في مجتمعنا تعودنا نقول للفاشل «سوّد الله وجهك» ونضيف بالقول «فشّلتنا»،، هذا ينطبق على منتخبنا الأول لكرة القدم الذي عاد من بطولة استراليا بالفشل الذريع، وكان سيئا في تمثيله للبلد السعودي العريق الذي كان تاريخه مضيئا في هذه البطولة وغيرها عندما كان لاعبوه منضبطين ومخلصين!! المشجع العادي لا يرى في الكرة إلا الفوز والخسارة، أو بمعنى آخر يرى في مشاركة رياضتنا خارجيا الانتصار ويفرح له والهزيمة أو الخسارة فيحزن لها!! المشجع المتعصب لا يرى المنتخب إلا من خلال الألوان والميول، فهو يسب ويشتم لان المنتخب لم يضم فلانا من ناديه المفضل أو يطرد فلانا من النادي المنافس، ولا يهمه فوز المنتخب من هزيمته بقدر ما يتباكى على لاعبه المفضل، فلتذهب رياضة وسمعة الوطن إلى الضياع!! مسؤولو الأندية يراقبون تشكيل المنتخب من بعيد وأيديهم على قلوبهم بان لا يشارك لاعبوهم المنتخب ليبقوا سليمين بلا اصابات حتى يستطيعوا الحصول على الدوري أو أي بطولات في الموسم وليذهب المنتخب وسمعته إلى الجحيم!! فالمهم عندهم حب الذات وحب ناديهم الذي سيتوج بالبطولات على حساب سمعة الوطن!! مسؤولو الاتحاد السعودي لكرة القدم يتعاركون على السفر مع المنتخب والبقاء معه في معسكراته الخارجية فلا يهم إن كان المنتخب مستعدا للبطولة أم لا، فالمهم ان المنتخب سيسافر والأهم انهم في قائمة البعثة وعلى الدرجة الأولى!! أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم متنافرون، فكل يتكلم وكل ينظّر وكل ينتقد وكل يتباهى بوطنيته واحساسه بهموم الرياضة في الوطن، وكل يتوعد وكل يهدد، كأنهم في غابة لا يحكمهم نظام ولا قانون ولا حتى منطق!! رئيسهم يدعي قمة المثالية في الحديث والأفعال، ومحدثهم يتهم الاعلام بالغوغائية، وكثير من الأعضاء غير موجود لا بالحس ولا المشاعر فآخر اهتماماتهم شيء اسمه رياضة فما بالك بكرة قدم فاشلة ومخيبة لكل أمل سعودي!! أما الإعلام الرياضي فهو الوقود الذي يزيد اشتعال التعصب من خلال أكثر المهرجين أو المنظرين، فالبرامج الرياضية المتنوعة تهدف الى زيادة الفتنة بين الاندية السعودية ولاعبيها وجماهيرها، وتزيد في جماهيرية عضو بالاتحاد السعودي لكرة القدم على حساب آخر، وكأنها أبواق مستأجرة لا همّ عندها إلا ذبح الرياضة في بلادنا من الوريد إلى الوريد!! نشارك في كأس آسيا بلا تخطيط سليم ولا مدرب ولا حتى رؤية ثم نطالب منتخبنا العبور لدور الثمانية، اية مهزلة هذه؟! بل إن الكثير ذهب إلى انتظار المنتخب متوسدا البطولة ومحققا كأسها، اية بلاهة هذه؟! اذا كنا قد حاولنا رفع همة المنتخب في مقالات متنوعة فلأنها أمنية وأمل لعلها تتحقق بدعاء الوالدين أو بدعاء الأمهات على وجه الخصوص أو ضربة حظ قوي!! يغلب عندنا التغني بالأطلال ويرتفع صوت الماضي بمقولة «كنا وكنا» دون ان نستفيد بخطط النجاح التي اوصلتنا للمجد في سالف الأيام والعصور، يغلب علينا النوم على منجزات الماضي دون أن تصحو فينا الهزائم المذلة والخيبات المستمرة في العقد الأخير!! ماذا عملنا بعد نكسة ثمانية ألمانيا في عام 2002 ميلادية غير تشكيل اللجان وكتابة تقارير بكل الألوان فتنتهي لأدراج المكاتب، ماذا عملنا بعد خروجنا من تصفيات كأس العالم وخروجنا من كأس آسيا وفقدان كأس الخليج مرات ومرات؟! ما الاستراتيجيات القصيرة الأجل أو حتى البعيدة الأجل لرياضتنا، بل ماذا نريد ان نحقق في المستقبل يا من يقول إنه مسؤول وانه يخدم الوطن!! ارحمونا من الهزائم المذلة والخيبات المستمرة فلقد استمرأنا المهانة عن طريقكم، ولقد خجلنا من الأجيال السابقة التي وضعت خطانا على طريق البطولات والانتصارات فخذلناهم ولم يعد عندنا إلا «هارد لك» !! فاما الهمة الهمة واما تنحوا على جنب واتركوا المهمة لمن يخلص في حملها وتتويجها بالبطولات، كفانا مجاملات ومحاباة!!