القى الرئيس السوري بشار الاسد توعد فيه ما وصفه ب"مخططات خارجية" في تصعيد الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة اشهر في سوريا وتعهد بالعمل على تحقيق الاصلاح "وضرب الارهابيين والقتلة بيد من حديد". وقال الاسد في كلمة في جامعة دمشق "الاولوية القصوى الان والتي لا تدانيها اية اولوية هي لاستعادة الامن الذي نعمنا به لعقود وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم وهذا لا يتحقق الا بضرب الارهابيين القتلة بيد من حديد." واضاف "فلا مهادنة مع الارهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الاثم لاثارة البلبلة والانقسام ولا تساهل مع من يروع الامنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الاجنبي ضد وطنه وشعبه." واتهم الاسد في اول خطاب له منذ يونيو حزيران "مخططات خارجية" بتسعير الازمة في سوريا قائلا "لا أعتقد أن عاقلا يستطيع اليوم انكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والارهاب الى مستوى اخر من الاجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات وايصالكم الى حالة اليأس الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام ما خطط له خارجيا ليصبح واقعا لكن هذه المرة بأياد محلية." وقال الاسد "ن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فان الانتصار فيها قريب جدا طالما اننا قادرون على الصمود واستثمار نقاط قوتنا وما أكثرها.. ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر." واضاف انه يعمل في ان واحد على "الاصلاح السياسي ومكافحة الارهاب الذي انتشر بشكل كبير في سوريا"مشيرا الى ان هذا الاصلاح سيفشل اذا كان جزءا من الازمة قائلا "لا نبني الاصلاح على الازمة واذا بنيناه فسنعطي للقوى الخارجية الحق لكي تتدخل في ازمتنا تحت مبرر الاصلاح." ورحب الرئيس السوري بفكرة توسيع الحكومة "لتضم كل القوى السياسية". وقال ان الاستفتاء على دستور جديد متوقع أن يجري في مارس اذار المقبل. وهاجم الاسد بعض الدول في الجامعة العربية وخفف من اهمية تعليق عضوية سوريا في الجامعة متسائلا هل تخسر سوريا ام تخسر الجامعة من هذه المقاطعة. وكرر قول الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر بان سوريا هي قلب العروبة النابض "فهل يمكن للجسد ان يعيش بدون روح." وقال ان الجامعة بلا سوريا تصبح عروبتها معلقة. من جهته، اعتبر المجلس الوطني السوري من اسطنبول ان خطاب الاسد يتضمن "تحريضا على العنف" ويبشر بلجوء النظام السوري الى "ممارسات اكثر اجراما". وقالت بسمة قضماني العضو في المجلس الوطني السوري الذي يضم معظم تيارات المعارضة، في مؤتمر صحافي ان الخطاب ينطوي على "تحريض على العنف، وتحريض على الحرب الاهلية، ويتضمن كلاما عن التقسيم الطائفي الذي يؤججه النظام نفسه ويشجع عليه". واكدت بسمة قضماني ان "ما يقلقنا اليوم هو ان هذا الخطاب يشير بقدر كاف من الوضوح الى ان النظام يتجاهل تاما المجتمع الدولي ... هذا مؤشر الى اننا نتجه نحو ممارسات اكثر اجراما واكثر تهورا من قبل النظام في الايام والاشهر المقبلة". وكانت قضماني تعلق على خطاب متلفز استغرق ساعة و45 دقيقة اعلن فيه الرئيس الاسد ان استعادة الامن هو "الاولوية القصوى" ووعد بضرب "الارهابيين" بيد من حديد. اما الناشط السياسي النعارض هيثم المالح فقد اعتبر الخطاب "نوع من الدعاية وأكاذيب ملفقة. انه يريد أن يقول للمجتمع الدولي وللعالم العربي انه طيب وأنه سيتغير لكن الامر ليس كذلك. لن يختلف أي شيء يقوم به. وكان الملاح وهو قاض سابق وسجين سياسي أطلق سراحه في بداية الانتفاضة التي تشهدها سوريا منذ عشرة أشهر يتهم الاسد في الماضي بانه "مدمن قتل".