من الظلم مقارنة الجيل الحالي مع الأجيال التي مرت على منتخبنا في الفترة بين أعوام 84 الى عام 2000م، والتي تمتلك الحماس والروح وكتيبة نجوم لا يمكن تكرارها قادرة على صناعة الفارق. ولكن يوجد لدينا سلاح مفقود يمكنه ان يقلب الطاولة رأسا على عقب وهو الروح القتالية، والتي كانت شعار منتخبنا في كأس آسيا 2007م مع البرازيلي المغمور انجوس والذي لم يسبق له تحقيق أي نجاحات تذكر وغادرت البعثة الى شرق آسيا مع مدرب جديد وسط غياب أكثر من 10 عناصر أساسية شاركت قبل سنة في كأس العالم 2006م بألمانيا. وكان أكثر المتفائلين يتمنى المشاركة المشرفة فقط وبدون أي ضغوط حقق فيه منتخبنا افضل المستويات المقرونة بالنتائج، وتصدر المجموعة الرابعة برصيد 7 نقاط من تعادل مع كوريا والفوز على اندونيسيا والبحرين ليتجاوز اوزبكستان، وفي نصف النهائي قدم نجومنا ملحمة كروية بالفوز على اليابان 3-2 وفي النهائي لم يحالفنا التوفيق بالفوز. وكانت الجماهير السعودية راضية كل الرضا عن منتخبها الجديد، والذي قدم كل فنون كرة القدم المصحوبة بسلاح الروح القتالية واللعب الجماعي ونكران الذات والتضحية لأجل شعار الوطن. الروح هو السلاح الذي ينبغي أن يتزود به منتخبنا ليُطاول العنان؛ وليُعيد أمجاد أخضرنا ولتُحلق صقورنا من جديد في سماء القارة الآسيوية التي لطالما كنا أسياداً لها نصول ونجول فيها. ولكن قبل هذا كله على المُجتمع الرياضي أن يعي حقيقة يُراد لها أن تُطمس..!! هذا المنتخب يحمل اسم المملكة العربية السعودية يمثلنا جميعاً بشتى ألوان أنديتنا ومُدرجاتنا وعلينا دعمه معاً، فالنجاح سيُجير باسم البلاد لا باسم ذلك النادي أو ذاك اللاعب وكذا الاخفاق. بعيداً عن تلكَ الأصوات التي للأسف أصبح منتخب الوطن ضحية لتعصبها وتناحرها فيما بينها البين، حتى أصبحنا أُضحوكة على ألسن الجميع وبات آخر ما يعنيها ويُهمها مصلحة منتخب الوطن ..!! الشعب السعودي بأسره يُريد رؤية الأخضر في حالة جيدة وتاق كثيراً لعودته إلى سابق عهده، فمنذ بطولة أُمم آسيا عام 1996م التي نظمتها دولة الامارات العربية والتي أحرزناها أمام المُضيف الاماراتي بركلات الترجيح ونحن غائبون عن الذهب الآسيوي. صحيح أن جُل الجمهور الرياضي لا ينتظر من المُنتخب الحالي الظفر باللقب الآسيوي من بلاد الكنغر الاسترالي، أو بالأحرى لا يتوقع حدوث ذلك في ظِل المُستويات الفنية الباهتة في السنوات المنصرمة. غير أننا جميعاً نطمح إلى أن يظهر أخضرنا بمظهر يليق به وبسمعته وتاريخه، وهذا لن يحدث إلا في حالة حضور الروح عند اللاعبين على المُعشب الأخضر واستحضارهم قيمة الشعار الذي يرتدونه. حتى مع الحلول التي قام بها الاتحاد السعودي على صعيد الجهاز الفني، إلا أنها غير مُجدية كثيراً إن لم تكن هناك عزيمة وإصرار من قبل اللاعبين على إعادة البهجة لشعب سعودي بأكمله. وهو الأمر الذي افتقدناه كثيراً منذ بطولة آسيا 2007 فالروح إن حضرت تستطيع اخفاء الكثير من العيوب الفنية والقصور التدريبي والنقص البدني، لكن في حالة انعدام الروح لدى اللاعبين واختفائها لا يمكن إطلاقاً تعويضها مهما كانت قدرات اللاعبين المهارية وامكانياتهم. وبالروح القتالية فقط يمكننا تحقيق المستحيل.