كشف تقرير مرصد (الإسلاموفوبيا) التابع لمنظمة التعاون الاسلامي عن أن شهر ديسمبر الماضي كان صعباً بالنسبة للمسلمين، وبخاصة الأقليات المسلمة في الدول غير الإسلامية. وأشار التقرير إلى أن الحادثة الأبرز تمثلت في احتجاز الرهائن في مقهى بسيدني الأسترالية، إضافة إلى الهجوم المروّع الذي قامت به طالبان باكستان على مدرسة يديرها الجيش في بيشاور، مما أسفر عن مقتل 141 شخصاً. كما قامت جماعة بوكو حرام بخطف 142 امرأة وطفلاً في قرية بشمال نيجيريا، أسفر عن مصرع عشرات الأشخاص، بعد أسابيع من تفجير المسجد المركزي بكانو. وأوضح التقرير أن هذه الحوادث تأتي في ظل مناخ سياسي في الغرب يسوده التوجس والريبة تجاه الإسلام والمسلمين، مع صعود لافت لحزب مناهض للمهاجرين في فرنسا، ووقوع أحداث سقط فيها عدد من الضحايا في عدد من الدول. وشهدت الولاياتالمتحدة في الشهر ذاته انخفاضاً في الحوادث المعادية للمسلمين، ورغم مقتل فتى مسلم في مدينة كنساس، وتخريب مسجد في سانت كلاود، والهجوم الوحشي على سائق سيارة أجرة مسلم في ماغنوليا، فالحوادث بدت عموماً أقل بكثير مما كان عليه الوضع خلال الشهرين السابقين. ولفت التقرير إلى أن مؤشر الإحصائيات في أوروبا كان مقلقاً جداً، فسجلت الاعتداءات على النساء المسلمات في بريطانيا ارتفاعاً بنسبة 10 في المائة، وفي النمسا عانت الجالية المسلمة من تزايد جرائم الكراهية، فهوجم بعض أئمة المساجد، وجرى تعليق رؤوس الخنازير على أبواب بعض المساجد، كما أُصيب خمسة مسلمين في هجوم استهدف مسجداً في مدينة اسكيلستونا. وفي هولندا، تواصلت عمليات تخريب المساجد، وفي ألمانيا احتشد قرابة 17 ألف شخص في دريسدن خلال شهر ديسمبر احتجاجا على ما وصفوه ب "أسلمة الغرب"، فضلاً عن عمليات التخريب التي استهدفت المساجد والاعتداءات الجسدية والمضايقات على المسلمين. وفي أستراليا، تنتشر المشاعر المعادية للمسلمين، ولا سيما بعد احتجاز مسلح لخمس عشرة رهينة بوسط سيدني يومي 15 و16، أما في روسيا والهند وجنوب أفريقيا، فكانت الأجواء على العموم إيجابية تجاه الإسلام والمسلمين، وحتى في بعض الدول الغربية كبريطانياوالولاياتالمتحدة، كان هناك توجه لدعم بعض حقوق المسلمين ومطالبهم القضائية. في حين كان من المثير للدهشة إعلان الصين حظر ارتداء البرقع وإطلاق اللحية في إقليم شينجيانغ وأورومتشي.