تتواصل خلال ديسمبر الجاري أعمال ورشة العمل الفنية (إعادة التدوير) في عمارة يوسف عبدالرحمن فخرو بمدينة المحرق، والتي انطلقت الجمعة الماضي. وستكون العمارة التاريخية واحدة من أهم المعالم السياحية في المحرق، حيث سينشأ في أحد أركانها مركز لزوار مسار اللؤلؤ الذي يحتوي على أرشيف صناعة اللؤلؤ في البحرين، بجانب قاعة معرض دائم لصناعة اللؤلؤ التاريخية، وقد قام بتصميم هذا المركز فريق معماري بلجيكي عالمي. وكانت أرض العمارة من الشيخ حمد بن محمد بن سلمان آل خليفة، إيماناً منه بمكانة الثقافة والتاريخ في تنمية المجتمع والارتقاء بالعمران التاريخي، وذلك من خلال اتفاقية أبرمت مع وزارة الثقافة في أوائل هذا العام، وتنص على إنشاء مركز الزوار وترميم أطلال العمارة وضمها إلى المنفعة العامة للترويج الثقافي والسياحي بالمحرق. أما أطلال العمارة فتشهد على ما كان لسوق المحرق من مكانة مجتمعية واقتصادية مميزة، وهي القيمة والهيئة التي التزمت الثقافة بالحفاظ عليها مع هيئة التراث الإنساني العالمي (اليونسكو) عند تسجيل العمارة ضمن 17 عقارا تاريخيا آخر مسجلا في لائحة التراث العالمي، فهو الأثر الوحيد من ضمن آثار المسار الذي سيحافظ عليه كأطلال تحتوي في طياتها حنيناً إلى ماض عريق، وقد قامت وزارة الثقافة بتنقيب الأرض وتم العثور على مدابس تمر والعديد من العناصر التاريخية التي أعيد دفنها بشكل مؤقت إلى أن يتم تهيئة الموقع في شكله النهائي. وورشة إعادة التدوير أقيمت بالتعاون مع وزارة الثقافة التي سارعت من خلال فريق المهندسين والفنيين التابعين لها بتهيئة المكان وتدعيم وترميم أطلال العمارة لتأهيلها لاستيعاب أعمال فنية تحترم أصالة المكان وتستوحي أفكارها من القيمة التاريخية والتي سيعرض بعض منها بشكل دائم في مركز الزوار المزمع بناؤه بالعمارة، ومركز الزوار الذي افتتح قريباً بقلعة بو ماهر والتابعين لمسار اللؤلؤ، ومعرض الورشة سيستمر خلال ديسمبر الحالي للتأكيد على أن تراث الماضي حي ينبض ليمتزج بالفنون المعاصرة. وشهدت الورشة مشاركة لافتة من أهالي المحرق والبحرين وكذلك لزيارة محيطها من مشاريع تطوير سوق القيصرية التي تنفذ الآن على قدم وساق لترسي جوانب جديدة من الأمل لتطوير وانعاش السوق والحفاظ على تراث وهوية مدينة المحرق التاريخية، الأمر الذي استحقت عليه وزارة الثقافة للحصول على جائزة الأمير سلطان بن سلمان للحفاظ العمراني.