عثر مواطنون في ليبيا ليل الخميس - الجمعة، على جثة فتاة مصرية قبطية، خطفت بعد مقتل والديها بأيدي مسلحين مجهولين في مدينة سرت الليبية الثلثاء. وقال مصدر في مستشفى ابن سيناء التعليمي في سرت (500 كلم شرق طرابلس) أن «مواطنين عثروا على جثة كاثرين ابنة الطبيب المصري القبطي مجدي صبحي توفيق الذي قتل الثلثاء هو وزوجته الطبيبة سحر، في مقر إقامته في مركز جارف الصحي في سرت». وأضاف المصدر أن جثة الفتاة كاثرين (13 سنة) والتي خطفت بعد مقتل والديها أمامها، عثر عليها غرب سرت. ولم تتوافر تفاصيل عن سبب الوفاة أو حال الجثة. وكان مسلحون مجهولون قتلوا الطبيب المصري وزوجته وخطفوا ابنتهما، فيما تركوا طفلتين أخريين في المنزل الذي كان مسرحا للجريمة التي يرجح أن دوافعها طائفية. وعثر على جثتي الطبيب وزوجته، مكبلتي اليدين كما وجد مبلغ ستة آلاف دينار ليبي يخص القتيل على طاولة قرب مكان الجريمة، إضافة إلى أن مجوهرات زوجته لم تمس. وأعلنت وزارة الخارجية المصرية في بيان عقب الحادث أنها «تتابع ما ورد لبعثتيها في كل من ليبيا وتونس حول الحادث»، مشيرة إلى أنها «تجري اتصالات مكثفة مع السلطات الليبية المعنية في هذا الشأن»، علماً أن القاهرة لا تقيم علاقات مع قوى الأمر الواقع المسيطرة على سرت. على صعيد آخر، أمر رئيس المؤتمر الوطني (المنتهية ولايته) نوري بوسهمين المدعي العام العسكري بمباشرة التحقيق في مقتل 14 جندياً في سرت، أثناء عملهم في حراسة محطة الكهرباء الغازية في المدينة. وكانت مجموعة مسلحة قتلت الجنود أول من أمس. واستنكر مجلس الحكماء والشورى الجريمة وناشد أبناء قبائل سرت «ضبط النفس وعدم الانجرار وراء إشاعات مغرضة هدفها إثارة الفتن حتى تظهر نتائج التحقيق»، كما نقلت عنه وكالة الأنباء الليبية (وال). ونقلت وكالة «فرانس برس» عن «مصادر عسكرية» اتهامها مقاتلي «فجر ليبيا» بقتل حراس محطة الكهرباء في سرت. وأضافت المصادر أن «أربعة جنود آخرين من الكتيبة ذاتها قتلوا في اشتباكات مع ميليشيات فجر ليبيا بعد الهجوم المباغت»، فيما قتل أحد عناصر الميليشيات. أتى ذلك في وقت تواصل مسلسل العنف الدموي في ليبيا حاصداً مزيداً من الأرواح، إذ قتل ما لا يقل عن 32 شخصاً آخرين بين جنود ومسلحين إسلاميين ومدنيين في منطقة «الهلال النفطي» وبنغازي، إضافة إلى غارة غرب طرابلس. وأبلغت مصادر عسكرية «فرانس برس» بأن ستة جنود آخرين قتلوا في محيط مرفأ السدرة إثر هجمات لمقاتلي «فجر ليبيا» الذين تسببوا باحتراق خزان للنفط الخام في السدرة، أكبر المرافئ النفطية في ليبيا. وينتمي الجنود القتلى في سرت إلى كتيبة تابعة للجيش، لكنها مبنية في الأصل على أساس قبلي كون معظم عناصرها من قبيلة (الفرجان) وهم أبناء عمومة للواء خليفة حفتر الذي يقود منذ أيار (مايو) الماضي، عملية «الكرامة» ل «تطهير البلاد من الإرهاب». من جهة أخرى، صدت وحدات الجيش المرابطة في «الهلال النفطي» هجوماً عنيفاً ل «فجر ليبيا» من محاور عدة من بينها البحر والصحراء. وقال علي الحاسي الناطق باسم غرفة عمليات الجيش في «الهلال النفطي» إن «قوات الجيش صدت هجوماً على المنطقة حاولت من خلاله ميليشيات فجر ليبيا السيطرة على مرفأ السدرة النفطي». وأوضح أن «قوات المشاة المؤلف معظمها من حرس المنشآت النفطية، صدت الهجوم بالمدفعية الثقيلة والمتوسطة، فيما أجبر سلاح الجو من خلال غارات مكثفة، القوات المهاجمة على الانسحاب غرباً باتجاه سرت وأعطبت ثلاثة زوارق بحرية هاجمت بها المرفأ بحراً». وقال الحاسي إن «الزوارق البحرية أطلقت صواريخ عدة باتجاه مرفأي السدرة وراس لانوف وأصابت خزاناً للنفط جنوب ميناء السدرة بقذيفة صاروخية، وتسببت باحتراقه». وفي أول رد فعل رسمي، اعتبرت الحكومة الليبية الموقتة أن الهجوم يشكل تطوراً سريعاً في طبيعة الصراع ويهدد الوحدة الوطنية لليبيا، وقد يجرها إلى حرب أهلية. ليبيامجزرةجنودمحطة كهرباءسرتجثةفجر ليبيامصراتةحراسالعثورفتاة مصريةقبطية