مر عام جديد على برشلونة الإسباني وهو لا يزال يحاول تحسس الطريق نحو النجاح الساحق الذي حققه إبان حقبة مدربه الأسبق جوارديولا، حيث تأمل الجماهير الكتالونية حالياً أن يحمل 2015 لهم أنباء سارة. ينقسم عام 2014 مع برشلونة إلى نصفين، الأول مع المدرب السابق مارتينو، والثاني مع المدير الفني الحالي إنريكي، حيث شد الأرجنتيني حالياً الرحال بعيداً عن النادي الكتالوني ليدرب منتخب بلاده، فيما لا يزال الثاني يبحث عن الإقناع والإمتاع وسط عجزه عن الوصول للوصفة الأمثل لإعادة السحر للبرسا. يمكن إطلاق "عام الخطايا السبع" على 2014 بالنسبة لبرشلونة، حيث ارتكبت الكثير من السقطات والهفوات القاتلة . تتمثل الخطيئة الأولى بالطبع في الفشل في التعامل مع تبعات صفقة البرازيلي نيمار والزلزال الإداري الذي تسببت فيه مطلع هذا العام، تحديداً مع استقالة رئيس البرسا السابق ساندرو روسيل على خلفية الجدل الكبير الذي أثير حول المخالفات المفترض ارتكابها بها. عُين جوزيب بارتوميو بعدها رئيساً للنادي دون أي انتخابات، وهي الورقة التي يلعب عليها دائماً رئيس النادي الأسبق في حقبة جوارديولا الذهبية جوان لابورتا. بالنسبة للخطيئة الثانية، يتعلق الأمر بما يمر به أيقونة النادي: "البرغوث" الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي بدا على فترات متفرقة من العام بعيداً عن ذلك الفتى الذي يعرفه الجميع، باستثناء الشهر الماضي الذي نجح خلاله في التربع على قائمة هدافي الليجا ودوري الأبطال الأوروبي التاريخيين. يرى الكثيرون أن هنالك شيئاً خفياً يدور بين ميسي وإدارة النادي، ربما يتعلق برفع مستحقاته المادية أو عدم تدشين حملة لصالحه في جائزة الكرة الذهبية، لذا شهد هذا العام تصريحات لم يعهدها المجتمع الكروي من اللاعب مثل قوله: إن نائب رئيس النادي للشئون الاقتصادية "لا يفهم شيئاً في كرة القدم"، أو حديثه لأول مرة عن إمكانية الرحيل عن برشلونة. الخطيئة الثالثة مكررة، وتتمثل بشكل كبير في استمرار الإدارة الحالية في إقصاء أحد أهم رموز النادي من الصورة: الأسطورة الهولندي يوهان كرويف الذي كان بدوره قد وقف ضد بعض قراراتها مثل التعاقد مع الأوروجوائي لويس سواريز على سبيل المثال في تصريحاته ومقالاته. كل هذا أيضاً بجانب عدم بذل أي جهد للإبقاء على الحارس فيكتور فالديس . خطيئة برشلونة الرابعة بكل تأكيد تتمثل في المخالفات التي يفترض أنه أبرمها في تعاقداته مع لاعبي أكاديمية (لاماسيا) والتي انتهت بفرض عقوبة من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) تمنع النادي الكتالوني من التعاقد مع لاعبين جدد حتى مطلع 2016. هذا الأمر قاد بالتأكيد للخطيئة الخامسة، والتي تمثلت في الفشل في إبرام كل صفقات لاعبي الصف الأول المطلوبة (مثل كوكي ريسوركسيون وماركينوس وديفيد لويز وأندريس كوادرادو ضمن آخرين)، نتيجة لعدم وجود وقت كاف للمفاوضات . الخطيئة السادسة تتعلق، الأمر هنا، بالتعاقد مع لاعبين ربما لا يرتقون لتمثيل النادي الكتالوني، مثل البرازيلي دوجلاس الذي لم يقنع أو يقدم شيئاً يذكر حتى الآن أو البلجيكي توماس فيرمايلين الذي لم يلعب ولا مباراة مع الفريق بسبب إصابته. الخطيئة السابعة كانت غياب الألقاب، حيث لم يحصل برشلونة في 2014 على أي لقب، فخرج من دوري الأبطال في دور ربع النهائي أمام أتلتيكو مدريد وفشل في الحفاظ على لقب الليجا الذي ذهب لصالح ال"روخيبلانكوس" أيضاً، كما أنه سقط في نهائي كأس الملك أمام غريمه اللدود ريال مدريد الإسباني.