نشر الاخ الدكتور أحمد قران في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي عن زيارة معالي وزير الثقافة والاعلام د.عبدالعزيز الخضيري، وعدد من الادباء للدكتور عبدالله الغذامي الذي يمر بوعكة صحية- شفاه الله منها-، وهي خطوة تُشعر بمقدار الاهتمام ومتابعة أحوال الساحة الثقافية ورجالها، كما نشر د.قران استقبال الوزير له والحديث عن احوال الاندية الادبية السعودية وخرج من هذا اللقاء متفائلا كما نشر. لنتفاءل جميعا بمعالي الوزير د.عبدالعزيز الخضيري على رأس الثقافة والاعلام في بلد كبير كالمملكة ونتفاءل بوجوده، وبوضع تشكيلي ثقافي أفضل في عهده. الساحة التشكيلية السعودية ومنذ أعوام تمر بركود واضح واهتمام رسمي محدود على مستوى الانشطة والفعاليات قياسا بالاعداد الكبيرة من الفنانين والهواة من الجنسين التي لم تجد الرعاية والاهتمام المطلوبين خاصة من طرف الجهة الرسمية المعنية بالامر والقائمة عليه. وهنا أرفع كتابتي هذه إلى معالي الوزير، أملا أن يتم التنسيق للقاء بين معالي الوزير وعدد من فناني المملكة التشكيليين، يتم اختيارهم من مناطق المملكة ومدنها للحديث مع معاليه حول أحوال الساحة التشكيلية واوضاعها ومستوى الاهتمام من طرف الوزارة، والدور المنتظر منها. تُدار الفنون التشكيلية في وكالة الثقافة من شخص واحد، منذ أن فُصلت الثقافة عن الرئاسة العامة لرعاية الشباب، وهذا الشخص له كل الامر ومع تقاعده قبل أشهر، إلا أنه لم يزل يعمل كمستشار كما قال لي بنفسه، يزداد تواري دور الوكالة تجاه الفنانين التشكيليين المحليين بعدم وجود إدارة حقيقية تتواصل مع الفنانين وترسم برنامجا واضحا لهم، ولا تتشكل من شخص واحد، بل من لجنة او ادارة يمكنها الاسهام في وضع البرامج والتواصل مع الوسط التشكيلي بكل فئاته وأعماره. الفن التشكيلي المحلي تسيطر عليه الآن المؤسسات الخاصة وهو دور جيد وحيوي ومطلوب، ولكن هذه المؤسسات بكل تنوعها تسعى الى مصلحتها فقط، ولا يعنيها اكثر من ذلك، فالأسماء تتباعد الى ان تغيب، ولا من يسأل عنها، وآخرون يُتوفون ويُنسون وتُنسى أسماؤهم، وربما يتم تجاهل اعمالهم وانتاجهم، والموهوبون أو الناشئون يركضون خلف سراب، وقد ينتهي بهم المطاف بعيدا، او ان تتلقّفهم مؤسسات خاصة، يدفعون لها اكثر مما يأخذون او يستفيدون منها. لم تعد تلك الحيوية التي عرفناها منذ عقود بنفس الروح ولا الدور الذي ساوت فيه الرئاسة العامة لرعاية الشباب بدرجة كبيرة بين الفنانين، كانت ادارة الفنون التشكيلية في رعاية الشباب ادارة فيها عدد من المختصين الذين يتنافسون على تنظيم المعارض او الاشراف عليها والاختيار لها، كما كانت تُدار بشكل مباشر وحيوي من طرف المدير العام. كانت المتابعة متواصلة وكان العمل جادا، وكان الحضور بارزا على مستوى الداخل والخارج، الآن تقل المعارض او الانشطة، كما تتباعد وتنتهي بشكل بعيد عن كثير من الفنانينن الا القليل منهم، تُقام الانشطة وتنتهي وبعضنا لا يعلم بها وإن علم فمن وسيلة تواصل على الانترنت، لا مطبوعات ولا اصدارات ولا اهتمام. الفنانون في ازدياد والرواد أو الاجيال التالية أشبه بالمنسية وجمعية التشكيليين التي عملت الوزارة على قيامها 2006 لم تزل محبطة وقابعة في الظل؛ إلا من إشارات إعلامية لا تسمن ولا تغني، أما جمعية الثقافة والفنون فإن توجهاتها الشبابية أو توجهها للهواة، أبعد كثيرا من الفنانين عنها، وعن نشاطاتها، إضافة الى تقشفها، الذي أصبح (القشة التي قصمت ظهر البعير) ولم يعد يعنيها الا الاعلام ومتابعة ونشر ما تقوم به على وسائل التواصل الاجتماعي بغية إظهار صفة الحضور والنشاط، وهو غالبا دورة أو ورشة فنية لمبتدئين معظمهم من الاطفال، كما أن الاهتمام المسرحى طغى- على نحو كبير- على كل الانشطة الأخرى بالتالي، ليس هذا دور جمعية الثقافة والفنون؟؟ أشير لذلك رافعا إلى معالي الوزير أن الساحة التشكيلية السعودية تضعف يوما بعد يوم، والدور الرسمي يتوارى وهذا الضعف ليس في مستوى الفن إنما في مستوى الاهتمام من وزارة راعية للثقافة ومعنية بها. آمل أن يكون وجود معالي الوزير خيرا على الساحة التشكيلية، وأن يعيد للفنانين وللساحة التشكيلية بريقها، ومتمنيا ان ترتفع سماء الثقافة السعودية عاليا، وان يكلل جهود معاليه بالتوفيق والنجاح.