ما أشبه الليلة بالبارحة.. هكذا يمكن وصف حال المنتخب الإيراني لكرة القدم والمشاكل التي يعاني منها قبل مشاركته في بطولة كأس آسيا السادسة عشرة التي تستضيفها أستراليا من التاسع إلى 31 يناير الحالي. ورغم الحماس الشديد لدى الفريق ولاعبيه لاستعادة أمجاده الآسيوية الغائبة منذ عقود طويلة وبالتحديد منذ فوزه باللقب القاري ثلاث مرات متتالية في 1968 و1972 و1976، يعاني الفريق من المشاكل التي تحاصره بشكل شبه دائم قبل مشاركاته في البطولات الكبيرة. وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أن علي كريمي المدرب المساعد للفريق رفض الانضمام إلى بعثة الفريق المتجهة إلى أستراليا ولكنه لم يخبر مدرب الفريق البرتغالي كارلوس كيروش بقراره. وأفادت التقارير بأنه بما أن كريمي كان مفروضاً في الأساس على كيروش من قبل اتحاد الكرة الإيراني، فلم يجر المدرب البرتغالي أي مشاورات مع قائد المنتخب الإيراني السابق حول خططه في أستراليا. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية عن كريمي لاعب بايرن ميونيخ وشالكه الألمانيين قوله «لو لم يكن بإمكاني أن أقدم خدماتي ، فعلى الأقل لن أخون المنتخب» . ومثلما كان الحال قبل خوض المونديال البرازيلي، مثلت استعدادات الفريق للبطولة مشكلة أيضا في ظل استمرار بعض العقوبات المفروضة على إيران بسبب برنامج طهران النووي المثير للجدل . كما ضاعف من مشكلة الاستعدادات العقوبات الدولية المفروضة على هذا البلد الغني بالنفط مما تسبب في حرمان الاتحاد الإيراني لكرة القدم من الحصول على الدعم المالي المناسب لتمويل خطط الاستعداد التي وضعها كيروش المدير الفني السابق لريال مدريد الأسباني. الاستعدادات للبطولة الآسيوية ظلت قاصرة على عدد قليل للغاية من المباريات الودية التي لا تتناسب مع حجم المنافسة التي سيواجهها الفريق في البطولة الآسيوية ولاسيما أن القرعة أوقعته في المجموعة الثالثة الصعبة التي تضم معه ثلاثة منتخبات خليجية قوية هي البحرين والإمارات وقطر. ومع الإعداد الهزيل للفريق، يعتمد كيروش كثيراً على الخبرة التي اكتسبها عدد من لاعبيه من تجربة احترافهم سواء في أندية أوروبية أو خليجية مثل المهاجمين أشكان ديجاجه نجم فولهام الإنجليزي سابقا، والعربي القطري حالياً، ورضا جوشاني جهاد لاعب تشارلتون الإنجليزي سابقاً والكويتي حاليا وجلال حسيني (الأهلي القطري) وجواد نيكونام (أوساسونا الأسباني) ومسعود شجاعي (الشحانية القطري) وسردار أزمون (روبن كازان الروسي) .