في المحرق حيث عمارات اللؤلؤ تشهد على قرون من الاشتغال الحضاري في مملكة البحرين وفي وقت ينطلق العام الجديد 2015م تحت شعار (تراثنا ثراؤنا)، نظمت مساء أمس الأول، ندوة مفتوحة تحت عنوان (التراث الإنساني العالمي مختبرٌ للفنون: مسارٌ ما بين البحرين والعالم) وذلك في موقع تراث عالمي لمسار اللؤلؤ، وتحديداً في عمارة يوسف عبدالرحمن فخرو، الواقعة في المحرق. وأوضح الدكتور علاء الحبشي مستشار الترميم بالثقافة والسياحة في البحرين، أن الثقافة البحرينية عملت على تسجيل 17 موقعاً على قائمة التراث العالمي ضمن مسار اللؤلؤ، مؤكداً أن كل موقع لديه خطة إدارة تلتزم بها البحرين أمام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو). مبيناً أن كل موقع سيوضّح جزءاً مختلفاً من تاريخ مدينة المحرق ومهنة صيد اللؤلؤ، مردفاً أن مستويات الترميم في التعامل مع المباني في مسار اللؤلؤ سوف تتراوح ما بين إعادة تهيئة كاملة كسوق القيصرية، حتى القيام بترك الموقع من دون أي أعمال ترميمية كأطلال عمارة يوسف عبدالرحمن فخرو، والتي سيكون فيها مركز الزوار الثاني لمسار اللؤلؤ، بعد مركز زوار قلعة بو ماهر. وأشار مستشار الترميم بالثقافة والسياحة في البحرين إلى أن الثقافة تلتزم، ضمن مشروع مسار اللؤلؤ، على محافظة الوزارة على المدينة بشكل كامل وليس فقط مسار اللؤلؤ، تأهيل مبانٍ قديمة، مراقبة أعمال الهدم والبناء في المنطقة المحيطة بالمسار. من جهته، توقف الدكتور حازم طه حسين أستاذ مشارك في تصميم الاتصالات البصرية بكلية الفنون والتصميم بالجامعة الملكية للبنات عند قراءات عمرانية، تراثية، وفنية عالمية تتناول الأعمال الفنية المركبة في مواقع التراث الإنساني العالمي، مؤكداً على أهمية إعادة طرح الفنون بشكل جديد لجذب المتلقي ووضعها في محيطها الذي يعطيها رونقها وقيمتها الثقافية. كما تطرق إلى مصطلح «إعادة الخلط» في الفن، وهو ما يميّز الأعمال الفنية الجديدة، معطياً أمثلة عالمية من فنانين اعتمدوا إعادة الخلط في عروضهم وأعمالهم الفنية. وفي ختام حديثه قدم الدكتور حازم طه حسين رؤية نقدية فنية للأعمال التركيبية في موقع قلعة البحرين، والذي يستمر حتى منتصف أبريل 2015م، وعمارة يوسف فخرو من خلال معرض (إعادة التدوير) الذي تبنته الثقافة والسياحية منذ الشهر الماضي. وكانت الثقافة قد تبنّت فكرة مجموعة من فناني البحرين في إقامة ورشة «إعادة التدوير» بعمارة يوسف عبدالرحمن فخرو بالمحرق، حيث توافقت فكرة الورشة الفنية مع مرئيات الثقافة لهذه العمارة التاريخية والتي سيقام في أحد أركانها مركز زوار مسار اللؤلؤ. كما ستحتوي عمارة يوسف فخرو على أرشيف صناعة اللؤلؤ في البحرين، بجانب قاعة معرض دائم لصناعة اللؤلؤ التاريخية، وقد قام بتصميم هذا المركز فريق معماري بلجيكي عالمي. يذكر أن عمارة يوسف عبدالرحمن فخرو هي واحدة من ثلاث عمارات واقعة في الطرف الغربي من سوق القيصرية، والمدرجة في قائمة التراث العالمي لموقع (صناعة اللؤلؤ: الشاهد على اقتصاد جزيرة المحرق) والمعروف محلياً بمسار اللؤلؤ. من ناحيته، أكد الدكتور منير بوشناقي مدير المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي أن المنطقة العربية تفتخر بوجود المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في مملكة البحرين، والذي تم تدشينه عام 2012م تحت إشراف الشيخة مي بنت محمد آل خليفة، رئيسة مجلس إدارة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي. كما تطرق في حديثه إلى أهمية تسجيل المواقع التي تحمل «قيمة عالمية استثنائية» في قائمة التراث العالمي لمنظمة اليونيسكو والتي انبثقت عن اتفاقية عام 1972م والتي وافقت عليها 192 دولة حول العالم، مشيراً إلى أن الوطن العربي يحتوي على 76 موقعاً مسجلاً على قائمة التراث العالمي من ضمنها موقعا قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ. مشيراً إلى أن منظمة اليونسكو قد شجّعت الدول لتقديم مساعدات في إدارة المواقع المدرجة على قائمة التراث العالمي، وذلك بعد تقدّم الدول حول العالم لتسجيل مواقعها التي تتمتع بمزايا ثقافية وحضارية استثنائية.