صادق مجلس الوزراء الألماني أمس الأربعاء على قيام الجيش الألماني بمهمة تدريبية في العراق. ومن المقرر أن يقوم عدد يصل إلى مئة جندي ألماني بتدريب الجيش الكردي في مدينة أربيل شمالي العراق في مواجهة تنظيم "داعش". تجدر الإشارة إلى أن هناك جدلا حول هذه المهمة؛ لأنها لن تتم تحت مظلة الأممالمتحدة أو حلف شمال الأطلسي (ناتو). ومن المقرر أن يتم بعد مصادقة مجلس الوزراء أخذ موافقة من البرلمان الألماني (بوندستاج) الذي من المحتمل أن يجري مشاوراته بهذا الشأن في يناير القادم. الجدير بالذكر أن التحالف الدولي لمواجهة تنظيم "داعش" يتكون من نحو 60 دولة. يذكر أن ألمانيا أرسلت بالفعل أسلحة بقيمة 70 مليون يورو إلى الأكراد في شمال العراق، إلا أن الجيش الألماني لم يشارك في أي من الهجمات الجوية ضد التنظيم. البشمركة تحاصر سنجار يأتي ذلك فيما بدأت قوات البشمركة الكردية صباح أمس الاربعاء عملية عسكرية واسعة لاستعادة السيطرة على منطقة سنجار في شمال غرب العراق من تنظيم "داعش"، بدعم من طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، بحسب مصادر كردية. وكانت هذه المنطقة التي سيطر عليها التنظيم المتطرف في اغسطس، موطن الأقلية الايزيدية التي تعرضت الى "إبادة"، بحسب الاممالمتحدة، على يد التنظيم الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق منذ هجوم كاسح شنه في يونيو. وقال ضابط برتبة عميد في القوات الكردية "انطلقت قوات البشمركة عند السابعة صباحا لتنفيذ عملية لتحرير بعض المناطق المهمة الواقعة في سنجار وزمار". واضاف "الهجوم متواصل حاليا بدعم من طائرات دول التحالف التي قامت بتوجيه ضربات منذ ليلة أول أمس على مواقع "داعش" في مناطق زمار وسنجار". واوضح ان "قوات البشمركة تمكنت حاليا من تحرير ثلاث قرى هي الحكنة وكاريز وكوباني كانت تحت سيطرة داعش، والسيطرة على منطقة المثلث الواقعة بين سنجار ومنطقة ربيعة الحدودية مع سوريا". واكد سعيد مموزيني احد مسؤولي الحزب الديمقراطي الكردستاني "انطلاق عملية عسكرية لتحرير قضاء سنجار"، مشيرا الى انها تنفذ عبر محوري ربيعة وزمار التي كانت القوات الكردية استعادت السيطرة عليها في 25 اكتوبر. واوضح ان "طائرات دول التحالف بدأت منذ فجر أمس تنفيذ ضربات جوية ضد أوكار "داعش" لدعم تقدم قوات البشمركة". ودفع هجوم تنظيم "داعش" على سنجار في اغسطس بعشرات آلاف الايزيديين الى الفرار، وحوصروا في جبل سنجار لأيام عدة، فيما تعرض اخرون الى مذابح وظل مصير اخرين مجهولا حتى الان. وبعدما تمكنت ضربات التحالف الدولي من فك حصار تنظيم "داعش" للجبل، اعاد التنظيم في اكتوبر فرض طوق على الجبل الذي ما زالت تتواجد فيه مئات العائلات الايزيدية. مؤتمر في إربيل من جهة ثانية، صرح نائب سني في البرلمان العراقي أن قوى سنية تعتزم اليوم الخميس عقد مؤتمر في أربيل لمحاربة الإرهاب وتطرف المليشيات بحضور نواب سنة من ست محافظات ساخنة وسفراء واشنطن ولندن والاتحاد الأوروبي. وقال النائب شعلان الكريم عضو البرلمان العراقي عن محافظة صلاح الدين في تصريح لصحيفة "المدى" اليومية المستقلة نشرته أمس الأربعاء إن "بعض الشخصيات والكتل السنية وبالتعاون مع مجالس المحافظات التي تخضع لسيطرة تنظيم "داعش" اتفقوا على عقد مؤتمر لمحاربة الإرهاب وتطرف داعش والمليشيات يوم الخميس المقبل في عاصمة إقليم كردستان أربيل". وأضاف أن "القائمين على تنظيم المؤتمر وجهوا دعوات للشخصيات السنية في محافظاتبغداد وكركوك والأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوى، وتم اختيار أربيل مكانا لعقد المؤتمر بسبب وجود أوامر قبض على بعض الشخصيات التي ستحضر ولأنها لا تحبذ الدخول إلى العاصمة بغداد بسبب أوامر القبض الصادرة بحقها". وذكر أن "الدعوات وجهت إلى الرئاسات الثلاث ورئاسة إقليم كردستان والأممالمتحدة وسفراء الولاياتالمتحدة وبريطانيا والجامعة العربية والاتحاد الأوروبي وباقي السلك الدبلوماسي فضلا عن نواب المحافظات الخاضعة لسيطرة داعش. وقال الكريم إن سبب عقد المؤتمر هو أن "بعض السكان متهمون بإيواء داعش أمام أنظار الحشد الشعبي ومؤيديه ونريد فك ارتباطهم ب"داعش"، مع مطالبة الحكومة بتسليح أبناء العشائر وفق آلية منضبطة لمحاربة المجاميع الإرهابية وتجريمها الميليشيات التي تخطف وتقتل". ومن ضمن النقاط التي سيتم طرحها إمكانية تشريع قانون الحرس الوطني والشروع بتنفيذ بنود الورقة الوطنية التي تشكلت بموجبها حكومة حيدر العبادي إضافة إلى مطالبة الحكومة والمجتمع الدولي بتعويض المتضررين من جرائم داعش وإنشاء صندوق دعم للمناطق المتضررة.