في كل مرة أقدم أو أحضر دورة عن العمل التطوعي أو القطاع الثالث في دولنا العربية أجد أن البون شاسع في تناول العمل التطوعي واتجاهاته ما عدا نقطة ربطه بديننا الحنيف وتأصيله في المنهج الإسلامي، ففي الخليج العربي غير الوسط والمغرب العربي، كما ان للعمل التطوعي في السودان نكهته الخاصة. من الناحية النظرية، قد نفند العمل التطوعي لمجالات وتخصصات عديدة، في الواقع الامر مختلف؛ لأن الحاجة هي التي تفرضه وتجعل بعض مجالاته ضرورة كضرورة الهواء وبعضها مجرد نوع من شغل الوقت، فعندما تأتي الازمات كالكوارث البيئية او التي من صنع الانسان يتضح لنا مدى جاهزيتنا ومدى مستوى التنظير الذي كنا مخدوعين به، وتنكشف كل جهودنا على طاولة التقييم، ففي الكوارث يصبح التطوع مسؤولية إلزامية على كل فرد في المجتمع، حيث ينفر المجتمع بكل فئاته لتقديم العون والمساندة، هذه الحالة تجد في تفاصيلها عشرات المجالات للعمل التطوعي الذي لم نلاحظه وقت المحاضرات او الملتقيات الاستعراضية. في الكوارث يختلط العاجل والضروري والمهم وأي شيء بكل شيء، هذا الحالة تستدعي التفكير قبل وقوع الكوارث عبر وضع سيناريو افتراضي والتدرب عليه من وقت لآخر ومع كافة الجهات المشاركة، الكارثة هي عمل عشوائي يحدث الكثير من العشوائية ويخلف فوضى ذات أثر متسلسل لا يعرف متى ينتهي، لذا من المهم ان تقوم كل جهة بوضع خطتها ثم تتعاون كجهات في برنامج اكبر لمحاولة احتواء الكوارث والأزمات المفترضة، والتي يمكن أن تقع بأي لحظة ولفترة غير معلومة لا سمح الله، والحديث عن إدارة الكوارث يطول وغير مبهج، لكن هنا أنصح الشباب المتطوع والجهات العاملة معهم على التدريب المكثف على الإجراءات الوقائية والتقنيات الفنية مثل الحد من الضرر وطرق التجمع والإخلاء والمهارات الطبية البسيطة، كما يمكن ان تشارك الجهات المختصة مثل الحماية المدنية والهلال الأحمر الشباب وتدمجهم في تمارينها الروتينية، هكذا نعد جيلا قادرا وواعيا لتحمل الأخطاء وتعميق ثقافة الحذر الاستباقي وحس السلامة لمجتمعنا. * رئيس مركز السودان للعمل التطوعي