خيم الحزن والأسى الشديدان على مملكتنا الغالية إثر إعلان رحيل ربان مسيرتها وقائد نهضتها المغفور له بإذن الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبدون أدنى شك ان غيابه عن الساحة ترك فراغا كبيرا وشكل خسارة فادحة للأمتين العربية والإسلامية خصوصا في هذا الوقت الحساس والعصيب الذي تتقاذف فيه الفتن من كل حدب وصوب، فما أحوج هذا الوضع المتأزم لحنكته وفطنته السياسية المعتدلة وقدرته وهمته العالية في سرعة الاحتواء ونظرته الثاقبة والدقيقة في فحص وتقييم الأمور وقراءته الصحيحة والسليمة للأحداث وعقلانيته وحكمته السامية في المعالجة، ويشهد على ذلك سجله التاريخي العطر الذي يزخر بالمواقف المشرفة والحافل بالمحطات المشرقة التي كان لحضوره القوي فيها ودعمه السخي الأثر الفعال والعلامة البارزة في حلحلة المشاكل الجسيمة وإزالة الخلافات المعقدة. أسأل العلي القدير أن يرحم فقيدنا الغالي برحمته الواسعة ويتقبله بأحسن القبول ويسكنه فسيح جنته ويحشره مع النبيين والصديقين والشهداء، وأسأله بجلاله أن يكتب طول العمر والصحة والعافية والتوفيق والنجاح والرفعة والعزة للقيادة الرشيدة المتمثلة في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز وولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز، كما أسأله بعظمته أن يكتب الرخاء والعيش الكريم والمجد والعلياء للشعب السعودي النبيل ولمملكتنا الحبيبة كل تقدم وازدهار وأن يحميها من تربص الأشرار وعبث العابثين وأن يرد كيدهم في نحورهم إنه سميع مجيب الدعاء.