هي ذات الهيبة والأجواء الجادة التي يشوبها الترقب والأمل في النجاح، تتكرر كل مرة وعلى مر الأجيال، فبالرغم من كثرة ما خضنا من امتحانات فربما نحن الأطباء أوفر الناس حظا ونصيبا منها وبكل الأشكال العملية والنظرية، فهي جزء لا يتجزأ من حياتنا ودراستنا التي ليست بالقصيرة، إلا أنها لم تفقد شيئا من رهبتها أو احترامها السيدة (اختبارات) (امتحانات) أو السيد (امتحان) (اختبار) إن شئتم. بل إنني أحيانا وإلى الآن تراودني كوابيس بأنني قد فاتني حضور وتقديم أحد اختبارات الثانوية العامة، تلك المرحلة الحاسمة والمصيرية في حياة الطالب أو الطالبة، وتأثيرها له عمق نفسي كبير هذا عوضا عن الدور المحوري والأساسي في توجيه مسار المستقبل العلمي والعملي. وفي حين يظن المرء منا أن مشكلته مع الامتحان انتهت بنهاية دراسته وبداية وظيفته، يجدها له بالمرصاد مع ابنائه وبناته، فهي سلسلة متصلة وشر لابد منه، فكيف نخفف من حدة هذه الفترة العصيبة على كافة أفراد الأسرة ونجعلها أكثر مثالية وانتاجية. إن هذه الامتحانات تصادف فصل الشتاء، فينبغي التركيز على الاهتمام بالصحة والوقاية من الالتهابات التي تحدث في هذا الوقت كالانفلونزا والالتهاب الرئوي، وذلك بالتغذية السليمة والمتوازنة. أيتها الأم الحنونة أطلقي العنان لإبداعاتك واجعلي من هذه الأيام والليالي أوقاتا مميزة لأبنائك بأطعمة صحية وخارجة عن الروتين اليومي، أيضا ينبغي تنبيه الصغار على أهمية غسل اليدين وتعقيمهما وكذلك تنظيف الأنف من الإفرازات، وتوجيه العطس أو الكحة إلى منديل أو جانب الذراع للتقليل من نشر العدوى، كما أؤكد على أهمية اللقاح ضد الانفلونزا والالتهاب الرئوي للتقليل من احتمالية الإصابة خاصة لمن هم مصابون بأمراض مزمنة في الرئة، أو الأنيميا المنجلية أو القصور في أحد الأعضاء الحيوية كالقلب أو الكلى أو الكبد، ولا نغفل مرضى السكري فهم أقل مناعة من غيرهم. وللنوم الكافي أهميته، كما للفجر هدوؤه وبركته التي ينبغي أن لا تفوت طالب علم، والتنظيم ما دخل في أمر إلا زانه. اخواني وأخواتي رتبوا أوقاتكم وأوراقكم ورددوا وردكم، أسأله تعالى أن يوفقكم ويجعل النجاح والفلاح من نصيب أبنائنا وبناتنا، ويبلغهم آمالهم ويبلغنا غاية آمالنا فيهم، وينير بالعلم بصائرهم وينفعهم وبلدنا هذا بعلمهم. استشارية الأمراض الباطنية مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر - جامعة الدمام