تسعى الصين، التي فاجأت العالم عندما انتزعت صدارة ترتيب الميداليات في أولمبياد بكين 2008، إلى تكرار ذلك مرة أخرى في دورة لندن. الأداء القوي للعداء ليو جيانغ، الذي عادل أخيراً الرقم العالمي لسباق ال 110 أمتار حواجز، والسباح صن يانغ يشير إلى أن الصين ستثبت أن إنجاز "بكين 2008" لم يكن لمرة واحدة فقط. فقبل أربع سنوات، حصدت الصين على أرضها وبين جمهورها 51 ميدالية ذهبية، و21 فضية و28 برونزية، منتزعة صدارة جدول الميداليات للمرة الأولى في الألعاب الأولمبية، وأزاحت بالتالي الولاياتالمتحدة عن العرش تاركة لها المركز الثاني. وقد أثبتت الصين في شكل لا لبس فيه أنها القوة العظمى الصاعدة في الألعاب، وتتطلع الآن إلى توسيع نطاق سيطرتها إلى العاصمة البريطانية لندن. فقد سجل ليو جيانغ توقيتاً مقداره 12،87 ثانية (بمساعدة الريح) في سباق ال 110 م حواجز في طريقه إلى لندن، معادلاً أسرع زمن في التاريخ، ويتطلّع الآن للتعويض بعد أن إضطرته الإصابة إلى الإنسحاب من أولمبياد بكين ليتبدد حلمه بالتألق في ملعب "العش الطائر" الذي شيدته الصين خصيصا للالعاب. ويقول ليو: "حلمي هو فقط الإنتظام في المنافسات الأولمبية وآمل أن أحافظ على مستواي الجيد وأن أواصل برنامجي التدريبي كاملاً". كما يبدو أن صن يانغ سيكون من أصحاب الميداليات في منافسات السباحة بعد أن طمس رقم البطل الأولمبي الأسترالي غرانت هاكيت الصامد منذ 10 أعوام في سباق 1500 م خلال بطولة العالم الأخيرة في شنغهاي العام الماضي. لكن القصة الحقيقية للنجاح الصيني في الحصاد الوفير للميداليات في بكين 2008 كان في بعض الرياضات التي تعتبر إختصاصاً لرياضييها ككرة الطاولة والبادمنتون والغطس والرماية ورفع الأثقال وأيضا الجمباز، والتي كان نصيبها 38 من 51 ميدالية ذهبية. كانت السيطرة على منافسات كرة الطاولة في بكين مطلقة بإحتكار الصينيين والصينيات الألقاب كلها، كما نالوا 7 ذهبيات من أصل 8 في الغطس، و8 من 15 في رفع الأثقال، و11 من 18 في الجمباز، ونصف ذهبيات الرماية العشر. إنها حكاية يمكن أن تتكرر في لندن، مع التفوق الصيني في البادمنتون والغطس وكرة الطاولة، والتقدّم بفارق ضئيل أيضاً على الولاياتالمتحدة في بطولة العالم الأخيرة للجمباز التي أجريت العام الماضي. لين دان الفائز بخمسة ألقاب في البادمنتون، والذي يصور على أنه أعظم رياضي (في بلاده)، يبدو مرشحاً للدفاع عن لقبه خصوصاً بعد أن قاد بلاده إلى فوز رائع في بطولة "توماس كاب" خلال أيار (مايو) الماضي. في كرة الطاولة، فقدت الصين عدداً من بطلاتها كزهانغ يينينغ ووانغ نان بسبب الاعتزال، لكنها لا تواجه مشكلة في سد الفراغ على ما يبدو بإنتقال المشعل إلى لاعبات أخريات. ومن قائمة النجوم هناك زهانغ جايك ودينغ نينغ بطلا العالم لدى الرجال والسيدات على التوالي. ويقول مدرب منتخب الصين للرجال في كرة الطاولة ليو جيوليانغ أن الألعاب الأولمبية "تحمل معان مختلفة للاعبين، وبالنسبة لنا إنها تعني فقط أن نفوز بالميداليات الذهبية". "منتخب الأحلام" في الغطس إحتكر ألقاب بطولة العالم الأخيرة في شنغهاي، وأفلتت منه فقط ذهبية واحدة من ثمان في أولمبياد بكين، ويتوقع أن يكون المرشح الأبرز في لندن. وعلق مدير الفريق زهو جيونغ قائلاً: "إنتصاراتنا المتتالية تؤدي إلى الرضا عن النفس ولكن قد تجعلنا نتجاهل مشاكلنا. في الواقع إنه تحد". ووفقاً للمدربين والرياضيين الصينيين، فإن نجاح الصين في إعادة تنشيط التركيز على الألعاب الأولمبية يأتي بسبب نظام دعم الدولة للرياضة وتقديم التمويل السخي للمنشآت وتدريب جيل جديد من الرياضيين. وإتبعت الصين النمط السوفياتي السابق عبر المدارس الرياضية، الذي كان يؤدي إلى إختيار الرياضيين المتوقع لهم النجاح في سن مبكرة، وفي كثير من الأحيان مع ساعات من التدريب القاسي يومياً ما أنتج أبطالاً للعالم في السباحة والجودو والمصارعة والملاكمة والقوس والسهم والتجذيف. وعلى رغم نجاحاتهم، فان المسؤولين الرياضيين في الصين يقللون، وأكثر من أي وقت مضى، من آمال الرياضيين ال380 المشاركين في لندن، ويتحدثون عن "تحديات قوية" ستواجههم لتكرار إنجاز 2008. وعزا نائب وزير الرياضة كان زهينهوا ذلك "إلى إعتزال عدد من الأبطال بعد دورة بكين"، مضيفاً: "إن جيلاً جديداً يشكل الجزء الأكبر من البعثة الأولمبية الصينية"، ومؤكداً أن "عدداً من الرياضيين الشباب لا يزال يفتقد إلى الخبرة الدولية، ولذلك لا يمكننا أن نكون متفائلين جداً بأدائهم".