يعد أحد أبرز لاعبي المنتخب السعودي في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات الميلادية، فحضر مع المنتخب بأداء قوي، وساهم في تحقيق انجازين مهمين للمنتخب الأول هما بطولة أمم آسيا 88 والآخر الوصول لكأس العالم 94، فكان عبدالله صالح مؤثراً بحضوره وأدائه في الملعب، ليقوم الآن بتقييم وضع المنتخب ويتحدث عن مشاركته الآسيوية المقبلة. نبدأ الحديث عن المنتخب السعودي، في ظل حضور المدرب الروماني كوزمين أولاريو هل كان هو الخيار الأفضل للمنتخب في هذه المرحلة؟ -كوزمين مدرب طوارئ فهو حضر بإعارة من ناديه ليقود المنتخب لفترة قصيرة في بطولة آسيا، نعم كنا نتمنى أن يكون مدرب المنتخب موجوداً منذ وقت مبكر، ولكن في كل الأحوال يجب أن نعي أن بطولة آسيا مهمة، بل الواقع هي أهم ما يشارك فيه المنتخب السعودي إذا ما استثنينا كأس العالم، وتحقيق المنتخب لها لثلاث مرات ووصوله للدور النهائي في ثلاث بطولات أخرى يزيد من أهميتها، فالشارع السعودي دائماً يبحث عن تحقيق اللقب، وبالنسبة لكوزمين فهو مدرب معروف ولكنه لا يملك عصا سحرية تعيد المنتخب للمنافسة والحضور القوي، فهو خيار حضر للمنتخب في ظل وضع فني غير مريح، فاللاعبون الآن يجب أن يعرفوا طريقته وينسجموا معها وكما شاهدتم جميعاً فالمدرب في مرحلة ما اعتذر عن تدريب المنتخب قبل أن يتمكن المسؤولون من اقناعه بالاستمرار، وأنا شخصياً أعول على اللاعبين أكثر مما أعول على المدرب، فكما شاهدنا بالوديات لم يحظر الثبات الفني، فالمدرب ظهر في تشكيلة بمهاجمين أمام البحرين، وأمام كوريا الجنوبية حضر بتشكيلة مقاربة لما كان يلعب به المدرب السابق لوبيز كارو في بطولة الخليج، العامل المهم والذي قد يساهم في نجاح كوزمين هو وجود مدرب مساعد على مستوى عال كعبداللطيف الحسيني والذي سيفيد المدرب الروماني في عملية الإعداد الفني في ظل معرفته الكبيرة بوضع المنتخب ولاعبيه. لكن الأهم الآن هو كيف سينجح كوزمين؟ -نجاح كوزمين مرهون باللاعبين فقط ورغبتهم بتحقيق المفاجأة، فالتغييرات ليست كبيرة في المنتخب، لذا على اللاعبين أن يتماسكوا في أرض الملعب ويتواجدوا بروح كبيرة ويلعبوا بشكل جماعي يخدم المنتخب، وأن يتعاونوا مع المدرب وعدم الالتفات لأي تشكيك أو روح انهزامية يجدونها، لا بد أن يكونوا بالملعب على قلب رجل واحد يرغب في تحقيق النجاح فقط دون غيره. وكيف تجد حظوظ المنتخب السعودي في ظل مجموعته الحالية مع الصينوكوريا الشمالية وأوزباكستان؟ -بكل صراحة لن أستغرب لو وصل المنتخب لدور الثمانية فمجموعتنا ليست بالمجموعة القوية، ولكن يجب أن نكون واقعيين، فهذه هي المرة الأولى التي نجد بها المنتخب السعودي في مثل هذا الوضع، ففي كل بطولة نجد أنفسنا مرشحين أما الآن فنحن نحتاج لمفاجأة لنصل للنصف نهائي أو النهائي، وما يطمئنني شخصياً هو أن مجموعة منتخبنا لا تضم منتخبات تتفوق على المنتخب السعودي كثيراً اذا ما استثنينا المنتخب الصيني، فنجد كوريا الشمالية وأوزباكستان وهي منتخبات تراجعت مؤخراً كما هو الحال مع المنتخب السعودي الا أنهم يتفوقون باستمرارية مدربيهم في الفترة السابقة عكس المنتخب السعودي؛ ولذا فنحن قادرون على التأهل شرط أن نجد تعاوناً كبيراً في مجموعة لاعبي المنتخب والجهاز الفني. البعض ينتقد الأسماء المختارة لدى المدرب، خاصة وأنه لم يخترها، كيف تجد قائمة لاعبي المنتخب في البطولة؟ * الواقع، إنها لم تتغير كثيراً عما كانت عليه في بطولة الخليج الأخيرة، والواقع، إن كوزمين في ظل التعاقد المتأخر معه غير قادر على اختيار اللاعبين وإحداث تغييرات كبيرة من خلال ذلك وشخصياً أجد أن المنتخب يمتلك امكانيات كبيرة على مستوى اللاعبين، ولكن لو حدث الاستقرار الفني قبل بطولة الخليج لكان الوضع مختلفاً جداً عما هو عليه الآن. تتحدث كثيراً عن الاستقرار الفني ونجد أنك تلمح بحديثك للاتحاد السعودي لكرة القدم، فماذا تقول عن هذا الاتحاد؟ * نعم، فما حدث هو قرارات يتحمل مسؤوليتها مسؤولو الاتحاد السعودي لكرة القدم، وبكل صراحة فالاتحاد يعاني عبئا كبيراً جداً، فالشعب السعودي اعتاد على تحقيق البطولة الآسيوية أو المنافسة بقوة عليها، ولهذا فنحن نعلم مدى الضغوطات الكبيرة على الاتحاد، ولكن الواقع أن الاتحاد السعودي عانى منذ ريكارد فاستمر معه رغم عدم اقناعه لجميع المتابعين، وحدث ذات الأمر في كأس الخليج الأخيرة مع المدرب الاسباني لوبيز كارو، وكان الأحرى بمجلس إدارة الاتحاد أن يقيله حتى وإن كان في منتصف البطولة، فالخطأ هو ما حدث ويمكن أن نصفه بأنه تشتت في اتخاذ القرار بل وطال الأمر حتى وصل إلى (عناد) في مجلس إدارة الاتحاد، وهذا الأمر ألقى بظلاله على المنتخب، الآن الأهم هو أن يكون الاتحاد يعرف ما يحتاجه بعد البطولة الآسيوية، فيعرف كيف يختار المدرب ويكون ذلك على اساس حضوره لأربع سنوات وفق استراتيجية طويلة فيكون القرار مدروساً جداً ويتخذ بشكل سليم، وتخيل لو وجد مدرب وطني في كأس الخليج الأخيرة مع المنتخب وتم إبعاد لوبيز واستمر هذا المدرب مع المنتخب كما يحدث الان في المنتخب البحريني مع مرجان عيد، والذي حضر من خلال البطولة بعد اقالة عدنان حمد، واستمر مع البحرين في هذه البطولة الآسيوية، وهذا الأمر كان جلياً في بطولات سابقة عكس هذه البطولة التي لم يتواجد فيها مدرب مساعد وطني بالجهاز الفني للمنتخب ليكون قادراً على قيادة المنتخب في حال حدوث أي أزمة بالمنتخب. ومن ترشح لتحقيق اللقب؟ -أتمنى أن يحققه المنتخب السعودي ولكن في ظل الوضع الحالي أعتقد أن اليابان بأسلوبه العالي ومحترفيه يعد أبرز المرشحين، وذات الأمر لكوريا الجنوبية، وكذلك منتخب أستراليا بمحترفيه في أوروبا. نلاحظ استبعادك لمنتخبات غرب القارة؟ -هناك فارق فني بين الشرق والغرب، ولكن قد نجد منتخبي الامارات وقطر قد تطورا كثيراً في ظل الاستقرار الفني وثبات التشكيلة لديهم. في بطولات أمم آسيا كان المنتخب السعودي يمتلك نجوماً من العيار الثقيل كماجد عبدالله ويوسف الثنيان وسامي الجابر وأحمد جميل والنعيمة، هل تجد هذا الأمر في المنتخب الحالي أم أنت مع من يؤكد غياب النجم المؤثر عن صفوف الأخضر؟ * أنا مع هذا الحديث، فنحن لا نجد لاعباً مؤثراً بشكل كبير كما يحدث في السابق، فالأسماء كانت كثيرة في البطولات السابقة التي حققها المنتخب سواء في سنغافورة 84 أو الدوحة 88 أو الإمارات 94، فجميعها شهد فيها المنتخب أسماء كبيرة في صفوفه، ولكن الآن نفتقد لمثل هذه النقطة، فلا نجد اللاعب الذي قد يصنع الفارق لوحده، ففي بطولة 88 كنا كفريق نلعب بأسلوب واحد لنصل لمرمى الخصم فمن الحارس ومروراً بمختلف المراكز نبحث عن خدمة ماجد عبدالله؛ ليتمكن من التسجيل، وهذا الأمر غير موجود في المنتخب في ظل غياب الاستقرار الفني الذي يساهم في صنع مثل هذا الأمر بالمنتخب، فتسخير دور اللاعبين لخدمة الفريق يحتاج لمدرب داهية يعرف جيداً امكانيات اللاعبين، ويكون ذا فكر فني عال جداً، والان نحتاج للاعب يخدمه الجميع ليقوم بدور ماجد عبدالله ونجد ناصر الشمراني متواجداً، ولكنه يحتاج للهدوء والتركيز بشكل كبير في أرض الملعب، ليتمكن من انهاء الهجمة بالشكل المناسب للمنتخب، وذات الأمر ينطبق على بقية المهاجمين نايف هزازي والسهلاوي وغيرهم. دعنا نعد بك إلى ذكرياتك في بطولات أمم آسيا، حدثنا عنها؟ مشاركتي في بطولة 1988 هو من أبرز ما حققته خلال مشواري الرياضي؛ كونها أول إنجاز لي مع المنتخب الأول، وكذلك كونه ثاني مرة يحقق بها المنتخب البطولة، فتواجدت ضمن الجيل الذهبي للكرة السعودية والذي حقق البطولة الاسيوية للأخضر والكثير من الإنجازات، فمن كأس آسيا الثانية والوصول لنهائي 1992 والذي لم نوفق لنحققه، إلى تحقيقنا أيضاً لإنجاز التأهل لكأس العالم 1994 لأول مرة في تاريخ كرة القدم السعودية، فنحن امتلكنا مدرباً داهية ككارلوس ألبرتو بيريرا والذي عرف كيف يجهز المنتخب بأفضل عمل متكامل، فوجدنا تكاملاً بين الجهازين الاداري والفني وبيننا نحن اللاعبين، فسخر العمل المناسب للمنتخب المناسب؛ ليحقق اللقب. وكما قلت سابقاً: كنا نعمل لنصل بالكرة إلى ماجد ليتمكن من التسجيل مع وجود تعاون كبير من الجميع سواء الثنيان أو الهريفي أو أي لاعب في الملعب، فالهدف تحقيق الفوز بحضور روح جماعية كبيرة في ظل أننا كنا نلعب على قلب واحد وبهدف اسعاد أبناء الشعب السعودي. واسمح لي أيضاً أن أؤكد أن التغيير الذي يحدث ليس بالضرورة أن يؤثر سلباً، ففي بطولة 1992 تغير المنتخب مع استمراري أنا وجميل والثنيان والهريفي، وظهرنا بشكل كبير ووصلنا للنهائي، وكدنا نحقق اللقب لكن لم نوفق في النهائي، في ظل أن طموحنا تحقيق اللقب، وهذا ما يجعلنا نغضب على الوضع الحالي، فوصول المنتخب للبطولة كان صعباً عكس السابق، وكذلك كنا نلعب بطموح كبير ونضع اسم المملكة العربية السعودية نصب أعيننا، ونعي أهمية اللعب في المنتخب، وكل هذه الأمور يجب على اللاعبين الحاليين -الذين يعدون امتدادا لمن كان في السابق- أن يراعوها ويفكروا بها متى ما رغبوا بتحقيق اللقب، وبصراحة نحن نغضب جداً من وضع المنتخب، ونتمنى أن يتحقق ما نرجوه من خلال ما يقدمونه بروحهم العالية. وفي ختام حديثك ما هي الكلمة التي تقولها؟ -كلمتي للاعبين أن يركزوا في الملعب ويتركوا ما يدور خارجه وأن يلعبوا على قلب رجل واحد فهو حضور قوي نتمناه منهم. وللجمهور السعودي أن يتواجد بوعيه الكبير وأن يدعم المنتخب وبعد البطولة يصبر على المنتخب؛ ليتمكن المسؤولون من اختيار مدرب مناسب يقود المنتخب باستراتيجية طويلة تعيده لوضعه الطبيعي. وأطالب مسؤولي الاتحاد بعدم الاستعجال في اختياراتهم الفنية، وعدم الالتفات لما حققه المدربون من بطولات بقدر معرفة الاستراتيجية الأمثل لتطوير أداء المنتخب، وأن يتركوا التشتت في العمل والعناد بين مسؤوليه والذي يضر المنتخب ولا يفيده. المنتحب السعودي كوزمين خلال تدريبات الأخضر