أهم منتج في معرض الإلكترونيات الاستهلاكية عام 2015 قد لا يكون في الواقع منتجاً على الإطلاق، إنها سياسة من نوع معين. فقد تعهدت سامسونج للإلكترونيات بأن 90 في المائة من جميع الأجهزة التي تستحدثها، بما في ذلك أجهزة التلفزيون والأجهزة النقالة، سيتم توصيلها بالإنترنت بحلول عام 2017 - سننتظر عامين فقط لنرى ذلك. وسيأتي توصيل العشرة في المائة المتبقية بحلول عام 2020. وبالنظر إلى أن سامسونج سلمت في عام 2014 أكثر من 665 مليون منتج إلى المستهلكين في جميع أنحاء العالم، فإنه من الصعب أن نقلل مدى أهمية هذا للتحرك الشامل للتحول إلى إنترنت الأشياء - تكنولوجيا قاعة الولائم التي يتصل كل شيء فيها بشبكة الإنترنت - من ألعوبة في أيدي أوائل الذين تبنوها لتتحول بعد ذلك إلى التيار الرئيسي للأمهات وأفران الميكروويف. هناك المزيد: بالإضافة إلى بناء هذا الجانب الوظيف في منتجاتها الخاصة، فإن منصة سامسونج ستكون مفتوحة تماماً، حيث ترحب بالمطورين ومصنعي البرامج والأجهزة، في الأساس، ليعملوا لديها. دفع سامسونج لتكنولوجيا المنزل الذكي كان متوقعاً منذ فترة طويلة، وخاصة منذ أن استحوذت على شركة المنزل الذكي التي أثارت ضجة كبيرة، وهي شركة «سمارت ثنجز» SmartThings في أغسطس عام 2014، ولكن قلة هم من توقعوا هذا المستوى من الانفتاح. يمكن لسامسونج بسهولة القيام باستحداث حديقة مسورة، وهو ما يضطر المستخدمين للاختيار من سامسونج أو أجهزة من شركاء بعينهم لتجميع حياة شبكية لتعديلات في درجة الحرارة التلقائية والتنبيهات القائمة على التلفزيون. وقال الرئيس التنفيذي لسامسونج يون بو كيون في كلمة رئيسية في وقت مبكر يوم الاثنين، مثيراً مشاعر يكررها مراراً وتكراراً: «إنترنت الأشياء لا يدور حول الأشياء، بل حول الناس». وأضاف أن استحداث إنترنت الأشياء الذي لا يضع تحسين حياة الناس في صميم مهمته قد يكون «مثل من يروي حكاية قبل النوم لأحد الروبوتات». لا يتوقع من كل شخص أن يقبل بالكثير من أنواع التفاعلات. يوم الإثنين، أعلنت شركة نيست التابعة لجوجل عن النظام الإيكولوجي الخاص بمنزلها الذكي، ولكن نجاحها مع بروتوكول نيست يضع قيود على أنواع البيانات التي يمكن أن تكون مشتركة وكم من الوقت يمكن تخزين تلك البيانات وكيف يمكن استخدامها. ويوجد لسامسونج، كما قال يون، نهج معاكس له فوائده: إنه يأمل بأن «النظام الإيكولوجي المفتوح» سيقود احتياجات المستهلكين ورغباتهم لتحسين منتجات سامسونج بطرق قد لا تكون قد فكرت بها في سيؤول. لقد التزمت سامسونج أيضا بمبلغ 100 مليون دولار للاستثمار في تطوير نظام بيئي متصل، وهذا يعني كل شيء ابتداء من استحداث البنية التحتية، لتمويل الشركات الناشئة، لتسهيل المحادثات بين اللاعبين الحاليين. تأتي هذه الخطوة في الوقت الذي تتعرض فيه أعمال الهاتف الذكي الناجحة جدا لسامسونج لضغط كبير، وخاصة من المنافسين الأقل تكلفة في الصين. وكما كتب زميلي سام جروبارت في مجلة بلومبيرج بيزنِس ويك قبل عامين تقريبا: «عندما تتوقف أعمال الأجهزة المتنقلة عن كونها مربحة، سيتوجب على سامسونج أن تشق طريقها إلى بعض الصناعات الأخرى التي تتطلب الكثير من رأس المال والخبرة مسبقا في تصنيع الشامل». في ذلك الحين، أعلنت سامسونج عن نيتها الدخول في الأجهزة الطبية، والألواح الشمسية، وتصنيع مصابيح LED، والبطاريات، والسيارات الكهربائية. وبالتالي فإن إنترنت الأشياء يقع تماما في الموقع الصحيح. سامسونج، بما لديها من الرحابة والعمق في مجال التكنولوجيا، تستطيع أن تصنع إنترنت الأشياء على نطاق واسع. فهي تصنع أصلا مكونات إلكترونية متطورة ودوائر إلكترونية ونطاقا كاملا من الأجهزة المنزلية (من ثلاجات ومكيفات وأجهزة تلفزيون مايكروويف وما إلى ذلك). كما أن قدرتها على التصميم والإنتاج والتسويق هي ما يجعلها تحتل بالأصل نطاقاً على المستوى العالمي. هذا مستوى من التكامل يبدو أن سامسونج تشعر مع بارتياح كبير.