عرف الصينيون كرة القدم منذ آلاف السنين ومن بلادهم انطلقت هذه المجنونة وعن طريقهم تحولت الى بقية دول العالم ومن بينها بلاد الانجليز ، التي أصبحت بعد ذلك المهد الفعلي لحضارة الكرة، حيث قاموا بتطويرها قبل أن تمارس بشكلها الحديث في بقية أنحاء العالم . فالصينيون لهم تاريخ طويل مع كرة القدم ومع ذلك انجازاتهم الكروية محدودة دوليا ولا تقارن بالمكانة التاريخية للعبة لديهم، ورغم التاريخ الطويل إلا ان الكرة ظلت رياضة هامشية لديهم ولم تر حظوظا قوية في هذه الدولة العملاقة ذات الكثافة السكانية العالية التي تعد أكثر دول العالم تعدادا للسكان . حيث بلغ - وفق أخر احصائية رسمية - مليارا و482 مليونا، ومع هذا الرقم الخيالي لعدد أبناء الصين تبقى للكرة الصينية مكانتها على الصعيدين القاري والدولي . فقد أدخلت الاحتراف منذ عدة سنوات لأول مرة وبدأت تطبق هذا النظام لتتسابق وتواكب التطور السريع الذي لحق بالعملاقين كوريا الجنوبية واليابان وتأهلت لاول مرة للمونديال وتتطلع الى الصعود مجددا الى المونديال . فالاصدقاء الصينيون سينظمون كبرى الأحداث الرياضية فهم - أي الصينيين - تعاملوا بذكاء وتقبلوا نتائج فرقهم بروح رياضية عالية، وفق مشهد علمي ليس كما يحدث لدينا في دول الخليج عندما يخسر الفريق تقوم الدنيا ولا تقعد كما هو الحال الآن في السعودية . فقد خرجت أصوات قوية بعضها من كبار رؤساء الاندية الكبيرة تطالب بالتحقيق مع أحد المحللين بسبب تجاوزه وذكره معلومات غير دقيقة، وهناك أصوات تنتقد عدم قانونية اللجنة التي شكلت مؤخرا لدراسة تقييم عمل اتحاد الكرة . والجديد من المدرسة الصينية الآن هو : (ما قررته الحكومة الصينية وهو اللجوء إلى تعليم كرة القدم في المدارس بهدف رفع مستوى اللعبة التي لم ترتق حتى الآن إلى ما يطمح إليه بلد المليار نسمة . وقد أظهرت الصين - منذ فترة طويلة - قدرتها على الإبداع الرياضي وحصد الألقاب والميداليات في رياضات مثل: الجمباز والغطس وكرة الطاولة والبادمنتون، وإنتاج لاعبين مميزين في كرة السلة مثل ياو مينغ ووانغ جي جي أو حتى ألعاب القوى . لكن ورغم الأموال التي أنفقتها في الأعوام الأخيرة على مدربين ولاعبين أجانب لم تتمكن كرة القدم الصينية من الارتقاء إلى المستوى المطلوب والمنتخب الوطني يقبع حاليًا في المركز التاسع والتسعين عالميًا . وفي اجتماع مؤخر للحكومة الصينية اتخذ قرار تحويل صلاحيات الاهتمام بمسألة ترويج اللعبة لدى الشباب الصيني إلى وزارة التربية الوطنية وسحبها في الوقت نفسه من الاتحاد الصيني لكرة القدم الذي يتخبط بالكثير من فضائح الفساد) فالمدرسة الصينية هي جديد العملاق الصيني، فهل نتعلم منهم؟ نقلا عن صحيفة الأيام البحرينية