أعلنت غرفة عمليات الجيش الليبي بالمنطقة الغربية بدء المرحلة الثانية من عملياتها ضد ميليشيات فجر ليبيا، وقالت مصادر ليبية: إن قوة تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي حققت تقدما على الطريق الواصل بين منطقتي بوهديمة والليثي المتجاورتين جنوببنغازي، ونفى السفير البريطاني لدى ليبيا، صحة ما صرح به رئيس حكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس بوجود تواصل بين حكومته والمملكة المتحدة. وفي التفاصيل، قال محمد الصائم، مساعد أمر الكتيبة 116إن الجيش نفذ، يوم الأربعاء، هجوماً من ثلاثة محاور بالمنقطة الغربية أسفر عن سيطرته على منطقة العقربية بمدينة العجيلات "80 كلم غرب العاصمة"، ومنطقة شغلودة بمدينة الزاوية "30 كلم غرب العاصمة"، مؤكداً سقوط ضحايا في صفوف الميليشيات بالعشرات. وأوضح الصائم أن المرحلة الثانية تقرر بأن تبدأ باستخدام الطيران المروحي الذي شارك في معارك الأربعاء، بالفعل، وسيكثف طلعاته على المدن الساحلية. ونقل الصائم بحسب "العربية" عن قادة عسكريين أن خطة المرحلة الثانية ستطول بعض الشيء، فهي تستهدف السيطرة على المدن الساحلية الأهلى بالسكان، مما يستوجب التعامل بحذر مع الميليشيات التي ستتمترس بداخلها. وأضاف أن معركة طرابلس باتت قريبة بعد نجاح خطط الجيش في إنهاك الميليشيات خارج المدن وإضعاف قوتها بتوسيع رقعة المعارك جغرافيا. وبحسب مصدر طبي بمستشفى الزاوية فإن ما يزيد على 21 قتيلاً سقطوا في معارك، الأربعاء، إضافة لعشرات المصابين. وكان سلاح الجو الليبي وسع طلعاته وسط وجنوب البلاد، مساء الثلاثاء الماضي، استهدف خلالها تمركزات ومواقع للميليشيات. وأفاد علي الحاسي، المتحدث الرسمي لغرفة عمليات الجيش بالمنطقة الوسطى بأن طيران الجيش نفذ أول غارة جوية على قاعدة الجفرة الجوية جنوب البلاد التي تسيطر عليها الميليشيات، تمكن خلالها من تدمير مخازن ذخيرة بالقاعدة. وقال الحاسي: إن الطيران جدد قصف الكلية الجوية بمصراته بعد أن نفذ عدة غارات على الميناء والمطار، إضافة إلى مخزن بمصنع الحديد والصلب تستخدمه الميليشيات لتخزين الأسلحة. وفي منقطة الهلال النفطي، قال الحاسي: إن الطيران وجه ضربات ناجحة لمواقع الميليشيات في بن جواد وداخل مدينة سرت. من جهتها، قالت مصادر ليبية محلية: إن قوة تابعة لمجلس شورى ثوار بنغازي حققت تقدماً على الطريق الواصل بين منطقتي بوهديمة والليثي المتجاورتين جنوببنغازي، عقب اشتباكات مع قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، الذي أعاده البرلمان المنحل في طبرق هذا الأسبوع، للخدمة العسكرية. وقالت مصادر متطابقة: إن اشتباكات دار بمحور شارع فينيسيا القريب من مركز المدينة، حيث أسفرت هذه الاشتباكات عن تدمير دبابة تابعة لقوات حفتر. وأضافت المصادر، أن قوات مجلس شورى ثوار بنغازي تقدمت حتى دخولها معسكر الشرطة العسكرية الموالي لحفتر، حيث كان خاليا من أي قوة عسكرية. نفي بريطاني من جهته، نفى السفير البريطاني لدى ليبيا، مايكل آرون، صحة ما صرح به عمر الحاسي، رئيس حكومة الإنقاذ الوطني بطرابلس بشأن وجود تواصل بين حكومته والمملكة المتحدة. وكان الحاسي رئيس حكومة الإنقاذ الوطني التي شكلتها ميليشيات فجر ليبيا بعد سيطرتها على طرابلس، قال خلال حوار مع تلفزيون محلي بأن حكومته ستشهد اعترافات دولية في القريب العاجل. وأضاف الحاسي أن حكومته "اشترت 4 طائرات إيرباص من الحكومة الفرنسية، وهناك محاولات جيدة للتواصل مع فرنسا سياسيا وغيرها من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي". وكشف الحاسي خلال اللقاء التلفزيوني عن زيارة وفد بريطاني لمناطق مختلفة في طرابلس، أبدى خلالها أعضاء الوفد ارتياحهم التام لسير الحياة بالشكل الاعتيادي والطبيعي. قوة عسكرية وقرر المؤتمر الوطني العام "البرلمان" السابق والمنتهية ولايته في ليبيا، تشكيل قوة عسكرية جديدة باسم "الحرس الوطني" قوامها من أسماهم الثوار من كافة أنحاء البلاد. وقالت مصادر ليبية مطلعة: إن القرار هو بمثابة رد غير مباشر على إعلان رئيس مجلس النواب المستشار صالح عقيلة، بصفته القائد الأعلى للجيش الليبي، استدعاء الاحتياط العام لقوات الجيش الوطني الليبي. وقال البرلمان السابق: إنه أصدر القرار رقم 89 لسنة 2014، بشأن الموافقة على تشكيل قوة الحرس الوطني، مشيرة إلى أن القرار يعمل به من تاريخ صدوره وعلى جميع المعنيين به وضعه موضع التنفيذ. ونص القرار على أن تتولى اللجنة المختصة بالبرلمان تجميع ودراسة المقترحات ذات العلاقة وتقديم المقترح الملائم بعد التواصل مع قيادات الثوار والمختصين والمهتمين بهذا الشأن وتقديمه إلى اللجنة التشريعية والدستورية لتتولى صياغته النهائية ويعرض في شكل مشروع قانون على المؤتمر الوطني، لم يوضح القرار حجم هذه القوات ولا مستوى تسليحها وعلاقتها بالمؤسسة العسكرية ولا كيفية تمويلها. ترحيب ليبي ورحبت الحكومة الليبية المؤقتة بالبيان الصادر عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين في دورته غير العادية بشأن ليبيا والتي عقدت بمقر الجامعة العربية بالعاصمة المصرية القاهرة، يوم الإثنين الماضي. وعبّرت الحكومة الليبية في بيان عن امتنانها للدول العربية على مواقفها الأخوية الصادقة تجاه الشعب الليبي ودعمها ووقوفها إلى جانب الشرعية متمثلة في مجلس النواب والحكومة المنبثقة عنه ،مشيرة إلى أنها تسعى للقيام بحوار وطني شامل يجمع كافة الفرقاء وذلك لوضع أرضية صلبة تنطلق منها ليبيا إلى المستقبل بسواعد جميع أبنائها بمختلف أطيافهم وأفكارهم السياسية دون إقصاء أو تهميش لأي طرف. وجدّدت الحكومة الليبية في ذات السياق موقفها الثابت من أن الحوار هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تعاني منها ليبيا في هذه المرحلة و تدعو كافة الأطراف إلى الجلوس على طاولة الحوار لحل الخلاف وعدم اللجوء لسياسة التصعيد واستخدام لغة السلاح لفرض الآراء بالقوة.