ان يسجل اي تقدم حتى الآن. وفي خصوص هذه النقطة اكد القائد العسكري لحزب العمال الكردستاني مراد كرايلان الاثنين من معسكر للحركة المسلحة في شمال العراق، ان عملية السلام انتهت، متهماً أنقرة بالتعاون مع تنظيم «الدولة الإسلامية»، الأمر الذي تنفيه تركيا. ونقلت وكالة فرات عن كرايلان «ان عملية السلام انتهت مع الهجوم على كوباني (مدينة عين العرب) لكن الكلمة الأخيرة تعود الى اوجلان».