قال كبار العاملين في المجال الطبي لدى الاممالمتحدة إن جهود التحريات الطبية ستكون المرحلة الكبيرة القادمة في مكافحة الايبولا عندما تنشر المنظمة الدولية المئات من العاملين في قطاع الصحة للوقوف على تسلسل العدوى فيما ينتقل فيروس المرض من شخص لآخر. وستنتقل الفرق الصحية الى كل حي ومنطقة في غينيا وسيراليون وليبيريا -وهي الدول الثلاث الأكثر تضررا بالوباء- لتعقب جميع احتمالات من خالطهم كل شخص مصاب. وستجري هذه الجهود بالتوازي مع اجراءات للحد من انتشار العدوى ومنها معالجة جميع مرضى الايبولا في مراكز متخصصة واتخاذ جميع الاحتياطات عند دفن جميع المتوفين بالمرض. وقالت مارجريت تشان مديرة منظمة الصحة العالمية إن المرحلة الثانية من الخطة تنحصر في احتواء الفيروس من خلال فهم خطوط انتشاره. وقالت تشان لرويترز خلال زيارة لمنطقة غرب افريقيا "إنك تطارد الفيروس. وانك تتصيد الفيروس. يعيش الفيروس داخل الشخص المصاب لذا فانك تتعقب كل حالة وتعزلها ثم تلاحق جميع من خالطوا الشخص المصاب". وترافق تشان بان جي مون الامين العام للامم المتحدة في جولة يزور خلالها أربع دول لتشجيع العاملين في قطاع الصحة وتركيز الانظار على مكافحة الوباء عالميا. وأشارت احصاءات منظمة الصحة العالمية يوم الاثنين الماضي الى أن أسوأ تفش للايبولا في العالم قتل 7518 شخصا من بين 19340 حالة اصابة مؤكدة رغم ان عدد حالات الاصابة الجديدة ينحسر في معظم الاماكن. وينتشر المرض من خلال مخالطة الشخص المصاب او التعامل مع جثث المتوفين بالمرض لذا فان أفراد الاسرة ممن يعتنون بالمرضى او من يجهزون جثث المتوفين لدفنها أكثر عرضة للاصابة. وقال بروس ايلوورد كبير مسؤولي مكافحة الايبولا بمنظمة الصحة العالمية "لن تتمكن من مكافحة الايبولا حتى تعرف أماكن سلاسل انتقال المرض وحتى تتعقب الحالات المدرجة على قوائم المخالطة". واضاف "تسمع دائما عن جهود التحري عن مرض الايبولا وهذا هو بيت القصيد الآن". وتتضمن جهود تعقب المخالطين للمرضى زيارة البيوت للتعرف على علامات المرض وهو الامر الذي يتطلب تعاونا من جانب السلطات المحلية وكبار المسؤولين بالمنطقة. وقال ديفيد نابارو مبعوث الاممالمتحدة الخاص بشأن الايبولا إن التكلفة الاجمالية لمكافحة الايبولا قد ترتفع الى نحو 4.1 مليار دولار. وأضاف انه من اجل انجاز المرحلة الثانية من الخطة ستستعين المنظمة التابعة للامم المتحدة بنحو 900 من خبراء الاوبئة أي ثلاثة امثال العدد الموجود حاليا.