شهدت السنة المنصرمة 2014م، جرائم عديدة ارتكبت باسم الإسلام، ونتج عن ذلك ارتفاع موجات الكراهية والعنصرية والعنف ضد المسلمين، بكل من أوروبا وأمريكاواستراليا، وما كان أمام الجاليات المسلمة إلا أن تلجأ لمواقع التواصل الاجتماعي، لمحاربة هذا العداء، وكان تويتر أبرز وسيلة استعان بها المغردون، للتنديد بهذه الجرائم البشعة، وللتعبير عن الوضع القلق والعنيف الذي يعيشونه. ومن بين أبرز هذه الهاشتاقات، التي كانت أكثر تداولاً على تويتر، لمحاربة الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد المسلمين جاء هاشتاق «سأسير معك» (#illridewithyou) الذي دعا إلى مرافقة المسلمين بوسائل المواصلات العامة في استراليا، بعد حادث احتجاز الرهائن الاستراليين داخل مقهى ليندت في سيدني. ويعود تدشينه في الأصل إلى مواطنة استرالية شاهدت سيدة مسلمة في إحدى محطات القطار بأستراليا، تنزع حجابها خوفاً من التعرض للتمييز، وعرف هذا الهاشتاق كتابة آلاف التغريدات من جميع أنحاء العالم، خاصة بعد قيام أحد المواطنين في استراليا ب «البصق» على سيدة مسلمة في استراليا. أما هاشتاق «ليس باسمي» (#NotInMyName ) فانطلق من بريطانيا، للتنديد والتنصل من الجرائم البشعة، التي يرتكبها تنظيم داعش والمتطرفون في مختلف أنحاء العالم باسم الإسلام، وانتشرت هذه العبارة بسرعة قياسية على تويتر، ولم يكن الهدف الأساسي منها الرد على المتطرفين، وإنما أيضاً مكافحة الخلط بين الإسلام والتطرف داخل أوروبا وغيرها من بقاع العالم، التي تتواجد فيها الجاليات المسلمة، غير أن هذا الهاشتاق عرف تحفظ بعض المسلمين والمفكرين والمثقفين، لأنه من وجهة نظرهم، ليس على المسلمين الاعتذار عن جرائم لم يرتكبها أصلاً مسلمون، بل أفراد لهم أفكار خاطئة عن دين الإسلام الحنيف. وكرد فعل على هذا الهاشتاق، عبرت فئة من المسلمين عن سخطها بإطلاق هاشتاق آخر بعنوان «اعتذارات مسلمين» (MuslimApologies#)، ومن خلال هذا الهاشتاق، عبروا عن قلقهم من استمرار القادة السياسيين مطالبتهم بالتعبير عن تنصلهم من هذه الجرائم، التي يرتكبها المتطرفون، وكان أبرزهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الذي طالب قادة المجتمعات الإسلامية والمسلمين بالتعبير عن رفضهم لأيديولوجية تنظيم «داعش» و «القاعدة» بقوة، وبشكل واضح، فهذه الفئة من المغردين رغم إدانتها بشدة لهذه الأعمال الإرهابية، إلا أنها لا تجد نفسها مطالبة بالاعتذار عنها أو تحمل مسؤولية وقوعها. كما انتشر في أمريكا هاشتاق «المسلمون يشكرون» ( MuslimsThank# )، الذي أطلقه مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، كحملة لإظهار امتنانه للقادة السياسيين، والشخصيات الإعلامية والمشاهير الذين يدافعون عن الإسلام والمسلمين في أمريكا، وعبر المغردون في تويتر عن شكرهم وتقديرهم لكل الشخصيات، التي ساهمت في محاربة ظاهرة الإسلاموفوبيا بشكل لافت. وبهذا يكون موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قد أخذ بعداً آخر غير فكرة التسويق الإعلامي لمنتج، فقد قلب موازين القوى وأصبح بإمكان الأقليات المسلمة، أو غيرها، في كل أنحاء العالم الخروج من الصمت والتهميش، اللذين فرضتهما عليها بعض وسائل الإعلام التقليدية.